إستدعت صنعاء سفيرها لدى الدوحة، بعد إعلان مهندس قطر خارجيًا ورئيس وزرائها أن المبادرة الخليجية تحمل ورقة لتنحّي صالح. إلى ذلك رأى محلل سياسي سعودي في حديث مع quot;إيلافquot; أن دول الخليج هي فقط من تملك مفتاح حل الأزمة اليمنية.


أسقطت دولة قطر الأربعاء الماضي بلسان رئيس وزرائها ووزير خارجيته االشيخ حمد بن جاسم آل ثاني المبادرة الخليجية، التي سبق وأعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قبوله بها، مع دعوته كل أطراف المعارضة إلى الاجتماع في الرياض، للحوار في ظل مبادرة دول التعاون.

فلم يمض سوى يومين على قبول الرئيس صالح لمبادرة التعاون واستعداده للمغادرة صوب العاصمة السعودية الرياض للحوار مع معارضيه، بعد إعلان المجلس الوزاري quot;الطارئquot; أن دول مجلس التعاون الست اتفاقها على إجراء اتصالات مع الحكومة والمعارضة اليمنية من خلال أفكار لتجاوز الوضع الراهنquot;.

ومع ترحيب الحكومة اليمنيةبدعوة مجلس التعاون الخليجي، واستعدادها لمناقشة أي أفكار يطرحها الخليجيون لحل الأزمة؛ إلا أن قشة الكلام قصمت بالوضع الدبلوماسي بين صنعاء والدوحة بعد إعلان مهندس العلاقات الخارجية الشيخ حمد بن جاسم أن من ضمن بنود المبادرة quot;تنحّي الرئيس صالحquot;.

ورغم أن البند الضائع الذي أعلنه الشيخ حمد وتسبب في توتر دبلوماسي بين البلدين، ساهم في استدعاء سريع من الحكومة اليمنية اليوم السبت لسفيرها لدى الدوحة quot;للتشاورquot;، إلا أنه ظل محيرًا في احتواء نسق المبادرة الخليجية برمتها على بند أسقطه الشيخ حمد بن جاسم بسق جعله محط الأضواء الإعلامية.
فهل رفْضُ علي عبدالله صالح المبادرةالخليجية/القطرية quot;حكمة يمانيةquot;؟.

الكاتب والمحلل السياسي يوسف الكويليت قال لـquot;إيلافquot; تعليقا على تصريح رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، الذينادى فيه بـquot;تنحّي صالحquot;، قال معلقًا إن القناعات القطرية ليست معلومة، مضيفًا أن التصريح القطري استفز الرئيس اليمني، مما جعله يقبل المبادرة الخليجية دون القطرية.

وفي سؤال لـquot;إيلافquot; عما إن كانت هناك مبادرة قطرية شذت عن مبادرة دول التعاون الخليجي، أوضح الكويليت أن هناك quot;احتماليةquot; في ذلك؛ وربما إن المبادرة الخليجية كذلك حملت احتمالاً آخر في تضمينها شرطًا لتنحّي صالح عن الرئاسة وتسليمها لنائبه.

وأضاف يوسف الكويليت أن الساحة اليمنية تختلف عن الساحات العربية الأخرى؛ لكونها تمتلك معادلة في قوى الشارع مابين مؤيدي الرئيس صالح ومعارضيه. مؤكدًا أن كلا منهما يستطيع تسيير الشارع اليمني وفق منهجيته.

ورأى الكويليت أن حلّ أزمة اليمن السياسية ليست بيد أوروبية أو غيرها، وأن الحل مناط بشكل أساس في دول الخليج، معللاً ذلك بأنها لا تملك أطماعًا في اليمن، إضافة إلى أن تدخلها يتم عادة دون مصلحة خاصة؛ وإنما تسعى إلى مصلحة اليمن كافة، مضيفًا أن حلولها تدوم إلى أقرب الحلول.

عن الموقف الأميركي من مبادرة دول الخليج تجاه اليمن قال الكويليت إن الولايات المتحدة quot;محتارة في موقفهاquot;؛ لكونها تؤيّد بقاء الرئيس صالح، في ظل وجود تنظيم القاعدة، والتنظيم الحوثي، اللذين تخشاهما واشنطن. وأضاف أن الموقف الأميركي المتردد، عدل مساره نحو الشارع والشعب كجزء من ذلك الاستثمار.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرن آشتون عن رغبتها في الانتقال العاجل في الرئاسة اليمنية، ورغبتها في quot;الانتقال السياسي المنظمquot; الذي يتيح فرصة أكبر وأقوى من الإصلاح في اليمن، وفي تعليقه على الموقف الأوروبي والأميركي الذي اتجه إلى تأييد الشارع على حساب الحكومة، قال نائب رئيس تحريرالرياض الكويليت إن هاتين الرؤيتين (الأميركية والأوروبية) تريدان تطبيق أنظمتها الديموقراطية الحديثة، في بيئة تحوي العديد من العوائق في عالم عربي على حد وصفه.

ورحّب الرئيس اليمني علي صالح اليوم الجمعة بجهود الوساطة الخليجية، باستثناء قطر، وقال خطيبًا أمام أنصاره في ميدان quot;السبعينquot; أمس الجمعة في العاصمة اليمنية إنه يستمد قوته وثقته من هذه الملايين المحتشدة أمامه، مضيفًا أن هذه الثقة quot;لا نستمدها من قطر وقناة الجزيرةquot;.

واعتبر صالح أن تصريح الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وإعلانه ضرورة تنحّيه عن الحكم، اعتبر أن ذلك هو تدخل سافر في شؤون اليمن الداخلية.

ويواجه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح منذ نهاية كانون الثاني/ينايرالماضي، حركة احتجاج شعبية كبرى، تطالب بتنحيه، اشتدت بعد مقتل أكثر من ستين متظاهر في الثامن عشر من آذار/مارس، برصاص نسبته المعارضة إلى جيش الرئيس صالح.