رسم بياني يظهر نتيجة استفتاء إيلاف لهذا الأسبوع

أجابتغالبية قراء quot;إيلافquot; بطريقة إيجابية معبرة عن خشيتها من رحيل القوات الأميركية من العراق، والتي كانت بنظرها تشكل رادعاً أمام عدة دول وأولها إيران عن التدخل في شؤون البلاد الداخلية، واعتبرت أن رحيلها قد يفسح المجال للعبث في المنطقة.


لندن: أجاب اكثر من ثلثي قراء quot;إيلافquot; المشاركين في استفتائها الأسبوعي بـquot;نعمquot; على سؤال حول خشيتهم من تزايد النفوذ الايراني في المنطقة بعد الانسحاب الأميركي من العراق، حيث جاء قلقهم مدفوعا بشعور من ان خلو المنطقة من قوات أميركية ضخمة كانت تشكل مصدّا للتغلغل الايراني في المنطقة والعبث بشؤونها الداخلية سيكشف بلدانها لهذا التدخل من دون أي رادع.

فقد اشترك 7582 قارئا في استفتاء quot;ايلافquot; الذي يتزامن مع اكتمال رحيل القوات الأميركية من العراق بشكل نهائي يوم السبت المقبل بعد حوالى 9 سنوات من وجودها في هذا البلد بآلات عسكرية ضخمة وصل عديد أفرادها في بعض الاحيان الى حوالى ربع مليون عسكري ومتعاقد، دخلوا العراق عام 2003 واسقطوا نظامه، واصبحوا على مشارف حصون العدو الرئيس للولايات المتحدة في المنطقة: النظام الايراني.

متخوفون من توسع النفوذ الايراني في المنطقة

وعبر 5053 قارئا شكلت نسبتهم 66.64% من مجموع عدد المشاركين في الاستفتاء عن خوفهم من ان يؤدي ابتعاد هذا الوجود الأميركي الضخم بكل تأثيراته ودوره العسكري والسياسي والاستخباري عن العراق، الى فراغ يكشف المنطقة للنظام الايراني صاحب المطامع الواسعة في دولها ليصول ويجول فيها وينفذ اجنداته السياسية ورغباته في بسط نفوذه على هذه الدول التي تشكو أصلا من تدخله في شؤونها.

ومن الواضح ان هذه النسبة من القرّاء المتوجسين من توسع الدور الايراني عائد الى التوترات التي تشهدها العلاقات الايرانية مع معظم دول المنطقة ابتداء من التحريض على التظاهر في البحرين والسعودية ثم دعم النظام السوري في مواجهة انتفاضة شعبية مستعرة منذ تسعة أشهر، ومساعدة حزب الله اللبناني ودعمه تسليحيا وماديا وسياسيا، هذا طبعا الى جانب هيمنة سياسية واستخبارية واضحة على الشؤون العراقية.

كما ان هذا التخوف يبدو متأثرا بالاتهامات الأميركية للحرس الثوري الايراني بدعم وتسليح ميليشيات عراقية، حيث يحذر مسؤولون عسكريون أميركيون من أن إيران سوف تملأ الفراغ الناجم عن رحيل قواتهم عن العراق وينصحون باتخاذ عدة إجراءات ردا على ذلك بما فيها تحويل بعض تلك القوات الى الكويت. كما يؤكد مسؤولون في الاستخبارات الأميركية أن عناصر إيرانية قدمت الملايين من الدولارات لزعماء من قبيلة الحوثيين في شمال اليمن.

وفي العراق ومناطق ساخنة أخرى توزع إيران الأموال والأسلحة وغالبا في السر في محاولة لمد نفوذها واستباق التغيرات السياسية التي تجتاح المنطقة منذ بداية quot;الربيع العربيquot;. وأمس الاحد رحّب رئيس اركان القوات المسلحة الايرانية الجنرال حسن فيروزبادي بانسحاب القوات الأميركية مؤكدا استعداد ايران quot;لتعزيز علاقاتها العسكرية والامنيةquot; مع العراق.

ولذلك فقد اعتبرت هذه الأغلبية من القراء ان الوجود الأميركي في العراق كان يمثل حاجزا امام رغبات التوسع الايراني والامتداد نحو رقعة نفوذ اوسع من العراق فجاء الانسحاب ليثير مخاوف من تغلغل ايراني أكبر في شؤون دول المنطقة يؤثر في سياساتها الداخلية والخارجية.

