متظاهرون في حمص ضد نظام الرئيس بشار الأسد في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 |
ذكر ناشطون أن متظاهرين في مدن سورية عدّة خرجوا في يوم quot;جمعة طرد السفراء السوريينquot; المعتمدين في الخارج للمطالبة بإسقاط النظام، مما خلَّف عددًا كبيرًا من القتلى، فيما تنتهي غداً المهلة التي منحتها الجامعة العربية لنظام دمشق للتوقيع على الإطار القانوني والتنظيمي لإرسال بعثة المراقبين العرب.
دمشق: أفادت منظمة حقوقية الجمعة أن 12 مدنيًا، بينهم طفل، سقطوا برصاص الأمن في quot;جمعة طرد السفراءquot;، فيما أفاد مصدر رسمي أن عنصرين من حفظ النظام قتلا بانفجار عبوة ناسفة في حماه (وسط).
يأتي ذلك في ثاني يوم من مهلة الأيام الثلاثة، التي منحتها الجامعة العربية لسوريا، من أجل وقف القمع، مهددة بفرض عقوبات اقتصادية على دمشق، التي طلبت تعديلات على مشروع البروتوكول المتعلق بالمركز القانوني، ومهام المراقبين، الذين تنوي الجامعة إرسالهم إلى سوريا.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس quot;قتل 12 مدنيًا، بينهم طفلان، الجمعة، وهم أربعة وطفل في بلدة الحارة في ريف درعا (جنوب) وثلاثة في ريف دمشق، ومدنيان في ريف حمص (وسط) وآخر في ريف حماه (وسط) وطفل في درعاquot;.
من جهتها، أشارت لجان التنسيق المحلية المشرفة على متابعة أحداث الثورة إلى مقتل سبعة عشر مدنيًا، بينهم أربعة أطفال، وهم quot;ثمانية شهداء في درعا، وأربعة شهداء في حماه، وثلاثة في ريف دمشق، وشهيدان في حمصquot;.
كما تحدثت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) نقلاً عن مصدر رسمي عن quot;استشهاد عنصرين من قوات حفظ النظام، وإصابة ضابط بجروح خطرة، جراء انفجار عبوة ناسفة في حي القصور في حماه، الذي يشهد كثافة مروريةquot;.
وأضاف المرصد quot;أصيب طفل بإطلاق رصاص من حاجز في حي البياضةquot;، مشيرًا إلى أنه quot;لا يستطيع أحد الاقتراب منه خوفًا من أن يطلق عليه الرصاص مثلما حصل في حالات سابقةquot;.
كما قال المرصد quot;أصيب ثلاثة أشخاص بجروح في حي بابا عمرو في حمص، أحدهم في حالة خطرة، وذلك إثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن بعد ظهر الجمعةquot;.
وفي ريف دمشق، ذكر المرصد أن quot;قوات الأمن أطلقت النار بكثافة لتفريق المظاهرات، التي خرجت في مدينة حرستا، مما أدى إلى إصابة أربعة متظاهرين بجروحquot;.
وأضاف المرصد quot;قطعت الاتصالات الأرضية والخلوية عن مدينة معرة النعمان (ريف إدلب) التي خرجت فيها مظاهرة حاشدة، رغم إطلاق الرصاص، أسفر عن إصابة 17 متظاهرًاquot;.
يأتي ذلك فيما أصيب quot;عشراتquot; المتظاهرين ليل الخميس الجمعة برصاص قوات الأمن السورية، خلال تفريقها اعتصامًا في إحدى بلدات ريف دمشق، أحرق خلاله المتظاهرون مخفر البلدة احتجاجًا على اعتقال امرأة في تظاهرة مناهضة للنظام، كما أفاد المرصد.
وأكد المرصد quot;إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن السورية لتفريق مظاهرة خرجت في درعا (جنوب)، كذلك الرصاص الحي لتفريق مظاهرات خرجت في دير الزور (شرق)quot;.
وذكر ناشطون أن متظاهرين في مدن سورية عدة خرجوا في يوم quot;جمعة طرد السفراءquot; السوريين المعتمدين في الخارج للمطالبة بإسقاط النظام السوري، الذي تزداد عزلته.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان quot;أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق مظاهرات خرجت في دير الزور (شرق)، كما خرجت مظاهرة حاشدة في بلدة القورية (ريف دير الزور)quot;.
وفي محافظة إدلب (شمال غرب) أضاف المرصد quot;خرجت مظاهرة في بلدة التح تنادي بإسقاط النظام، هاتفة quot;حرية للأبد غصبًا عنك يا أسدquot;.
من جهتها، أفادت لجان التنسيق المحلية، التي تشرف على متابعة أحداث الثورة، أن quot;عصابات الأمن والجيش والشبيحة تقوم بمحاصرت مساجد كفرنبل (ريف إدلب) وكل مداخل ومخارج المدينة، لمنع المصلّين من الخروج في مظاهرةquot;.
