أعلن الرئيس اليمنى أنه لن يتنحى عن السلطة فى البلاد إلا من خلال تنظيم إنتخابات عامة، معتبراّ الدعوة إلى تنحيه إنقلاباّ على الشرعية الدستورية،وقال صالح فى مقابلة تلفزيونية أمس أن تنحيه عن السلطة يعنى تسلم الإنقلابيين زمام الأمور فى اليمن .





صنعاء
:أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أنه لن يتنحى عن السلطة في البلاد إلا من خلال تنظيم انتخابات عامة، معتبرا الدعوة إلى تنحيه انقلابا على الشرعية الدستورية.

وقال صالح - في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بثتها أمس: إن تنحيه عن السلطة يعني تسليم الانقلابيين زمام الأمور في البلاد.

ورأى أن نقل السلطة يجب أن يتم عبر صناديق الاقتراع من خلال لجنة عليا للانتخابات والاستفتاء، قائلا quot;نتمسك بالشرعية والدستور ولن نقبل بالفوضى الخلاقةquot;.

وذكر أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يريدان منه تسليم السلطة، مشيرا إلى أن تنظيم القاعدة يتحرك داخل معسكرات الجيش التي خرجت على الشرعية وفي أماكن الاعتصامات.

واتهم صالح الغرب بالتغاضي عما وصفه بالأعمال التخريبية لتنظيم القاعدة في اليمن، محذرا من quot;أن الغرب سيدفع ثمن ذلك غالياquot;.

من جهة أخرى، قتل متظاهر برصاص الأمن أثناء تفريق متظاهرين في إب جنوب صنعاء فيما قتل آخر في محافظة البيضاء وسط البلاد عندما فتح مناصرو الرئيس اليمني النار على مخيم للمعتصمين المعارضين، حسبما أفاد مصدر طبي وشهود عيان.

وأكد مصدر طبي أن متظاهرا توفي متأثرا بجروحه بعدما أصيب برصاص قوات الأمن التي كانت تفرق تظاهرة مطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح.

وأشار المصدر إلى quot;إصابة 30 شخصا بجروح خلال تفريق المتظاهرين بينهم ثمانية أصيبوا بالرصاص الحيquot;. وفي البيضاء، تحدث شهود عيان عن مقتل متظاهر برصاص أنصار الرئيس في بلدة زاهر.

وفي الحديدة، تقوم وحدة من الحرس الجمهوري الذي يقوده أحمد صالح نجل الرئيس اليمني، منذ الأحد بمحاصرة قاعدة جوية يقودها أحمد السنحاني، وهو ضابط أعلن أخيرا دعمه للحركة المطالبة بتنحي الرئيس، حسبما أفاد لوكالة الأنباء الفرنسية سكان من المدينة.

ويعني قبول الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الشفهي للمبادرة الخليجية بشأن نقل السلطة في اليمن بدء العد التنازلي النهائي لحكمه الممتد منذ 33 عاما، لكنه يترك له مجالا لا بأس به للمناورة.

وتقضي المبادرة الخليجية باستقالة صالح خلال 30 يوما من توقيع المبادرة، لكنه لم يوقّع عليها بعد، كما لم يوافق عليها بشكل كامل قادة المعارضة الذين يخشون الحيل التكتيكية بعد انهيار ما كاد أن يكون اتفاقا الشهر الماضي.

وقال شادي حامد المحلل في مركز بروكينجز في قطر: quot;صالح يجيد شق صف المعارضة، وهناك خوف حقيقي من أن يحاول ويجد سبيلا للبقاء باستخدام أي عدد من الذرائع... وجود اتفاق لا يعني بالضرورة أنه سيرحل بسهولةquot;.

وقاوم صالح بالفعل ثلاثة أشهر من الضغوط التي فرضتها احتجاجات شوارع احتشد فيها مئات الآلاف مستلهمين الانتفاضتين الشعبيتين الناجحتين في كل من مصر وتونس.

وبمجرد توقيعه والمعارضة على الخطة التي اقترحتها السعودية ودول خليجية أخرى سيكون على صالح تشكيل حكومة وحدة وطنية، ثم إعلان استقالته أمام البرلمان وتسليم السلطة لنائبه.

