تحول مخيم دورا اللؤلؤة في البحرين إلى كومة من الرماد بعد أن دمرته قوات مكافحة الشغب البحرينية وتفريقها المتظاهرين.


المنامة:بدا دوار اللؤلؤة الاربعاء كساحة معركة بعد ان اقتحمه المئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب لتفريق المعتصمين فيه محولة مخيم المحتجين الى كومة من الرماد والركام.
وقبل ساعات من الهجوم، كانت الساحة تعج بالمتظاهرين الذين كانوا يأملون في ان يحظوا بحصتهم من quot;الربيع العربيquot; الذي تجتاح رياحه المنطقة.

ولكن بعد الهجوم، لم يبق في الدوار الا الهياكل المعدنية للخيام المحروقة وبقايا اسطوانات الغاز المنفجرة من بقايا المخيم الذي شكل لأسابيع قليلة منبرًا للأصوات المطالبة بالتغيير في المملكة.
وقال متظاهر طلب عدم الكشف عن اسمه quot;لم يكن هناك مجال لأي مقاومةquot;.

وقتل ثلاثة متظاهرين في الهجوم اضافة الى شرطيين اثنين، كما اصيب العشرات من المتظاهرين خصوصا جراء تنشق الغازات المسيلة للدموع.
وكان يمكن لهذا الهجوم ان يتحول الى مجزرة إلا أن انسحاب المعتصمين امام القوات المدججة بالسلاح والمدعومة بالمروحيات والمدرعات، حال دون سقوط عدد اكبر من القتلى.

وبعيد شروق الشمس، اقتربت المدرعات ببطء من جهة البحر بينما نقلت عشرات الحافلات قوات مكافحة الشغب الى الدوار. وتمركزت في مواقع ابعد، بالقرب من الشاطئ، قوات من الجيش بثيابها البنية الفاتحة.
واصرت مجموعة صغيرة من الشبان على البقاء في المكان وبدت المواجهة الدامية محتمة حينها.

الا ان المجموعة عادت وانسحبت خلف دخان القنابل المسيلة للدموع.
وتقدمت بعد ذلك قوات الشرطة ببطء الى وسط الدوار وتقدمتها مدرعتان قامتا بازالة العوائق.

وشن الهجوم من جهة واحدة في ما بدا محاولة من قبل قوات الامن لاعطاء المعتصمين الفرصة للانسحاب باتجاه الاحياء المجاورة وتجنب المواجهة.
ويبدو ان أحدًا لم يكن يرغب بان تراق دماء يمكن ان تؤجج التوترات الطائفية القائمة اصلا في هذه المملكة ذات الغالبية الشيعية والتي تحكمها أسرة آل خليفة السنية منذ اكثر من مئتي سنة.

وعصفت رياح شديدة في الصباح حاملة دخان القنابل المسيلة للدموع في الاجواء وناقلة السنة اللهب من خيمة الى اخرى، فيما اتهمت الحكومة quot;مخربينquot; باشعال النيران في الخيام لعرقلة تقدم قوات الامن.
وكان يمكن مشاهدة نصب اللؤلؤة في وسط الدوار من بين اعمدة الدخان الاسود الكثيف.

وترمز اللؤلؤة إلى تاريخ تجارة اللؤلؤ التي كانت تشكل النشاط الاقتصادي الابرز في منطقة الخليج قبل بداية عهد النفط. كما ان الاسم الرسمي لدوار اللؤلؤة هو quot;دوار مجلس التعاون الخليجيquot; الذي ارسل لتوه قوات لمساندة القوات البحرينية في ارساء الاستقرار.
وسمع دوي انفجارات اسطوانات الغاز الواحدة تلو الاخرى.

وقام رجال الشرطة المسلحين بالرشاشات بتمشيط المكان فيما قام اخرون بخلع ابواب سيارات مركونة في المكان لتفتيشها.
وتم تدمير المنبر الخشبي الذي استخدمه المحتجون لاطلاق هتافاتهم المطالبة بالاصلاح، والتي وصلت ايضًا الى المطالبة باسقاط النظام والاسرة الحاكمة.