دبلن: استقبلت أيرلندا الاثنين بالترحاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي اختار أن يبدأ جولة أوروبية تستمر أسبوعًا بزيارة أرض أجداده.

وقال الرئيس الاميركي، الذي استقبلته رياح عاتية، لحظة ترجله من الطائرة الرئاسية، برفقة زوجته ميشيل quot;انه لفرح عظيم ان يكون المرء هناquot;، قبل ان يسأل ممازحًا ما إذا كان هناك أمر ما متوقع من قبل المنظمين لظهور الشمس.

وتباحث أوباما فور وصوله مع الرئيسة ماري ماكاليس، ثم مع رئيس الوزراء آندا كيني الذي تحاول بلاده تجاوز ازمة اقتصادية خطيرة. وقال الرئيس الاميركي انها quot;مسيرة شاقةquot;، لكن الشعب الايرلندي قادر على بلوغ نهايتها، مشيرا الى التقدم الذي احرزته ايرلندا.

في معرض الاشادة بالزيارة التي قامت بها الملكة اليزابيث الثانية الاسبوع الماضي الى هذا البلد، الذي كان في ما مضى تحت النير البريطانية، اعتبر الرئيس الاميركي ايضًا ان عملية السلام في الستر ترسل quot;اشارة املquot; الى العالم اجمع.

هذا الاعلان اعتبره البعض بمثابة اشارة الى النزاع الاسرائيلي العربي، ولو ان الرئيس اوباما، الذي اطلق اخيرا نداء الى السلام في الشرق الاوسط، لم يذكره صراحة.

هذه الزيارة التي تستمر 24 ساعة الى ايرلندا، ويستهل بها جولة تقوده لاحقا الى بريطانيا وفرنسا وبولندا، وستستغرق ستة ايام، ستاخذ في وقت لاحق طابعا شخصيا، لانه سيقصد خلالها بلدة مونيغال (130 كلم عن دبلن) مسقط رأس الجد الأكبر لأمه.

واقتصرت الدعوات إلى حضور الزيارة التاريخية التي تميزت باجراءات امنية مشددة، على 350 شخصًا هم سكان البلدة والمزارع المحيطة بها.

ولا يزال المتمردون الايرلنديون الشماليون، الذين يطالبون بضم ايرلندا الشمالية الى جمهورية ايرلندا، ناشطين جدا في هذه المنطقة. وفي الاسبوع الماضي طغت على الزيارة التاريخية التي قامت بها ملكة انكلترا اليزابيث الثانية سلسلة انذارات بشان هجمات بقنابل، نسبت اليهم.

وفرضت السلطات اجراءات امنية مشددة لمواكبة هذه الزيارة-الحدث، لا سيما وانها تأتي بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في غارة شنتها وحدة كوماندوس اميركية في الثاني من ايار/مايو على مخبئه قرب اسلام اباد، كما انها تأتي بعد يومين على اعتداء وقع في ايرلندا الشمالية، المنطقة الخاضعة للسيادة البريطانية، ولم يسفر عن ضحايا.

ومع ان ستين عنصرا تقريبا من القوات الاميركية الخاصة ينتشرون في البلدة منذ اسبوع، الا ان ذلك لم يؤثر على فرحة السكان وفي طليعتم محاسب في السادسة والعشرين يدعى هنري هيلي، ويعد نسيبًا بعيدًا للرئيس الاميركي.

وقال هيلي بحماسة quot;سيكون يوما تاريخياquot;. وسيكون بامكان اوباما في حال قرر ذلك، ان يزور ما تبقى من منزل الجد الاكبر لامه فالموث كيرني، الذي اقام في البلدة حتى سن التاسعة عشرة، قبل ان يهاجر الى الولايات المتحدة في العام 1850 هربا من المجاعة التي كانت تعانيها البلاد.

وللترحيب بعودة الرئيس الى ارض اجداده، بثت الاذاعة الايرلندية الاثنين اغنية شائعة الفتها مجموعة محلية. وفي وقت لاحق اليوم، سيلقي اوباما مساء كلمة في الهواء الطلق من على درج بنك ايرلندا في وسط العاصمة، حيث سيكون عشرات الاف الاشخاص بانتظاره.

وفي كلمته هذه سيتطرق اوباما على الارجح الى الهجرة، الموضوع الاحب الى قلب الايرلنديين، اذ ان قرابة 34 مليون اميركي يتحدرون من جذور ايرلندية، وفي مقدمهم الرئيس نفسه.

والثلاثاء، سيزور اوباما لندن، حيث ستستقبله الملكة اليزابيث الثانية بحفاوة. وتهدف زيارة اوباما ايضا الى طمأنة القارة العجوز التي تشعر بان واشنطن اهملتها بعض الشيء، وذلك بدءا ببريطانيا المتمسكة جدا quot;بالعلاقة الخاصةquot; التي تقيمها تاريخيا مع الولايات المتحدة.