وذكرت أن متظاهرين خرجوا في مدينة البوكمال (شرق)، وفي حيي الميدان والقابون في دمشق، رغم الوجود الأمنيquot;.
وفي دمشق، ذكرت اللجان على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي quot;خرجت مظاهرة قبيل صلاة الجمعة في حي الميدانquot;، مضيفة أن quot;الأحرار في حي القابون كانوا على الموعد، رغم الحصار ورغم التهديد ورغم الكثافه الكبيرة لكتائب الأسدquot;.
وبينت شرائط فيديو بثتها مواقع معارضة خروج متظاهرين في حي العسالي في دمشق، وهم يهتفون quot;يا بشار إسمع إسمع ولا تتحدى هذه الثورة مانك قدها (لن تستطيع مقاومتها)quot;.
وأشارت اللجان إلى quot;إنتشار أمني كثيف في شوارع مدينة حرستا (ريف دمشق) يتركز في محيط المساجد، في محاولة لمنع خروج تظاهرات مناهضة للنظامquot;. وأضافت quot;تم توجيه نداء من قبل قوات الأمن الموجودة في مدينة الرستن التابعة لمدينة حمص (وسط) عبر مكبرات الصوت بفرض حظر تجول ومنع الخروج إلى أداء صلاة الجمعةquot;.
وفي ريف درعا (جنوب)، ذكر المرصد أن quot;مدن جاسم وأنخل ونوى والحارة شهدت انتشارًا أمنيًا وعسكريًا كثيفًا وحصارًا للمساجد، لمنع خروج التظاهرات بعد صلاة الجمعةquot;، مضيفًا quot;نفذت قوات الأمن حملة اعتقالات استباقية في بلدة حسم الجولان، طالت سبعة أشخاصquot;. وأكد المرصد quot;إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن السورية لتفريق مظاهرة خرجت في درعاquot;.
ودعا الناشطون على صفحتهم quot;الثورة السورية ضد بشار الأسدquot; على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك إلى التظاهر اليوم في quot;جمعة طرد السفراءquot; السوريين المعتمدين في الخارج. وكتب الناشطون quot;إنهم سفراء الإجرام، اطردوهم أيها الأحرارquot;.
وأضاف الناشطون quot;اليوم نريد أن نبهر النظام بزخم مظاهراتنا وبعلو هتافاتنا، اليوم هو الجمعة (...)، نريد أن يسمعنا النظام من مكانه، مرددين يسقط النظام وسفراؤه وممثلوه السياسيونquot;.
من جهتها، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية المشرفة على وقائع التظاهر أن quot;سفراء النظام لا يمثلون الشعب السوريquot;. وذكرت في بيان نشرته اليوم على صفحتها quot;اعتصام.. اعتصام.. حتى يسقط النظامquot;.
ودعت الهيئة إلى quot;التعبئة الثوريةquot; في كل المدن والمحافظات والمناطق السورية، مؤكدة على التظاهر quot;بشكل سلمي وحضاريquot;، ومعلنين عناعتصامات وعصيانات مدنية quot;لا تنتهي إلا بالانتصار الكامل للثورة، وبإسقاط النظام، ومحاسبة أركانه أمام قضاء وطني نزيهquot;.
وجددت الهيئة دعوتها الشعب السوري بكل فئاته quot;إلى الانضمام إلى صفوف الثورة المباركة، ثورة الحرية والكرامة لكل أبناء سورياquot;، مشيرة إلى أن quot;النظام الأسدي يلفظ أنفاسه الأخيرة، والكفة الراجحة هي كفة الثورة بقوة إصرار الشعب السوري الثائر وإرادته التي لا تقهرquot;.
وكان أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي أكد أن نص البروتوكول المتعلق بالمراقبين العرب quot;أرسل إلى وزير الخارجية السوريquot; وليد المعلم، وأن 16 منظمة عربية معنية بحقوق الإنسان ستشارك في إيفاد مراقبين.
وكان وزراء الخارجية العرب هددوا الأربعاء في الرباط بفرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري، ما لم يوقع خلال ثلاثة أيام بروتوكولاً يحدد quot;الإطار القانوني والتنظيميquot; لبعثة المراقبين العرب، التي سيتم إرسالها إلى سوريا لحماية المدنيين.
وأمل وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري الخميس بأن تتمكن البعثة الإنسانية للجامعة العربية من التوجّه إلى سوريا quot;في أقرب وقتquot;، وفق ما نقلت وكالة الأنباء المغربية الرسمية.
ميدانياً، قال نشطاء محليون إن قوات سورية قصفت قريتين في شمال سوريا يوم الخميس، وذلك بعد هجوم شنّه منشقون عن الجيش على قوات موالية للأسد، في تصعيد لحملة عسكرية لسحق الاحتجاجات وتمرد مسلح وليد.
