عبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن تمنياته بأن يتم تشكيل حكومة تكنوقراط فيبلاده من الكفاءات والخبراء، مستبعدًا في الوقت نفسه إمكانية تشكيل الحكومة في وقت قريب بسبب العراقيل التي تعترض المشاورات الخاصةبهذا الشأن.



بدا رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان أمام زواره أمس غير متفائل بتشكيل حكومة جديدة في وقت قريب ، وان كان واثقًا من تحقيق ذلك في نهاية المطاف ، لافتًا الى ما سبق ان قاله في مناسبات عديدة بأن ما يجري على هذا الصعيد وما تعترض عملية التأليف من عراقيل ليست محصورة في مسائل داخلية بحت بل هناك حالة مستجدة أمام اللبنانيين الذين اعتادوا في زمن الوجود السوري التعويل على الأخير لحل الكثير من مشاكلهم وازماتهم فإذ بهم اليوم يشمرون عن سواعدهم لمواجهة واقعهم والعمل على تدبر أمورهم بأنفسهم وذلك يتطلب بعض الوقت ، قبل التأقلم مع الوضع الراهن الذي يتطلب تواصلًا وانفتاحًا بين جميع الافرقاء دون استثناء.

واذ اوضح سليمان بانه لا يعني في كلامه مطالبة بعودة quot;الأشقاء السوريينquot; الى التدخل في شؤوننا الداخلية ، أشار الى انه في موضوع تشكيل الحكومة ثمة اطراف يطلقون مواقف ويضعون شروطًا للمشاركة فيها معلنين في الوقت نفسه تمسكهم بها ورفضهم اي مناقشة بشأنها وفي ذلك خروج عن قواعد الديمقراطية والرغبة في التعاطي مع الآخرين .

ويرفض الرئيس سليمان التبرير الذي يقدمه صاحب هذه الشروط لها من منطلق انها حق مكتسب منحه اياه الحجم التمثيلي الذي يحظى به وسط طائفته من دون النظر الى ان الاكثرية الجديدة (68 صوتًا) لا تمثل جميع اللبنانيين ، فيما يحظر على رئيس البلاد حصوله على حصة وزارية متذرعًا بأن الدستور لم يلحظ ذلك ومن هنا السؤال ما اذا كان الدستور قد اعطاه اي حق بهذا الخصوص ، مذكّرًا بأن رئيس الجمهورية الذي كانت له اليد الطولى في تشكيل الحكومات قبل اتفاق الطائف انما كان يفعل ذلك مع مراعاة الواقع السياسي المعاش والحرص على التفاهم مع معظم الكتل النيابية والسياسية للخروج بحكومة مقبولة من الجميع .
ويرى رئيس الجمهورية انه وبصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة من الطبيعي ان يؤخذ برأيه عند اختيار وزير للدفاع وآخر للداخلية بالتفاهم مع الرئيس المكلف خصوصًا ان هاتين الوزارتين تعتبران من quot;عدة الشغلquot; الرئيسية لأي رئيس حكومة .

ولم يفت الرئيس سليمان هنا التنويه بوزير الداخلية الحالي زياد بارود الذي اكتسب تقدير واحترام الجميع على حد قوله ، نافيًا في الوقت نفسه ما تردد عن تسلمه من الرئيس المكلف نجيب ميقاتي اكثر من تشكيلة حكومية في إطار ما سمي بـ quot;تشكيلة الأمر الواقعquot; .

واثنى الرئيس سليمان على التعاون القائم بينه وبين الرئيس ميقاتي لكنه لفت الى انه يحرص عند لقاء الأخير الحصول منه على تفاصيل محددة لبعض الأمور المتعلقة بعملية التأليف لا الاكتفاء بالعناوين والعموميات وهو بذلك يطبق قاعدة لطالما عمل بها في حياته العسكرية .

هذا ويعوّل الرئيس سليمان على الجهود التي يقوم بها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع حلفائه وفي مقدمهم رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون لتذليل العقبات والشروط التي تحول دون ولادة الحكومة ، معلنًا للمرة الاولى بأنه يتمنى تشكيل حكومة تكنوقراط لكنه يعلم جيدًا رفض قيادات الأكثرية الجديدة لها .

وسئل رئيس الجمهورية عن موقفه الداعم للمقاومة وقوله بأن علينا حمايتها برموش العيون فأجاب بأنه مازال عند رأيه موضحًا ان الرموش وان كانت تحمي العين لكن على هذه الاخيرة ان تنظر جيدًا لما يدور حولها وتتعامل معه بايجابية وتسعى جاهدة لكي تبعد كل ما من شأنه ان يعرضها للأذية .
وفي الشأن الخارجي لمس زوار الرئيس سليمان منه تفاؤلًا بمسار الأمور في سوريا كاشفًا انه أجرى أمس (الثلاثاء) اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الدكتور بشار الأسد طمأنه فيه الأخير على الوضع في بلاده وقال ان الرئيس السوري بدا في كلامه اكثر ارتياحًا من ذي قبل .

هذا وتوقع رئيس الجمهورية الا تقتصر الانتفاضات الحاصلة في عدد من البلدان العربية على هذه الدول فقط بل ان تمتد لتشمل دولًا في اميركا واوروباوتحت عناوين شتى لا علاقة لها بالديمقراطية منها على سبيل المثال التخلص من الوقود النووي اوالقضاء على البطالة او تحسين الوضع المعيشي والاجتماعي .

وذكر سليمان ان زمن quot;رئيس الرؤساءquot; امثال جمال عبد الناصر وشارل ديغول وحافظ الأسد ولى ليحل محله عمل الفريق الواحد . وبقدر ما ينجح هذا الفريق ينهض بالبلد الموجود فيه . وتوقف عند ظاهرة الانتفاضات ليقول : quot;انها من دون رأس ... الانترنت و quot;الفايس بوكquot; و quot;التويترquot; جمعت اصحابها ووحدتهم . انه عصر التكنولوجيا وثورة الشباب الطامح بغد أفضلquot;.