بيروت: في شمال لبنان قرب الحدود مع سوريا، أم شابة مع ثلاثة توائم رضع، وعامل لا يزال يخاف من الانتقام، ورجل دين قتلت زوجته بالرصاص عند الحدود، وآخرين كثر من اللاجئين السوريين في لبنان، والذين يبلغ عددهم 5000 لاجئ.
ومعظم السوريين الذين ينجحون في الوصول إلى لبنان، يقيمون مع أقاربهم أو يجدون مأوى متواضعا في أحياء الطبقة العاملة حيث الإيجارات منخفضة.
ويقول نديم حوري، نائب مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة quot;هيومن رايتس ووتشquot; المعنية بحقوق الإنسان quot;بالنسبة للكثيرين منهم (السوريون في الداخل) فالأمر ببساطة أنهم هالكون لا محالة إن هم اعتقلوا.quot;
وأضاف quot;لقد سمعت من كثير من الناس الذين يقولون: أفضل المخاطرة والهروب، وربما الموت على الطريق، على البقاء والوقوع في الاعتقال والتعرض للتعذيب.quot;
وتقول أم وليد، وهي لاجئة سورية، إنها تعرف أن زوجها سينضم إلى الثورة إذا عادوا إلى البلاد، لذا فهي تخطط للبقاء في لبنان، فهي أم ثلاثة توائم حديثي الولادة، بينما لديها وزوجها ستة أطفال.
وأضافت أم وليد أن أولادها يمرضون كثيرا، كما أن العمل متعثر، ولكن بطريقة ما، تمكنت العائلة من البقاء، حيث الجزء الأصعب أنها تعيش بعيدا عن بقية العائلة في سوريا.
واليوم، يتمكن العديد من السوريين الناشطين والمنظمين، الذين تلاحقهم الحكومة السورية أو أولئك الذين يصابون خلال المواجهات، من الفرار إلى لبنان عبر معابر غير شرعية.
وفي بعض الأماكن، لا يفصل بين البلدين إلا جدول مائي صغير جدا، غير أن عبوره ينطوي على مخاطر جمة، يعرفها جيدا عبد الرحمن عكاري الواعظ المسلم السني، الذي سجن ذات مرة بتهمة إثارة القلاقل في سوريا، فهرب إلى لبنان قبل بضعة أشهر مع زوجته ربيعة.
وربيعة كانت تبلغ من العمر 24 عاما، وهي أم لثلاثة أطفال، لم تتمكن من الغياب كثيرا عن عائلتها في سوريا، فقررت العودة لزيارتهم، ولكنها عندما حاولت عبور الحدود مرة أخرى إلى لبنان، أطلق عنصر من قوات الأمن السورية النار عليها، فأرداها قتيلة، وفقا لزوجها.
ويقول بعض الجرحى في المستشفيات بلبنان إنهم قد يجازفوا بالعودة إلى سوريا عبر الطرق غير الشرعية من أجل الانضمام إلى الثورة، أما النقاط الحدودية العادية فالمرور منها أمر وارد بالنسبة لهم.
التعليقات