وقال النشطاء إن ثمانية قرويين أصيبوا حينما سقطت قذائف الدبابات والهاون الثقيلة على مدى ثلاث ساعات على قريتي تل منيج ومعرشمشة والزراعات المحيطة بهما. وقال ناشط، ذكر أن اسمه الأول رائد، quot;رحلت مئات العائلات. وانقطعت خدمات الكهرباء والانترنتquot;. ولم يمكن التأكد من مصدر مستقل من أنباء القصف. وقد حظرت سوريا معظم وسائل الإعلام الأجنبية منذ بدء الاضطرابات.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن القوات نفذت quot;عملية نوعيةquot; في المنطقة، واعتقلت 58 شخصًا مطلوبًا، وصادرت بنادق ومفجرات قنابل. وكانت القوات السورية حتى الآن تستخدم في الغالب الأسلحة الآلية الثقيلة والمدافع المضادة للطائرات، في محاولتها إخماد انتفاضة على حكم الأسد مضى عليها ثمانية أشهر.
سياسياً، اعتبرت روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أن على المجموعة الدولية أن تدعو كل الاطراف في سوريا، بما يشمل المعارضة، إلى وقف العنف، مشيرة إلى أن خطة الجامعة العربيةالمتعلقة سوريا يجب أن تكون quot;واضحةquot; حول هذه النقطة. وإذ حذر لافروف من أن الهجمات التي يشنّها المنشقون عن الجيش السوري يمكن أن تؤدي إلى quot;حرب أهليةquot;، رفضت الولايات المتحدة هذا الأمر.
وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية الخميس إن تصريحات لافروف هي نتيجة quot;تقويم خاطئquot;، معتبرًا أن quot;نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد يخوض حملة عنف وترهيب وقمع ضد متظاهرين أبرياء (...)، ولا نرى في ذلك حربًا أهليةquot;. وعبّرت الصين الخميس عن quot;قلقها الشديدquot; إزاء الوضع في سوريا، على لسان المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو وايمين.
في هذا الوقت، قالت دول أوروبية عدة الخميس إنها حصلت على دعم عربي كبير للعمل على استصدار قرار من الأمم المتحدة، يدين انتهاكات الحكومة السورية لحقوق الإنسان. وقال مسؤولون ألمان إن دبلوماسيين من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا سيتقدمون بمشروع قرار في اجتماع جمعية حقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس للتصويت عليه الثلاثاء المقبل.
وأوضح السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت أن الأردن والمغرب وقطر والسعودية وافقت على المشاركة في رعاية المشروع، على أن تنضم دول عربية أخرى إلى هذه المبادرة.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان انتقد في وقت سابق الخميس المجموعة الدولية quot;التي لم تتصد بالحزم الكافي لقمع المعارضة في سورياquot;، مؤكدًا أن ذلك ما كان ليحصل لو كانت سوريا تنتج مزيدًا من النفط.
وأكد أن سوريا لا تستأثر بالاهتمام الذي استأثرت به ليبيا quot;لأنها لا تمتلك كميات كافية من النفطquot;، واتهم القوى الكبرى الدولية، التي لم يسمها، بإظهار quot;شهيتهاquot; لليبيا، لكنها لزمت الصمت حيال quot;المجازرquot; في سوريا.
من جهته، أكد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا رياض الشقفة الخميس في إسطنبول أن السوريين مستعدون لقبول تدخل تركي في سوريا لحماية المدنيين من أعمال العنف التي يرتكبها نظام دمشق.
وقال الشقفة في مؤتمر صحافي إن quot;الشعب السوري سيقبل بتدخل (في سوريا) من تركيا أكثر من الغرب، إذا كان الأمر يتعلق بحماية المدنيينquot;. وتابع quot;قد نحتاج طلب المزيد من تركيا لأنها جارةquot;، بدون أن يوضح طبيعة التدخل، الذي تأمل الجماعة فيه.
وكان مئات من الموالين للنظام السوري تظاهروا أمام عدد من البعثات الدبلوماسية المعتمدة في العاصمة السورية احتجاجًا على سياسة دولها المناهضة لسياسة الرئيس السوري، وقامت بالهجوم على بعضها.
دفع هذا الأمر وزارة الداخلية السورية إلى إصدار بيان ليل الأربعاء الخميس حذرت فيه من أنها quot;سوف تتخذ الإجراءات القانونية المناسبة بحق (...) كل من يحاول انتهاك حرمة المباني الدبلوماسية أو يحاول الدخول أو إحداث أي ضرر بهذه البعثاتquot;.
في موازاة ذلك، ذكرت الوكالة السورية الرسمية الخميس أن quot;خمسة وفود من الصين وروسيا وإسبانيا وألمانيا وكوبا زاروا مدينة حماه (وسط) اليوم للإطلاع على عدد من المرافق العامة والخاصة، التي تعرّضت لأعمال التخريب والحرق والسرقة على يد المجموعات الإرهابية المسلحةquot;.
وأضافت الوكالة quot;كما زار أعضاء هذه الوفود بعض المشافي الخاصة، التي زعمت القنوات الفضائية المغرضة، أنها تعرّضت للدمار والهدم من قبل قوات الجيش، ورأوا أن هذه المشافي لا تزال قائمة، ولم تصب بأذىquot;.
التعليقات