علمت إيلاف من مصدر كويتي رفيع أنّ الكويت ماضية بشكل حازم في الكشف عن خيوط العمليّة والإعلان عنها بعد أن نجح وزير الداخليّة في أخذ الملفّ بنفسه وإبعاده عن مسار التجاذبات والخلافات السياسية باعتباره يمسّ الأمن الإقليمي بشكل خاص، في وقت تتّهم فيه مصادر أمنيّة سفيراً إيرانيًّا سابقاً بالوقوف وراء العمليّة.

دبي: تؤكّد المعلومات التي بحوزة quot;إيلافquot; أنّ وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الخالد الصباح قد نجح في إبعاد ملفّ هذه الخلايا، عن أي تجاذبات وخلافات سياسية في الداخل الكويتي كونها تخصّ الأمن القومي الكويتي، الذي يفرض مسارًا أمنيًّا بحثًا في التعامل مع هذه الخلايا التي يرجّح ارتباطها التنظيمي والمالي بإيران، على الرغم من مسارعة طهران أكثر من مرة الى نفي تقارير في هذا الإطار.

ووفقًا لمصادر أمنيّة كويتيّة تحدّثت لإيلاف فإنّ السفير الإيراني السابق في الكويت علي جنتي تحت الاتهام بقيادة هذه الخلايا، وتشكيلها، خصوصاً مع معلومات توافرت سابقًا عن تعاونه مع ضابط رفيع المستوى في الحرس الثوري الإيراني quot;باسدارانquot; كان يلتقي أفراد هذه الخلايا بإنتظام في مناطق إيرانيّة محاذية للكويت، وتصلها الرحلات الجوية الكويتية بسهولة، إذ يقصدها آلاف الكويتيين على مدار العام للسياحة، وأغراض دينية، وهو الأمر الذي استغلّه أفراد الخلايا النائمة، والشبكات الإرهابيّة المموّلة من قبل إيران، علمًا أنه لا تأكيدات كويتية بعد على المستوى الرسمي.

وكان لافتًا على المستويين السياسي والدبلوماسي أواخر شهر أيار - مايو الماضي، أن تبادر إيران فجأة الى إستبدال سفيرها في الكويت علي جنتي، وإرسال مسؤول مهمّ معنيّ بملف الدول الخليجية في وزارة الخارجيّة الإيرانية ليتبوأ منصب سفير بلاده في الكويت هو جلال فيروز نيا، علمًا بأنّ جنتي كان مرشحًا للبقاء في الكويت طويلاً، لتنفيذ مهام أخرى، إلاّ أنّ ورود اسمه في التحقيقات الأمنيّة الكويتيّة قد يكون هو ما استدعى إعادته فورًا الى طهران.

وحقّقت الكويت نجاحًا أمنيًّا كبيرًا في شهر أيار - مايو الماضي، حين أوقفت إستخبارات الجيش الكويتي، وجهاز أمن الدولة خليّة إرهابية كانت تعد لهجمات كبيرة ضد منشآت حساسة، وتنفيذ إغتيالات ضدّ شخصيات كويتيّة عسكرية وأمنية رفيعة المستوى، في حال وجهت الولايات المتحدة الأميركيّة أو إسرائيل ضربة عسكرية الى إيران، وبحسب مصادر صحفية فإنّ أفراد الشبكة اعترفوا بأنّهم مارسوا التجسّس على منشآت عسكريّة حساسة كويتيّة وأميركية، وأنهم كانوا يتعاونون في هذا الإطار مع شخصية دبلوماسية إيرانية تعمل في السفارة الإيرانية في الكويت. وتجدد الحديث قبل يومين في عدّة دول خليجية من بينها الكويت، عن موجة الخلايا النائمة، خصوصًا بالتزامن مع تقرير لجهاز الإستخبارات البحريني الذي حذر دول خليجية، من مغبة نشاط مفاجئ في عمل الخلايا النائمة، على وقع التصعيد في خيار توجيه ضربة عسكرية لإيران بسبب تطورات برنامجها النووي، الذي يثير ريبة وحفيظة المجتمع الدولي، إذ تكشّفت تفاصيل جديدة في قضية الخلايا النائمة والمجموعات الإرهابية، التي ألقي القبض على إحداها أخيرًا في مملكة البحرين، فقد أفادت معلومات أمنية أنّ هذه الخلايا تضمّ كويتيين وخليجيين، إضافة إلى مقيمين لبنانيين ويمنيين وإيرانيين.

ورصدت السلطات الأمنية الكويتيّة نشاطهم من خلال المعلومات التي تلقّتها من نظيرتها البحرينية بعد إلقاء القبض على نحو 250 شخصاً في المنامة اعترفوا بالتخطيط لعمليات تخريبيّة ونفذوا بعضها. إلاّ أنّ البحرين نفت أن تكون اتّهمت دولة بعينها بالوقوف وراء هذه الخلايا.

ووفقًا لصحيفة quot;القبسquot; الكويتيّة في عددها الصادر اليوم، فإنّ الخلايا النائمة يعمل أفرادها بشكل منفصل عن بعضها البعض، وأن بعض عناصرها لا يعرفون بعضهم بعضًا، ويتمّ التنسيق بينهم عبر ضابط ارتباط او قائد للمجموعة ينتمي لجهة عسكرية إقليمية، من دون أن تسمّيها الصحيفة.

وذكرت المصادر للصحيفة الكويتية أنّ التحرّيات التي أجرتها الجهات الأمنيّة الكويتية في البلاد كشفت ان هذه المجموعات تلقّت أموالاً وتمويلات جمعت من تبرعات من رجال دين وجهات اقليمية خطية، يرجح أيضًا أنّها إيران.

وتابع تقرير الصحيفة يقول: quot;كما أن هذه المجموعات استأجرت شاليهات في مواقع سياحية في الكويت اضافة الى اجنحة وغرف في فنادق كبرى، حيث قاموا بتصوير هذه المواقع تمهيدًا لاختراقها مستقبلاً اذا استدعت الظروفquot;.

ولفتت المصادر الى أنّ افراد بعض عناصر هذه المجموعات وخصوصًا العرب منهم هم من محدودي الدخل والبسطاء، وان الاجهزة الامنيّة لاحظت انهم استأجروا بأنفسهم الشاليهات والاجنحة في الفنادق بمبالغ مالية كبيرة، وكان هذا هو الخيط الذي قاد الى الخلايا النائمة.

ووفق المصادر للصحيفة الكويتية، فإنّ قادة هذه الخلايا غادروا البلاد إلىzwj; بلدانهم ومن ثم الى احدى الدول الاقليمية، حيث يلتقون هناك مع القادة المسؤولين عن عمل هذه الخلايا، حتى يبعدوا عنهم الشبهات وليستطيعوا تضليل الاجهزة الامنية.