وتضمن المبادرة الخليجية الحصانة لصالح وأسرته ومساعديه من المحاكمة بتهم الفساد وقتل المحتجين على غرار محاكمة الحكام السابقين في كل من مصر وتونس. وما زالت المحاكمة مطلبا رئيسا للمحتجين في اليمن.

ويعتقد عديد من المحللين أنه ما زال يفكر أنه قادر على الاستمرار في الرئاسة حتى نهاية فترته في أيلول (سبتمبر) عام 2013 . وكان أداؤه بارعا خلال الأسابيع الأخيرة بتنظيم المظاهرات الحاشدة المؤيدة له والتأكيد على أنه لن يتنحى إلا وفقا quot;للشرعية الدستوريةquot; وهي عبارة توحي بأنه قد يبقى في الحكم لعامين مقبلين وحتى انتهاء ولايته الرسمية.

وقال المحلل السياسي اليمني عبد الغني الارياني: إن صالح يتعرض في الوقت الحالي لضغوط شديدة كي يوقع الاتفاق. واستطرد quot;إذا لم يلتزم بالتوقيع فلن يتمكن من الفرار من الضغط الدولي الذي قد يصل إلى الحظر الجوي والضغط الاقتصاديquot;.

ويتفق المحللون على أن توقيع صالح للاتفاق سيعني تجاوز عتبة مهمة، لكن سيبقى هناك مجال للمناورة.

ولغة المبادرة الخليجية غير واضحة فيما يتعلق بما إذا كان على المحتجين المعتصمين بالآلاف قرب جامعة صنعاء منذ مطلع فبراير (شباط) إنهاء اعتصامهم.

ومن الممكن أن يستغل صالح استمرار الاحتجاجات لتفادي الاستقالة أمام البرلمان الذي يهيمن عليه أنصاره. وهؤلاء سيخسرون كثيرا من خروجه وربما يرفضون استقالته ويطلبون منه البقاء.

كما تتيح نافذة الأيام الـ 30 التي تبدأ بمجرد توقيع الاتفاق فرصة قوية لتصاعد العنف مع تنافس كل جانب على المناصب أو لسعي الرئيس اليمني إلى شق صف المعارضة.

وستسمح له المبادرة الخليجية، التي يبدو أنه قبلها، بتعيين رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية الجديدة، على الرغم من أنه سيكون من حزب معارض كما أن حكومته ستتكون بشكل رئيس من أحزاب المعارضة.

ويضم ائتلاف المعارضة اشتراكيين جنوبيين لهم تاريخ طويل من المعارضة لصالح وإسلاميين كانوا حلفاء له، لكنه يجب إلا يغفل وجهات نظر الناشطين الشبان الذين ظهروا كقوة جديدة في السياسة اليمنية.

وحاول المحتجون في صنعاء تصعيد مسيراتهم في الشوارع الرئيسية للعاصمة الأسبوع الماضي واشتبكت وحدات عسكرية متنافسة مع بعضها البعض مع انشقاق أحد كبار قادة الجيش في آذار (مارس).

لكن شخصية عربية مقربة من صالح تحظى بثقته طلب عدم الكشف عن هويته، قال: إن صالح يستعد بصدق للتنحي، لكنه يناور كي يضمن أن يخرج من المسرح وفقا لشروطه.

وقال المصدر quot;هو يعرف أن وقته انتهى، لكنه كائن سياسي وسيواصل المناورة حتى يشعر بأنه في المكان الذي يريد أن يكون فيهquot;.

وتلعب المكانة دورا كبيرا في هذه الأزمة. فقد أشرف صالح على توحيد اليمن شمالا وجنوبا عام 1990 وكسب حربا أهلية ضد الانفصاليين في الجنوب عام 1994 وقال من قبل إنه لن يرحل إلا بكرامته.

وقال المتخصص في الشأن اليمني جريجوري جونسن quot;لا تتصوروا أن هذا عد تنازلي بأي شكل. هناك حديث عن فترة 30 يوما، لكن لم يتضح حتى متى تبدأ هذه الفترة... الكثير يمكن أن يحدث في اليمن في 30 يوماquot;.