لافتة ضد روسيا خلال تظاهرة في حمص في 30 أيلول/ سبتمبر

عبّر معارضون وناشطون سوريون عن استيائهم من استعمال روسيا والصين حق النقض لوقف قرار ضد النظام السوري في مجلس الأمن، واعتبروا أن الخطوة ضوء أخضر للرئيس بشار الأسد لقتل المزيد من السوريين.


دمشق: اعتبر معارضون سوريون أن روسيا والصين أعطت نظام بشار الأسد الضوء الأخضر لقتل المزيد من المحتجين، من خلال استعمال حق النقض لوقف قرار ضد دمشق في مجلس الأمن.

ودعا ناشطون سوريون عبر شبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك، إلى مقاطعة البضائع الروسية والصينية وحرق علمَي البلدين، خلال مظاهرات يوم الجمعة المقبل.

ودعا عدد من الناشطين للتظاهر في 14 تشرين الأول/ أكتوبر أمام السفارات الروسية في مختلف دول العالم للتعبير عن quot;الاستياء العارم من الموقف الروسي الرسمي، الذي يعوق إدانة المجتمع الدولي للإبادة التي يرتكبها الأسدquot;.

جاء في نص الدعوة: quot;فلنتظاهر من أجل سوريا، وليس من أجل طلب تدخل عسكري، ولا من أجل تغليب الغرب على روسيا والصين، لكن من أجل الضغط على الدول العمياء المتغطرسة التي تناصر الحليف قبل الحقquot;.

من جهته، اعتبر برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري، الهيئة الرئيسة للمعارضة، في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، أن الفيتو الروسي الصيني في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار حول سوريا quot;سيشجّعquot; أعمال العنف التي قد تتحول حربًا أهلية.

ودعا غليون إلى عقد quot;مؤتمر دولي حول سوريا مع القوى الكبرى والدول العربية، وأيضًا الروس، الذين لا يزالون يتمسكون بموقفهمquot;. وقال قبل أيام من توجّهه الى مصر وتونس للحصول على دعم الدول العربية quot;نطلب من المجتمع الدولي أن يعرض علينا خطة لحماية المدنيين السوريينquot;.

سوريون يحرقون العلم الروسي

واضاف quot;نرفض تدخلاً على الطريقة الليبية. حماية المدنيين لا تعني بالضرورة القول بتدخل عسكريquot;، في إشارة الى القرار الدولي 1973 حول التدخل ضد نظام معمّر القذافي.

وتابع غليون quot;اذا اتخذ المجتمع الدولي موقفًا موحدًا وقويًا بالتعاون مع المجتمع العربي، يمكننا إجبار النظام (السوري) على التنحّيquot;، وذلك غداة لجوء روسيا والصين إلى الفيتو في مجلس الأمن، ما حال دون تبني قرار يدين النظام السوري.

وقال غليون إن quot;دعم بشار الأسد في مشروعه العسكري والفاشي لن يشجّع الشعب السوري على البقاء في الثورة السلميةquot;، في إشارة منه إلى الروس والصينيين. وأضاف quot;إنهم (الروس) يشجعون فعليًا العنفquot;.

ونفت روسيا الاربعاء أن تكون quot;حامية لنظام بشار الأسدquot;، ودعت المعارضين السوريين إلى الحضور إلى موسكو.

واستخدمت روسيا والصين، العضوان الدائمان في مجلس الامن الدولي، الثلاثاء حق النقض ضد مشروع قرار عرضته دول غربية يهدد نظام الرئيس السوري بـquot;إجراءات محددة الأهدافquot; ردًا على قمع التظاهرات.

وقال غليون، الذي انتخب رئيسًا للمجلس الوطني السوري في ختام مؤتمر عقد في نهاية الاسبوع في اسطنبول، quot;لتجنب هذا الانزلاق نحو العنف، يجب ان تتحرك المجموعة الدولية فعليًا بطريقة أخرى، وان تدرك المخاطر والمجازفات في هذه الفترة من التاريخquot;. واضاف quot;اعتقد ان المجموعة الدولية لم تتحمل بعد كل مسؤولياتهاquot;.

وتابع quot;ثمة حاجة الى عمل جماعي يظهر لهذه العصابة المنظمة التي تقود حربًا على شعبها أنه لم يعد هناك اعتراف بها كحكومة، وانه ينبغي وقف المذبحة. ينبغي حصول تدخل سياسي وانساني كبيرquot;.

ميدانياً، قتل ستة شبان في مناطق سورية مختلفة، أربعة منهم بعد اعتقالهم من جانب الاجهزة الامنية السورية، واثنان متأثرين بجروح أصيبا بها، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاربعاء.

وقال المرصد ان quot;عائلة محمد الحسيني (28 عامًا) تلقت اتصالاً من فرع المرور لاستلام سيارته الاربعاء، وعندما سألوا عن ابنهم صاحب السيارة، أبلغوهم أن عليهم استلام جثته من المشفى الوطنيquot; في مدينة حمص. واعتقل الشاب قبل أربعة أيام من قبل عناصر حاجز لشرطة المرور في حي القصور.

وفي حمص أيضًا، quot;قتل مواطن في حي الخالدية تحت التعذيب الأربعاء، كانت أجهزة الأمن قد اعتقلته قبل ثلاثة أيام، كما استشهد مواطن آخر في حي القصور متاثرًا بجروح أصيب بها مساء أمس (الثلاثاء) خلال إطلاق رصاص من قبل قوات الأمنquot;، وفق المصدر نفسه.

وفي إدلب، quot;قتل عصر الأربعاء مواطن من قرية خربة الجوز بعد ساعات من الإفراج عنه، وعلى جسده آثار تعذيب، كانت السلطات السورية قد اعتقلته قبل يومينquot;، بحسب المرصد السوري. وفي محافظة درعا، quot;قتل مساء الاربعاء في مدينة داعل شاب يبلغ من العمر 17 عامًا متاثرًا بجروح أصيب بها في 25 ايلول/سبتمبر خلال إطلاق رصاص في المدينةquot;.

وفي محافظة حماه، quot;قتل مواطن تحت التعذيب من قرية كرناز في ريف حماه كان معتقلاً منذ ايلول/سبتمبر الفائت لدى مفرزة الأمن السياسي في السقيلبيةquot;، وفق المرصد. وفي ريف دمشق، نفذت قوات الأمن السورية الأربعاء حملة اعتقالات واسعة في بلدة دوما، شملت 53 شخصًا، قال المرصد السوري إن لديه قائمة بأسماء 27 منهم.

واسفرت اعمال القمع في سوريا منذ منتصف اذار/مارس عن اكثر من 2700 قتيل، بحسب اخر حصيلة نشرتها الامم المتحدة قبل اسبوعين.