تظاهرات سورية ضد نظام الأسد

آخر تحديث: الساعة 16:43 بتوقيت غرينيتش

اعتبرت المعارضة السورية أن الدول الغربية لم تبذل الجهود المطلوبة للتعامل مع روسيا التي رفضت المشاركة في الإدانة الدولية لقمع المحتجين، وأمل المجلس الوطني السوري في اعتراف أوروبي بمجرد استكمال هياكله. واستدعت بريطانيا السفير السوري في لندن مجددا بسبب المضايقات لنشطاء سوريين.


باريس: قال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري إن الدول الغربية لا تبذل جهوداً كافية للضغط على روسيا حتى تغير موقفها من سوريا ويجب أن تفعل المزيد لدعم المعارضة. وقال غليون الذي يقيم في فرنسا والذي يعتبر الزعيم الفعلي للمجلس إن المجلس الجديد يأمل في أن يحظى باعتراف الدول الاوروبية بمجرد استكمال هياكله.

ورحّب الاتحاد الاوروبي بتشكيل المجلس السوري وحث الدول الاخرى على الترحيب به لكنه لم يدع الى الاعتراف بالمجلس الذي يسعى إلى حشد الدعم الدولي للانتفاضة السورية المناهضة للرئيس بشار الاسد والتي بدأت قبل ستة أشهر.

وتتبنى فرنسا قضية المحتجين المطالبين بالديمقراطية في سوريا وتصدرت الدعوات التي تطالب بإصدار مجلس الامن الدولي قرارا لادانة القمع الذي تمارسه الحكومة السورية ضد مواطنيها. وفي بادرة دعم رمزية التقى وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه مع غليون في باريس في وقت سابق هذا الاسبوع. وقال غليون quot;بادرة جوبيه مهمة. الفرنسيون سيتشاورون مع غيرهم من الاوروبيين. ونأمل في أن نحظى باعتراف الدول الاوروبية في وقت لاحق لكن فلننتظر لبضعة أيام أو أسابيعquot;.

ويدور حاليا نقاش داخل الدوائر الفرنسية حول ما يتعين القيام به لمساعدة المعارضة السورية التي تطالب بإسقاط النظام التي سبق لها أن دعت إلى رحيله في رسالة ثلاثية وقعها الرئيسان ساركوزي وأوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.

وكشفت مصادر فرنسية أن المعارضة، وتحديدا المجلس الوطني السوري، أبلغ المسؤولين الفرنسيين أنه quot;لا يطلب في الوقت الحاضر الاعتراف بهquot;، وأنه quot;ليس جاهزا بعد لمثل هذه الخطوةquot;، إذ إنه بصدد تنظيم صفوفه ومحاولة ضم معارضين وتيارات إضافية إليه، الأمر الذي يستجيب لرغبة السلطات الفرنسية.

وتعتبر باريس أن المجلس الوطني السوري يشكل حتى الآن quot;أفضل إطارquot; يمكنه أن يجمع صفوف المعارضة. ولا تستبعد باريس أن تكون أول من سيعترف بالمجلس الوطني، علما أنها تفضل أن تكون الخطوة جماعية أوروبيا وأميركيا وعربيا ليكون تأثيرها أقوى.

وقال غليون (66 عاما) ان الغرب يمكنه أن يكون أكثر quot;جرأةquot; في التعامل مع روسيا التي رفضت المشاركة في الادانة الدولية لقمع المحتجين واستخدمت هي والصين حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرار من الامم المتحدة.

ودعا ايضا الى عقد مؤتمر يجمع الاطراف الاساسية المعنية بالصراع في سوريا. وقال إنه يعتقد أن الاتحاد الاوروبي والدول الغربية لم تفعل كل ما هو ممكن سياسيا لاقناع روسيا وغيرها من الدول المتحفظة وانه لا يعتقد أن هناك مواقف وأفعالا قوية بما يكفي.

بريطانيا تستدعي السفير السوري مجددا

واستدعت وزارة الخارجية البريطانية السفير السوري في لندن مجددا اليوم الخميس بسبب المضايقات المفترضة لنشطاء سوريين، حسب ما صرح وزير الخارجية وليام هيغ الخميس.

