وافقت لجنة في مجلس الشيوخ الأميركي على معاهدة خفض الترسانة النووية لروسيا والولايات المتحدة quot;ستارتquot;.

واشنطن: وافقت لجنة في مجلس الشيوخ الأميركي الخميس في تصويت أساسي على معاهدة خفض الترسانة النووية لروسيا والولايات المتحدة quot;ستارتquot;، التي تثير تحفظات الخصوم الجمهوريين للرئيس الأميركي باراك أوباما.

وبعد أكثر من خمسة أشهر على توقيع أوباما ونظيره الروسي ديمتري مدفيديف الوثيقة، وافقت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ على النص بـ14 صوتًا مقابل أربعة أصوات. إلا أن المعاهدة لن تقر في مجلس الشيوخ بمجمله قبل الانتخابات التشريعية لمنتصف الولاية التي ستجرى في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، كما ذكر رئيس اللجنة جون كيري.

وصوّت ثلاثة أعضاء جمهوريين في اللجنة فقط لمصلحة المعاهدة. إلا أن أوباما عبّر عن ارتياحه لأن النص quot;أقر بدعم قوي من الحزبينquot;. ودعا الرئيس أيضًا في بيان مجلس الشيوخ بكامله إلى quot;التحرك بسرعة للتصويت على هذه المعاهدةquot; التي quot;ستعزز أمننا القوميquot;.

ودعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس أعضاء مجلس الشيوخ إلى quot;التحرك بسرعةquot; للموافقة على النص الذي quot;يستحق دعمًا واسعًا من الحزبينquot;. ووقّع أوباما ومدفيديف في الثامن من نيسان/أبريل في براغ معاهدة ستارت الجديدة (معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية) بين القوتين النوويتين الكبريين في العالم. وهي تنص على حد أقصى قدره 1550 رأسًا نوويًا ينشرها كل من البلدين، أي بخفض 30% مقارنة بمستوى العام 2002.

وقال كيري في بداية المناقشات الخميس إن quot;الرهانات هائلةquot;، موضحًا أنه quot;بالمصادقة على هذه المعاهدة سنحد من الترسانة النووية الروسية، وسنصبح قادرين مجددًا على مراقبة قواتهم النوويةquot;. وكانت موسكو أعلنت أنها ستنسحب من المعاهدة إذا هدد نظام الدفاع الصاروخي الأميركي في أوروبا، مصالحها.

لكن الاهتمام تركز على المعارضة الجمهورية التي اتبعت في الأشهر الأخيرة سياسة شبه مستمرة لعرقلة كل النصوص التشريعية التي قدمتها الغالبية. وفي الولايات المتحدة، يفترض أن تتم المصادقة على المعاهدات التي يبرمها الرئيس بثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، أي 67 من أصل مئة عضو. وتشغل الغالبية 59 مقعداً، لذلك تحتاج أصوات بعض الجمهوريين.

وقد عبّر هؤلاء عن مخاوفهم، خصوصًا حول مستقبل المنظومة الدفاعية الصاروخية الأميركية التي يرون أنها مهددة بالنص الجديد بسبب تلميحات إلى هذا الموضوع في المقدمة وفي المعاهدة نفسها.

وفي مقال نشر في مجلة quot;فورين بوليسيquot; بعيد التصويت الخميس، طلب كيري من الجمهوريين المعارضين quot;الكف عن استخدام الورقة السياسيةquot;. وقال إن الخوف من تقدم الروس على الولايات المتحدة لا أساس له. وكتب quot;أيًا يكن السلاح الذي يصنعه الروس سنكون قادرين على تدمير بلدهم مرات عدةquot;.

وكان كيري حذر الثلاثاء زملاءه المتحفظين على دعم معاهدة الحد من الأسلحة من أن مجلس النواب الروسي (الدوما) سيتابع طريقة تعاطي مجلس الشيوخ الأميركي مع عملية المصادقة. وأكد كيري الخميس للصحافيين quot;أعتقد شخصيًا أننا سنحصل على الأصوات للمصادقةquot;. ودفع انتهاء معاهدة ستارت التي أبرمت في 1991، الولايات المتحدة وروسيا إلى التفاوض حول هذه المعاهدة الجديدة.