تثار في مصر مخاوف من ثورة مضادة تجهد ثورة 25 يناير وتقضي على انجازاتها، فيما لم يستبعد الدكتور سامي السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة في إفادات لـquot;إيلافquot; أن يكون وراءها نجل الرئيس المخلوع جمال مبارك،ولا سيما أنه كان يعد نفسه ليكون رئيس مصر القادم.


اتهامات لرموز النظام السّابق المصري بالوقوف وراء الفوضى والثورة المضادة

القاهرة: تنذر التحذيرات المتتالية من ثورة مضادة لثورة 25 يناير المصريّة وتحدث عنها الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء المصري ونائبه الدكتور يحيي الجمل وعدد كبير من السياسيين المصريين، بوجود مخاوف حقيقية لديهم من وجود عناصر تسعي لإجهاض الثورة المصرية التي حققت في أقل من شهرين ما لم يكن يتوقع المصريون أن يتحقق خلال عشرات السنين، أبرزها تنحي مبارك وحرق مقار الحزب الوطني وأجهزة أمن الدولة quot;زوار الفجرquot;.

وعلى الرغم من المحاولات المكثفة التي يجريها رئيس الوزراء حتى الآن لإعادة الحياة الى طبيعتها في الشارع المصري إلا أنه يفاجئ بمشاكل تخرج من أماكن لم تكن في الحسبان وآخرها أزمة كنيسة صول بمحافظة حلوان والتي يعتصم بسببها آلاف الأقباط أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون منذ أيام عديدة، وهو ما جعله يعبر عن ذلك في أحد تصريحاته التلفزيونية بأنه توقع أن يبدأ ممارسة عمله ويتفرغ لمشاكل الدولة بعدما خصص يومين للقاء كافة المعتصمين إلا أن هذا الأمر لم يتحقق.

quot;إيلافquot; تحدثت من جهتها إلى عدد من السياسيين المصريين وناقشتهم في ما بات يُعرف بالثورة المضادة حيث اتفقوا على تحميل مسؤوليتها إلى رجال النظام البائد.

يقول الدكتور سامي السيد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة أن ثمة مخططات يتحملها أنصار النظام السابق هي محاولات لإثارة المواطنين ودفع البلاد تجاه الفوضى والخراب مشيرًا الى أن عددًا كبيرًا منهم لا يصدق حتى الآن ما حدثquot;.

ولفت إلى أن الانتقام ومحاولة استعادة السلطة هو الدافع الحقيقي وراء كل ما يقومون به في الوقت الحالي، مؤكدًا ضرورة التصدي بكل حسم إلى رجال النظام السابق وسرعة محاسبتهم وعقابهم أمام القضاء.

وأكد السيد أن تنفيذ الثورة المضادة بدأ بالفعل منذ quot;معركة الجملquot; التي كانت سببا للإطاحة بمبارك من السلطة وعجلت بذلك لافتًا إلى أنه عقب التنحي قام ضباط أمن الدولة بدور تخريبي كبير بين شباب الثورة.

وأشار إلى قيام الجيش بالتصدي لأكثر من محاولة لتفكيك البلاد خلال الفترة الماضية منها إثارة الفتنة الطائفية في أكثر من منطقة داخل مصر وليس داخل قرية صول فحسب مشيرا الي أن لديه معلومات تؤكد وجود خلايا سرية لا يزال قليل منها يعمل في الوقت الحالي بهدف زعزعة الاستقرار لجعل المصريين يترحمون على أيام الرئيس السابق.

وشدد على أن عودة وزارة الداخلية إلى الشارع والتي بدأت منذ أمس ستساهم كثيرًا في ضبط حركة الأمن ومراقبة التحركات الغير طبيعية التي تقوم بها بعد القيادات السابقة في الحزب الوطنى الذي يترأسه الرئيس المخلوع.

وأوضح أن فرص نجاح الثورة المضادة تكاد تكون منعدمة، ولا سيما في ظل تمسك القوات المسلحة والوزارة الجديدة بأهمية العبور بالبلاد الي بر الأمان وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية تضمن الانتقال الأمن للسلطة من المجلس العسكري الي رئيس منتخب مشيرًا إلى أن الخطوات التي يتبعها رئيس الوزراء عصام شرف حتى الآن تحبط الثورة المضادة خاصة استقباله لكن من يريد مقابلته مشددًا على أن الثورة المضادة من أحد ركائزها تقديم صورة ذهنية تؤكد أن هذه الوزارة هي وزارة لنظام الرئيس السابق.

وعن مدى صدق ما يروج حول أن يكون الرئيس المخلوع مبارك هو المحرض للثورة المضادة لاستعادة الحكم مرة أخرى لاسيما وأنه لا يزال موجودًا في مصر أكد السيد أن مبارك لا يستطع التحضير لذلك خصوصًا أن التقارير التي خرجت علينا وأغلبها صحيح، تؤكد أنه لم يكن يدير البلاد طوال السنوات الأخيرة وإنما كانت الأمور بيد زوجته ونجله جمال مشيرا إلى أنه لا يستبعد شخصيا أن يكون لجمال مبارك دور فيها ولا سيما أنه كان يعد نفسه بأن يصبح الرئيس القادم لمصر.

من جهته، قال الدكتور مصطفى النجار منسق حملة دعم البرادعي ومطالب التغيير لـquot;إيلافquot; إن مفهوم الثورة المضادة موجود وقائم لدى فلول النظام السابق الذين يريدون استعادة السيطرة على الأوضاع مرة أخرى مشيرًا إلى أن هذا الأمر اتضح بقوة عند اقتحام مقار أجهزة أمن الدولة في المحافظات.

وأكد النجار على أن الجيش أحبط مخططهم في تسريب وثائق خاطئة ونشرها عبر وسائل الإعلام للإيقاع بين صناع الثورة مشيرًا إلى أن قرار حظر نشر الوثائق وتسليمها إلى قوات الجيش قرار حكيم للغاية، ولا سيما في ظل وجود عشرات الوثائق الخاطئة والمفبركة والتي تم تركها للمواطنين حتى تجعلهم يفقدون الثقة في الجميع.

واتفق معه في الرأي الدكتور عبد الجليل مصطفى المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير مؤكدا على أن قيادات الحزب الوطني تحاول خلق الفوضى حتى تتمكن من استعادة زمام الأمور والعودة الى السلطة مجددا مشيرا الي أنه من الخطأ اختزال النظام في شخصية الرئيس المخلوع مبارك.

وقال عبد الجليل أن وحدة الشعب المصري والعودة إلى العمل ومنح الفرصة إلى الحكومة الجديدة هي أهم ركائز الفترة الحالية حتى تتمكن الثورة من تحقيق كافة مطالبها مشيرًا إلى ضرورة انتظام العمل وعدم تصديق كل ما يتردد من أجل إحباط الثورة المضادة.