وهذه هي ثالث مرة هذ العام يتم استدعاء السفير سامي خيامي من قبل الحكومة البريطانية وسط الاضطرابات التي يشهدها العالم العربي. كما الغت الحكومة البريطانية كذلك الدعوة الموجهة اليه لحضور زفاف الامير وليام في نيسان/ابريل.

وقال الوزير امام البرلمان انه quot;تم استدعاء السفير السوري الى وزارة الخارجية هذا الصباح وتم اخباره ان اية مضايقة للسوريين في بلادنا غير مقبولة ولن يتم التساهل حيالهاquot;.

ودعا هيغ الرئيس السوري بشار الاسد الى quot;التنحي الان والسماح للاخرين بتطبيق الاصلاحاتquot;، مضيفا انه وبعكس ليبيا فان quot;العنف المشين والقمع يتواصلان في سورياquot;.

وقال هيغ ان استدعاء السفير جاء بعد يوم من لقاء بين وكيل وزارة الخارجية اليستير بيرت مع عدد من اعضاء المجلس الوطني السوري المعارض في اواخر ايلول/سبتمبر.

وكانت وزارة الخارجية استدعت خيامي اول مرة في ايار/مايو احتجاجا على حملة القمع ضد المتظاهرين المناهضين لنظام الاسد.

ثم جرى استدعاؤه مرة اخرى في حزيران/يونيو بسبب تقارير اعلامية بان دبلوماسيا في السفارة يضايق السوريين في بريطانيا وانه جرى تهديد افراد من عائلاتهم في سوريا.

وعقب اللقاء مع السفير السوري في وزارة الخارجية الخميس، قال بيرت انه يشعر بquot;القلق البالغ للتقارير التي تتحدث عن مضايقات يقوم بها دبلوماسيون سوريون في بريطانياquot;.

واضاف انه quot;باستدعائها السفير السوري اليوم، فان بريطانيا اوضحت بشكل كبير انها لن تحتمل مثل هذا التصرف الذي يجب ان يتوقفquot;.

وتابع quot;وسنتخذ الخطوات الملائمة اذا ظهرت ادلة على حدوث ذلك، وسنواصل تشجيع اي شخص تعرض للمضايقة بالابلاغ عنها للشرطةquot;.

تظاهرات مسائية ضد الأسد

من جهة اخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان تظاهرة حاشدة خرجت مساء الاربعاء في بلدة بسامس في جبل الزاوية في محافظة ادلب ضمت نحو 9 الاف متظاهر. وقال ان تظاهرة اخرى خرجت في مدينة سراقب رغم اطلاق الرصاص من قبل قوات الامن مشيرا الى ان تظاهرات عدة خرجت في عدد من احياء مدينة حمص كان اضخمها في حي بابا عمرو. واوضح ان تظاهرات خرجت في بعض مدن ريف دمشق ومدن ريف درعا ودير الزور وفي احياء في مدينة اللاذقية.

ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان بانه quot;سمع صوت انفجار ضخم قرب مفرزة امن الدولة في مدينة دوما الواقعة في ريف العاصمة السورية ترافق مع انتشار امني كثيف في شوارع المدينة وفرض حظر للتجوالquot; دون ان يذكر اي تفاصيل عن الانفجار ولا عن اي خسائر بشرية او مادية قد تكون نجمت عنه.

وفي حمص (وسط)، اضاف المرصد quot;سمعت اصوات انفجارات قوية هزت حي دير بعلبة ظهر اليوم الاربعاء ترافقت مع سماع اصوات إطلاق رصاص كثيف في حي بابا عمرو استمر لمدة ربع ساعةquot;. واشار المرصد الى ان quot;حي الخالدية في حمص لا يزال يخضع لحصار من قبل الحواجز الامنية والعسكرية المنتشرة فيه ويمنع دخول السيارات اليهquot;.

واضاف quot;استمرت حملة الاعتقالات في الحي لليوم الثالث على التوالي كما نفذت قوات الامن حملة مداهمات في حي القصورquot;. يأتي ذلك فيما quot;نفذت قوات الامن صباح الاربعاء حملة مداهمات واعتقالات في مدينة مارع الواقعة في ريف حلب (شمال) اسفرت عن اعتقال 23 شخصاquot;، بحسب المرصد.