.. ومطمئنون من عدم توسع نفوذ الايران أو رافضون للاتهام بمطامعها

وبعكس ذلك فقد رأى 2529 قارئا شكلت نسبتهم 33.36% من مجموع عدد القراء المشاركين في استفتاء quot;ايلافquot; انهم لايخشون من توسع النفوذ الايراني في المنطقة بعد انسحاب الاميركيين من العراق وذلك تأثرا على ما يبدو بطروحات السلطات الايرانية وتصريحات رموزها، عن رفضها التدخل في شؤون دول المنطقة وتأكيداتها بأنها تبحث عن علاقات طيبة متوازنة مع هذه الدول من دون تدخل او مطامع.

وضمن هؤلاء القراء المطمئنين إلى المنطقة من خطر تدخل ايراني، فريق يبدو انه مؤمن بقدرة دولها على الوقوف بوجه هذا التدخل سواء مع وجود الأميركيين في العراق بالقرب من ايران او لا، وان هذه الدول قادرة بما تملكه من قدرات عسكرية وسياسية ودعم شعبي على احباط اية محاولات تدخل في امورها. ويؤيد هذا التوجه مواقف بعض دول المنطقة وتهديدها بإمكانية التوجه نحو الخيار النووي لمواجهة التسلح النووي الايراني الذي بات يشكل معضلة أمنية لدول المنطقة أيضا، ويؤشر على نوايا توصف بالعدوانية رغم نفي القادة الايرانيين وتأكيداتهم ان مشاريعهم النووية سلمية وليست عسكرية.

كما ان هذا الاطمئنان مرده ايضا التأثر بالآمال التي يعبر عنها القادة العسكريون الأميركيون ومسؤولو البنتاغون، في الحصول على دعم من البيت الأبيض وعواصم الحلفاء الإقليميين للتركيز أكثر على احتواء النفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة بما في ذلك نقل بعض القوات العسكرية الأميركية المنسحبة من العراق إلى قواعد أخرى في الخليج. وفي هذا المجال يتساءل الميجر جنرال كارل هورست رئيس هيئة الأركان في القيادة المركزية الأميركية في مقابلة صحافية بالقول quot;لماذا نتخلى عن الوجود والاستقرار في منطقة الخليج إلى إيران الخبيثة؟quot;.

ويقول مسؤولون ان القيادة المركزية الأميركية تضع خططا لزيادة الوجود البحري الأميركي في الخليج، لتكثيف مبيعات الأسلحة للحلفاء في تلك المنطقة وإجراء مناورات عسكرية إضافية معهم. وتمثل هذه التحركات خطة بديلة للبنتاغون بعد فشل البيت الأبيض والعراق في الإبقاء على عدة آلاف من الجنود الأميركيين بحلول نهاية العام الحالي. ويضيفون أن quot;انسحاب القوات الأميركية سيحدث فراغا وعلى طرف ما أن يملأه وسيكون تركيز إيران الكامل الآن على محاولة تعزيز نفوذها بقدر ما تستطيعquot;.

وفي هذا الاطار اشار وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الأسبوع الماضي الى احتفاظ الولايات المتحدة بـحوالى 40 الف جندي في المنطقة بما في ذلك 23 الف جندي في الكويت، اضافة الى السعي الأميركي الى توسيع العلاقات العسكرية مع الدول الست في مجلس التعاون الخليجي وهي المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والبحرين والامارات وسلطنة عمان. وفيما تحتفظ الولايات المتحدة بعلاقات عسكرية ثنائية وثيقة مع كل واحدة من تلك الدول، فإن القيادة العسكرية الأميركية تسعى الى تقوية بناء أمني في منطقة الخليج يشمل دوريات جوية وبحرية ودفاعات صاروخية.

ووسط خيارات القراء المتباينة بين الخشية والاطمئنان بالنسبة إلى إمكانية استغلال ايران لرحيل القوات الأميركية من العراق لتوسيع نفوذها في المنطقة، فإن الأيام المقبلة التي ستعقب اكتمال الانسحاب نهاية الأسبوع الحالي ستكون حاسمة في اثبات اي الموقفين اللذين أبداهما قراء quot;ايلافquot; كان اكثر واقعية على ارض الاحداث وتطوراتها وايهما الأصح في التعبير عن الخوف من عدمه .. فلننتظر!