يتوقع ان تسحب الكويت اليوم جنسية رجل دين وجه إهانات لزوجة وصحابة النبي محمد.

الكويت: ينتظر أن تهدأ الساحة السياسية الكويتية اليوم في إثر قرار متوقع بسحب جنسية رجل دين شيعي كويتي، وجه إهانات لزوجة وصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسط إنطباعات بأن القوى السياسية ستعتبر الخطوة الحكومية كافية، وستتراجع النيات لعقد ندوات ومؤتمرات للتنديد بما فعله ياسر الحبيب.

أفضى الإجتماع الذي عقد بين الشيخ جابر المبارك الصباح رئيس الوزراء الكويتي بالإنابة- وزير الدفاع مع رؤساء تحرير الصحف المحلية اليومية الى صدور توجيهات حكومية بالغة الصرامة للقوى السياسية المحلية من مغبة الإقدام على تنفيذ مظاهرات وندوات، تحت لافتة تصرفات رجل الدين الشيعي الكويتي ياسر الحبيب المقيم في بريطانيا، إذ أكد الشيخ المبارك أن سكين الطائفية قد وصلت الى عظم الوطن، وأنه في الكويت ليس هناك من هو أكبر من الكويت، معتبرا أن الوطن قبل كل قبيلة وأكبر من كل قبيلة أيضا، وهو الكلام السياسي الذي أعتبر في الداخل الكويتي بأنه موزونا بعناية، لكنه يتضمن العديد من الرسائل السياسية لأطراف محلية تسعى لإستغلال القضية برمتها بغية التكسب السياسي، ودغدغة مشاعر الشارع السياسي.

وفي وجه التهديدات الحكومية فقد لوحظ أن العديد من التنظيمات السياسية قد أبطأت الإستعداد لإقامة المظاهرات والندوات، فيما أرجأت الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) ندوتها التي كانت مقررة أمس بسبب إتصالات حكومية رفيعة المستوى، دعت للتريث، على اعتبار أن الحكومة ستصدر قرارا رسميا اليوم بإسقاط جنسية الحبيب، بسبب تمتعه بجنسية أخرى غير الكويتية، يرجح بأنها الجنسية الإيرانية، إذ لن تسقط الحكومة الجنسية عن رجل الدين الشيعي تحت لافتة الإساءات الطائفية، كي لا تثير أزمة جديدة مع الطائفة الشيعية، وكي لا تصبح أيضا موضة سياسية يمكن المطالبة بها، مع أي توتر طائفي مستقبلا، علما أن وزارة الداخلية درست ملف الحبيب قانونيا ودستوريا طيلة الأسبوعين الماضيين، واعتبرت أن إسقاط الجنسية ممكنا بسبب إزدواجية الجنسية عند الحبيب، وهو الأمر الذي يجرمه القانون الكويتي.

ودرءًا لأي حساسيات أو تطورات سلبية خلال الأيام القليلة المقبلة فإن الحكومة الكويتية قامت بتفعيل قانون الإجتماعات العامة الذي يحظر المظاهرات والمواكب والتجمعات الشعبية التي تزيد عن 1200 فرد، كما قامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية بالطلب من المساجد الكويتية أن تقفل أبوابها حال إنتهاء كل صلاة يوميا، في إجراء يهدف الى منع إستغلال منابر المساجد تحت لافتة الأزمة الطائفية التي أنتجتها تصريحات رجل الدين الشيعي الكويتي الذي تمكن من الوصول الى بريطانيا قبل سنوات، متنقلا بين الكويت والعراق وإيران، حال إدراج إسمه على سبيل الخطأ في كشوفات العفو الأميري عام 2004، دون أن يقضي حكم السجن الذي أدين به من محكمة كويتية.

والى حد ما فإن قرار الحكومة الكويتية اليوم بشأن جنسية الحبيب سيعيد التوازن الى الساحة السياسية المحلية، والإبتعاد عن تهييج الشارع السياسي من خلال الندوات والخطب والمؤتمرات التي ستزيد الأزمة حدة، إذ تعد قوى سياسية محلية برامج تصعيدية تصل الى حد الزج بالمساءلة السياسية للحكومة كأحد الخيارات التأزيمية ضد الحكومة في دور الإنعقاد البرلماني المقبل، إذ تعد أكثر من كتلة سياسية مسودات صحف إستجواب ستوجه الى وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الخالد الصباح في حال لم تصدر الحكومة الكويتية في جلستها الليلة مرسوم إسقاط جنسية الحبيب.

يشار الى أن ياسر الحبيب كان قد أسس فور وصوله الى العاصمة البريطانية هيئة دينية تحمل إسم (هيئة خدام المهدي)، إضافة الى موقع إليكتروني يحمل إسم (القطرة) وينشر عبره أبرز مواقفه الجدلية، كما أنه يخطط الآن لإطلاق فضائية تحمل إسم (فدك)، إذ يقوم موقعه ببث مقتطفات للحبيب يطلب عبرها المساهمة بالترعات المالية لإطلاق القناة التلفزيونية.