إتهام أميركي من أصل سوري بالتجسس على المتظاهرين

ومن جانب آخر، اتهم مواطن اميركي من اصل سوري بالتجسس على محتجين مناوئين للنظام السوري في الولايات المتحدة وتصويرهم وتقديم تلك المواد لاجهزة الاستخبارات السورية بهدف اسكات المعارضة، حسب ما جاء في القرار الاتهامي الذي نشر الاربعاء.

وفي الخامس من تشرين الاول/اكتوبر وجهت هيئة محلفين فدرالية لمحمد انس هيثم سويد (47 عاما) ست تهم لأعمال قام بها ضد نشطاء في الولايات المتحدة وسوريا يعارضون نظام الرئيس السوري بشار الاسد واعتقل الثلاثاء.

ووجهت الى سويد، وهو من سكان ليسبرغ في ولاية فيرجينيا، تهمة التآمر والتصرف كquot;عميلquot; للحكومة السورية في الولايات المتحدة دون ابلاغ النائب العام الاميركي كما هو مطلوب قانونا، اضافة الى تهمتي تقديم بيانات خاطئة على نموذج لشراء اسلحة، وتهمتين بتقديم بيانات خاطئة لجهات تطبيق القانون الفدرالي.

من ناحيتها، نفت السفارة السورية في واشنطن هذه الاتهامات واصفة إياها بانها quot;مثيرة للسخريةquot;. وجاء في بيان للسفارة انه quot;لا السيد سويد او اي مواطن اميركي اخر عميلا للحكومة السوريةquot;. واضاف البيان ان quot;الادعاء بان مواطنا اميركيا يعمل مع دمشق لترهيب المواطنين الاميركيين لا اساس له مطلقا وغير مقبول بتاتاquot;.

وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس حركة احتجاجية لا سابق لها اسفر قمعها عن سقوط اكثر من 2900 قتيل بحسب الامم المتحدة فيما تتهم سوريا quot;عصابات ارهابية مسلحةquot; بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.

مقارنة بين التظاهرات في أميركا وسوريا

في هذه الاثناء، قارنت سفارة الولايات المتحدة في دمشق على صفحتها على شبكة فايسبوك للتواصل الاجتماعي بين التظاهرات التي تحتج على الرأسمالية في وول ستريت وتلك التي تجرى في الوقت الراهن في سوريا، لاظهار القمع الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الاسد.

ومع اعترافها بوجود استياء في الولايات المتحدة من الوضع الاقتصادي، اشارت السفارة بلسان احد quot;المعتدلينquot; الى ان الشرطة لم تطلق النار على المتظاهرين والى ان هؤلاء لم يتعرضوا للتعذيب، وهي اشارة لا تخفى على احد الى التعامل مع المتظاهرين في سوريا منذ بداية التظاهرات في منتصف اذار/مارس.

واكدت السفارة ان quot;بعض منظمي حركة +فلنحتل وول ستريت+ اعتقلوا بتهمة الاخلال بالنظام العام خصوصا لانهم اوقفوا حركة السير، لكنهم لم يتعرضوا للتعذيب، ولن تسلم اي عائلة جثة متظاهر تحمل اثار تعذيبquot;.

وتحصي الرسالة على الفيسبوك ثماني نقاط حول الاختلاف بين التظاهرات في الولايات المتحدة وتلك التي تجرى في سوريا وطريقة سيرها.

واوضحت السفارة انها تريد الرد على المعلومات التي تتناوب وسائل الاعلام السورية على نشرها حول تظاهرات حركة quot;فلنحتل وول ستريتquot;.

واضافت ان الانتخابات الرئاسية الاميركية في 2012 لن توضع تحت quot;اشراف اجهزة الاستخبارات الاميركيةquot; وان الحكومة الاميركية quot;لن تقول ان ثمة موجة تآمر دولي من دون تقديم اي دليل محدد، لتشجيع حركة +فلنحتل وول ستريت+ والتظاهرات الاخرىquot;.

وقد اغضب السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد السلطات السورية لانه زار مرارا مدنا شملتها حركة الاحتجاج والتقى فيها متظاهرين. واتهمته بتأجيج العنف في البلاد.