من احداث ماسبيرو الاخيرة

أعادت أحداث ماسبيرو التي وقعت أمس بين الأقباط وقوات الأمن إلى الأذهان الحديث عن أشهر الحوادث الطائفية التي شهدتها مصر خلال السنوات الأخيرة، وترجع أسباب غالبية الأحداث الكبرى إلى الخلاف حول بناء كنيسة أو الإدعاء بإسلام فتاة أو إمراة.

وتركزت الحوادث الطائفية خلال الأربعين عاماً الماضية وقدر عددها بنحو 167 حادثاً طائفياً، وتحديداً منذ العام 1972، عندما حاول بعض المتطرفين إحراق منزل كان الأقباط يعملون على بناء كنيسة على أنقاضه، وذلك في حي الخانكة التابع لمحافظة القليوبية، وهو ما عرف تاريخياً بـquot;أحداث الخانكةquot;.

وفي العام 1981 شهدت منطقة الزاوية الحمراء في القاهرة، سقوط نحو 81 قتيلاً، معظمهم من المسيحيين، وإحراق عشرات المحال التجارية والمنازل المملوكة للأقباط، بسبب محاولة إنشاء كنيسة دون تصريح أيضاً.

وفي 31 ديسمبر عام 1999، شهدت قرية الكشح التابعة لمحافظة سوهاج في جنوب مصر حادثاً، راح ضحيته 21 شخصاً، معظمهم من المسيحيين، فضلاً على إحراق عشرات المنازل والمحال التجارية. بسبب خلافات تجارية بين مسلم مسيحي.

وفي صباح الأول من يناير 2010، قتل ستة مسيحيين ومسلم واحد، في مدينة نجع حمادي في محافظة قنا، على يد أحد المسلمين التابعين لقيادي في الحزب الوطني الحاكم المنحلّ. وفي بداية العام الحالي 2011، وقع تفجير أمام كنيسة القديسيين في الإسكندرية، خلف نحو 23 قتيلاً و79 مصاباً. وفي شهر مارس 2011.

و في أعقاب نجاح ثورة 25 يناير في إزاحة الرئيس السابق حسني مبارك عن الحكم، وقعت العديد من الحوادث الطائفية، وإتخذت طابعاً عنيفاً جداً، وأتخذت أنماطاً جديدة، حيث مصر حوادث هدم وإحراق الكنائس للمرة الأولى في تاريخ البلاد.

ففي شهر مارس الماضي، وقع حادث هدم كنيسة في قرية صول مركز أطفيح، بسبب علاقة بين امرأة مسلمة ورجل مسيحي، ليكون أول حادث طائفي بعد نجاح الثورة في الإطاحة بالنظام السابق. وفي منتصف أبريل الماضي، وقع حادث إمبابة الذي راح ضحيته 13 قتيلاً و240 مصاباً.

وتلت ذلك الحادث نحو عشرة حوادث متفرقة لم يسقط فيها قتلى، وكانت السبب فيها إعتناق فتيات مسيحيات الدين الإسلامي. أشهرها قضية نانسي وكرسينا، التي لم تنته بعد، حيث تصر الفتاتان على أنهما إعتنقتا الإسلام بمحض إرادتهما، وتصر أسرتيهما على أنهما تعرض للإختطاف، و أجبرتا على إعتناق الإسلام.

وتعتبر أحداث ماسبيرو التي وقعت أمس الإثتين 9 أكتوبر الجاري، الأكثر عنفاً، حيث خلفت 26 قتيلاً، ونحو 343 مصاباً، نتيجة الموجهات المسلحة بين الشرطة والأقباط الذين كانوا يتظاهرون إحتجاجاً على هدم بناية يقولون إنها كنيسة بأسوان، وبينما تقول السلطات المحلية إنها دار للضيافة.