بعد ظهوره أمس وشخصيًا أمام مناصريه أثناء إحياء اليوم العاشر من السيرة الحسينية في ضاحية بيروت الجنوبية، بدا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أكثر قربًا وتواصلاً مع جمهوره، وبحسب النائب السابق مصطفى علّوش كانت رسائله موجّهة إلى الداخل أكثر منها إلى الخارج.


بيروت: يؤكد النائب اللبناني السابق مصطفى علّوش (تيار المستقبل) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن ظهور الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم أمس علنًا لمناسبة عاشوراء شكّل بالنسبة إليه مظهرًا لتحدي المخاطر، التي قد تواجه هذا الأمر، وهو يحاول أن يعطي نوعًا من الرسالة أيضًا بالثقة بالنفس إلى جمهوره، ولكن في النهاية هيأحد المظاهر الشعبوية، التي يحاول فيها أن يتواصل مع جمهوره.

أما هل استطاع بظهوره علنًا أن يجمع حوله مناصريه أكثر؟ فيجيب علوش: quot;المشكلة هي أن البلد منقسم، وهذا الانقسام ليس مرتبطًا بشخصيات خاصة، وظهورهم أو عدم ظهورهم، فلذلك لا أعتقد أن الأمر سيغير أي شيء في الموضوع.

عن قوله إن حزب الله يزداد تسلحًا، هل هي رسالة إلى الداخل أم إلى الخارج؟، يعلِّق علوش على الموضوع فيقول: quot;إنها رسائل، الترجمة الأساسية لها، إلى الداخل، فلا أعتقد أن الخارج سيكون مهتمًا بما إذا كان هناك 40 ألف صاروخًا بدلاً من35 ألفًا، ولكن هي رسالة تحدٍّ إلى الداخل، ليقول إنه لن تكون هناك إمكانية للتفاهم حول السلاح، وقد أوضح بشكل كامل البارحة أنه قسّم السلاح إلى نوعين: quot;النوع، الذي يمكن التفاهم عليه، والنوع الذي لا تفاهم حوله، وهذا يؤكد على ما قلناه دائمًا، عن أن حزب الله يريد أن يحتفظ بالسلاح كجزء من ولاية الفقيه إلى أبد الآبدين.

البعض في المرحلة الأخيرة كان يتخوف من عودة 7 أيار جديدة إلى لبنان، يؤكد علوش، ويضيف إن السيناريو المحتمل مرتبط بتطورات الوضع السوري، وأيضًا مرتبط بالاستراتيجية، التي بناها حزب الله بالنسبة إلى ردود فعله حول هذا الموضوع، لا يمكن التكهن الآن بشكل واضح كيف سيتصرف هذا الحزب في حال سقط النظام السوري.

الأمين العام لحزب الله هاجم أمس رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون، عندما نسب إليه من تصريحاته أنه إذا تسلّم المجلس السلطة سيقطع العلاقة مع حزب الله وإيران وحماس، هنا يرى علوش أن نصرالله بتطرقه إلى هذا الموضوع كان غير موفقفي تعليقه على اسم برهان غليون، بالنسبة إلى الدين أو غيره، فهذه سقطة واضحة في الخطاب، ولا شيء يبررها.

من ناحية ثانية، يضيف علوش: quot;تصرفات حزب الله وإيران وحماس تجاه المعارضة السورية هي التي دفعت برهان غليون إلى قول ما قاله، على كل الأحوال هذا لا يبرر أو يفسّر أبدًا ما هو الموقف على المستوى السياسي بالنسبة إلى المعارضة السورية وبالنسبة إلى المواجهة مع إسرائيل.

هل سقوط النظام في سوريا سيفكّ الارتباط بين حزب الله وإيران من جهة، وسوريا من جهة أخرى، يجيب علوش: quot;أعتقد أن المشروع الأساسي لولاية الفقيه يصبح في خطر وتكون نكسة كبرى له، لأن الترابط الجغرافي بين مناطق السيطرة لولاية الفقيه تصبح مفككةquot;.

ضرورة وأد الفتنة

من جهة أخرى، شدد نصرالله على ضرورة وأد الفتنة وتجاوزها في لبنان، ويرى علوش أن هذا يؤكد أن البلد بسبب الوضع القائم هو في فتنة، ممكن أن تنفجر في أي وقت من الأوقات، والسبب الرئيس موجود، وهو وجود سلاح بيد فئة واحدة من اللبنانيين، وارتباط هذه الفئة بمشروع خارجي، فلذلك إن الحديث اليوم للترويج الإعلامي فقط.

عن مجلس الوزراء اليوم ومطالب عون، يقول علوش: quot;ميشال عون يسعى إلى السيطرة الكاملة، وأخذ المكاسب المباشرة من وجوده في الحكم، تحضيرًا للانتخابات المقبلة، لذلك هو مستعجل، لكي يحصل على هذه المكاسب. أما إذا كانت هذه الأخيرة مبررة أو غير مبررة، فنحن في وضع غير صحي وغير سليم، وهناك تناقضات واضحة ضمن الفئة، التي تسمّى بيتًا واحدًا في الحكومة.

ضمن هذا البيت الواحد... هل ترى أن إعادة الحديث عن ملفّ شهود الزور اليوم في مواجهة تمويل المحكمة الدولية، ستؤدي إلى تفكيك الحكومة؟، يرى علوش أن هذا الملفّ لن يفتح في الأساس في الحكومة، لأن لا وجود له، وهو ملف فارغ وركيك وغير منطقي، وهو بالأساس فتح لذرّ الرماد في العيون، ولتعطيل حكومة الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري. أما الآن فسوف نكتشف أن هذا الملف هو ملف وهمي ولا أساس له من الصحة.