القاهرة: اعتبرت اليوم تقارير صحافية أن القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بتعيين أحد قادة الاستخبارات كوزير للدفاع وأحد الجنرالات الكبار كمدير لوكالة الاستخبارات المركزية هو آخر دليل على وجود تحول كبير خلال العقد الماضي في الطريقة التي تخوض بها الولايات المتحدة معاركها ndash; وكذلك عدم وضوح الخطوط التي تفصل بين الجنود والجواسيس في المهام الأميركية التي تنفذ سراً خارج البلاد.

ومن المتوقع أن يعلن اليوم الرئيس باراك أوباما عن أن ليون بانيتا، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، سيصبح وزيراً للدفاع، بدلاً من روبرت غيتس، وأن الجنرال دافيد بيتريوس سيعود من أفغانستان ليحل محل بانيتا في السي آي إيه، وهي الخطوة التي يحتمل أن تستمر في هذا الاتجاه.

وفي هذا السياق، ذكرت اليوم الخميس صحيفة quot;النيويورك تايمزquot; الأميركية أن بانيتا عَجَّل من تحويل السي آي إيه إلى منظمة برلمانية، تشرف على تصعيد حاد في عمليات القذف التي تنفذها السي آي إيه في باكستان باستخدام طائرات مسلحة تعمل بدون طيار، وزيادة في عدد القواعد السرية والعمليات الخفية التي تنفذ في مناطق نائية بأفغانستان.

بينما أوضحت الصحيفة أن الجنرال بيتريوس دفع الجيش بقوة وبعمق في المضمار الخاص بالسي آي إيه، عن طريق استخدام قوات العمليات الخاصة وشركات الأمن الخاصة للقيام بمهام استخباراتية سرية. وكانت النتيجة أنه لم يكن من الممكن التمييز أحياناً بين الجيش الأميركي وعملاء المخابرات عند قيامهم بعمليات سرية في الشرق الأوسط ووسط آسيا. وهو ما دفع ببعض أعضاء الكونغرس للشكوى من أن تلك الطريقة الجديدة التي تدار بها الحرب تسمح بالنقاش حول حجم ونطاق العمليات العسكرية.

كما تسببت تلك العمليات في إثارة أجواء من التوتر مع حلفاء بارزين مثل باكستان، بينما أثارت تساؤلات جديدة عما إن كان يستحق الجواسيس والجنود نفس الحماية القانونية. واعترف مسؤولون بأن الرؤية قد تم تشويشها بخصوص الخطوط التي تفصل بين مهمات الجنود ومهمات الجواسيس.

وقال في هذا الشأن دينيس بلير، أميرال متقاعد والمدير السابق للمخابرات الوطنية :quot; إنه حقاً لأمر عديم الصلة بالموضوع سواء كنت ستسمي ذلك عملاً سرياً أو عملية عسكرية خاصة. فأنا شخصياً لا أعتقد في حقيقة الأمر أن هناك أي فارقquot;. ثم مضت الصحيفة تنوه إلى الانتقادات التي يثيرها العاملون في السي آي إيه والبنتاغون، على حد سواء، نتيجة للتشابه الذي يجمع بينهما فيما يتعلق بالاستراتيجيات التي تتبع لتنفيذ المهمات والعمليات.

وفي الوقت الذي أثنى فيه هنري كرومبتون، الضابط بالسي آي إيه والمسؤول السابق عن وحدة مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأميركية، على الجنرال بيتريوس، إلا أنه حذر على نطاق أوسع من quot;عسكرة المخابراتquot;. وتابع حديثه في تلك الجزئية بالقول quot; إذا تم حشو أجهزة الاستخبارات بضباط الجيش، فمن المفهوم أنهم سيبرزون تجاربهمquot;.

ثم لفتت الصحيفة إلى أن الأدوار الجديدة في البنتاغون تثير مخاوف قانونية. وعللت ذلك بأنه كلما تمت الاستعانة بالجنود في عمليات التجسس بالخارج، كلما زادت مخاطر تعرضهم للحبس والحرمان من الحماية التي توفرها اتفاقية جنيف، إذا تم إلقاء القبض عليهم من جانب حكومات عدائية.

ورأت الصحيفة في الختام أن هذا الاتجاه من المحتمل أن يستمر، بعدما تسبب تعاقب الحروب التي تخوضها الولايات المتحدة في إجهاد صفوف العاملين في البنتناغون والسي آي إيه، على حد سواء، وتكونت قناعة لدى واشنطن بأن أفضل طريقة لمحاربة كثير من أعدائها الحاليين هي الارتكاز على الاستخبارات المناسبة بدلاً من القوة العسكرية الساحقة. وهي العوامل التي قرَّبت بين العمليات الاستخباراتية والعمليات العسكرية في السنوات التي تلت هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر.