قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد لـ quot;إيلافquot; quot;الأجواء بشأنتشكيل الحكومةليست بالسلبية التي يحكى عنهاquot;، لافتاً الى quot;أن الرئيس نجيبميقاتي يكثر من إشاعة الأجواء التفاؤلية في وقت لم تحسم فيه العديد من الأمورquot;.


قد يكون التعليق الذي أطلقه رئيس مجلس النواب نبيه بري، على التأخير الحاصل في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، أبلغ تعبير عما وصلت إليه الأمور في هذه المسألة، إذ قال في quot;لقاء الأربعاءquot; النيابي أمس quot;إن هذه الحكومة تحتاج الى quot;صلاة استسقاء لتأمين ولادتهاquot;.

ويأتي كلام بري quot;التشاؤميquot;، وهو الذي دأب منذ تكليف الرئيس نجيب ميقاتي لتأليف الحكومة العتيدة قبل 79 يوماً على التبشير بولادة سريعة لها وتحديد مواعيد لإطلالتها، ليبدد كلياً الأجواء التفاؤلية التي أشاعتها الأوساط القريبة من ميقاتي منذ مطلع الأسبوع عن حصول تقدم كبير في مسار التأليف، ولينضم بذلك الى ما سبق أن أعلنه رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون يوم الثلاثاء الماضي عن سماعه بالتقدم المذكور عبر وسائل الإعلام من دون أن يلمس بنفسه أي شيء من هذا القبيل.

وإذا كانت دعوة بري لإقامة quot;صلاة الاستسقاءquot; تعكس حال المناخ السياسي المضطرب الذي يشهده لبنان في الوقت الراهن، فإنها تذكر بالتالي بما كان عليه مناخ الطبيعة مع بدء فصل الشتاء لهذا العام، حيث بقيت حرارة الطقس مرتفعة ولم يتساقط المطر كالمعتاد، في وقت شهد فيه لبنان خلال شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) العام الماضي طقساً ملتهباً تعدت فيه الحرارة درجة الأربعين مئوية، كما دفع تأخير هطول الأمطار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني الى الطلب من أئمة المساجد وللمرة الأولى في لبنان، إقامة صلاة الاستسقاء.

وفيما تأمل الأوساط الرسمية والسياسية والشعبية أن تؤدي quot;صلاة الاستسقاءquot; السياسي الى quot;هطول الوحيquot; على المعنيين بتشكيل الحكومة، بحيث تفك عقدها وفي مقدمها تمسك كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والعماد عون في الحصول على حقيبة وزارة الداخلية، سُجّل تدخل مباشرة من جانب quot;حزب اللهquot; للدفاع عن التأخير في تشكيل الحكومة، لا بل تبريره حيث رأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم quot;أن الحكومة المنوي تشكيلها ليست من لون واحدquot;، مؤكداً quot;أنها متنوعة طائفياً، إذ فيها من كل الطوائف، وفيها جهات حزبية وسياسية وفعاليات متنوعة أيضاً، والكل يعرفهم ويعرف أمزجتهم وقناعاتهمquot;، واستطرد قائلاً quot;نعم تجمع أفرادها رؤية سياسية واحدة ستترجم من خلال البيان الوزاريquot;. واعتبر quot;أنه من الطبيعي أن تأخذ هذه الحكومة بعض الوقت، لأن الجهات الموجودة فيها ليست من لون واحد، فلو كانت من لون واحد لتشكلت من اليوم الأول. ولنكن واضحين أكثر فإن هذا سيؤدي الى بعض النقاش وبعض التعقيدات وبعض الوقت، ولذلك هذا يطيل من عمر وجود بلد بلا حكومة مشكّلةquot;.

هذا ويأتي كلام قاسم الذي استبق لقاء الرئيس المكلف مع الرئيس سليمان اليوم، ليضع حداً لما أشيع وتردد عن وجود استياء لدى الأكثرية الجديدة من أداء ميقاتي في عملية التأليف وبدء التفكير بدفعه الى الاعتذار بعد البحث عن بديل. وقد عكس هذا الجو رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي قال لـ quot;إيلافquot; لدى سؤاله عن أخبار الحكومة المنتظرة: quot;الأجواء ليست بالسلبية التي يحكى عنها، وإن كان quot;الفول لم يصر في المكيول بعدquot;، لافتاً الى quot;أن الرئيس ميقاتي يكثر من إشاعة الاجواء التفاؤلية في وقت لم تحسم فيه العديد من الأمورquot;.
من جهته كرر رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان رفضه القبول بحقيبة quot;وزير دولةquot; والإصرار على أن تسند له وزارة سيادية، رافضاً أن تصنف الطائفة الدرزية درجة ثالثة ورابعة وقال لـ quot;إيلافquot;: quot;إن كل ما جرى التفاهم عليه حتى الآن، هو شكل الوزارة الذي رسا على ثلاثين وزيراً، أما توزيع الحصص والحقائب فمعلق حتى إشعار آخر، وإذا ما حصل فهذا يعني الدخول في التفاصيل حيث تكمن الشياطينquot;.

وعلى صعيد تمثيل المعارضة السنية، علمت quot;إيلافquot; أن الرئيس ميقاتي ما زال رافضاً توزير فيصل كرامي نجل الرئيس عمر كرامي من منطلق حرصه على التحالف القائم بينه وبين النائب أحمد كرامي ابن عم رئيس الحكومة السابق الذي هو على خلاف معه، وكذلك ميله الى عدم تمثيل طرابلس بأكثر من شخصين (هو والوزير محمد الصفدي). كما أن اقتراحه بتسمية الرئيس كرامي شخصية أخرى واجه رفضاً من قبل الاخير مع الإشارة الى أن كلاً من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والعماد عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، أبلغ كرامي رفضه تشكيل حكومة لا تضم نجله فيصل.

وعلى وقع حالة quot;المد والجزرquot; القائمة على الشاطئ الحكومي عاود الرئيس المكلف طرحه تشكيل حكومة quot;أمر واقعquot; يضعها بين يدي رئيس الجمهورية للموافقة عليها أو رفضها، الأمر الذي سيؤدي عندئذ الى اعتذاره على غرار ما فعل سلفه الرئيس سعد الحريري بعد تقديم تشكيلته الوزارية الاولى إثر تكليفه العام الماضي.

وكان الرئيس ميقاتي صرح بعد لقائه سليمان امس: quot;أنه قرر ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان منح مهلة إضافية لتشكيل حكومة تحفظ الاستقرارquot;، كاشفاً أنه كان ينوي تقديم تشكيلة اليوم لكنه اتفق مع الرئيس على إعطاء مهلة إضافية لتشكيل حكومة تحفظ الاستقرار وتمنع الفتنة وتعمل تحت سقف الدستور. وأكد ميقاتي quot;ضرورة أن تكون الحكومة ميثاقية بكل ما للكلمة من معنى وذلك بإدخال معظم أطياف الشعب اللبناني فيهاquot;.
وشدد ميقاتي على quot;أن الحكومة تؤلف في لبنانquot;، لافتاً الى أن quot;هناك بعض الكتل تطلب بنوع من الأحجام والحقائب وهذا حق لها، ومن حقي أنا والرئيس سليمان أن نستعمل صلاحيتنا الدستورية لتكون الحكومة جامعة وتمثل مختلف أطياف الشعب اللبنانيquot;.

وطلب الرئيس المكلف من اللبنانيين quot;أن يتحملوا قليلاًquot; متمنياً إعلان حكومته في وقت قريب. كما كرر رفضه الدخول في سجال مع أحد خصوصاً مع العماد عون وموضوع الحقائب الأمنية.