بيروت: تظاهر عشرات السوريين واللبنانيين مساء الاثنين في بيروت تأييدًا للرئيس السوري بشار الأسد، في مواجهة تجمع صامت للبنانيين وسوريين دعوا إلى quot;وقفة حداد مع شهداء الثورة السوريةquot; في شارع الحمرا في غرب بيروت.

وقد تجمع الداعون إلى quot;وقفة حداد على أرواح شهداء الحرية في سورياquot; قبيل الساعة 18:00 (15:00 ت غ) قرب مصرف لبنان المركزي في منطقة الحمرا حاملين الورود الحمراء ومرتدين قمصانًا سوداء وملتزمين الصمت المطبق. وبلغ عددهم حوالي خمسين شخصًا.

في الوقت نفسه، خرجت تظاهرة في الشارع نفسه، بلغ عدد المشاركين فيها، ومعظمهم من المواطنين السوريين، حوالي الخمسين ايضا، وراح المشاركون فيها يهتفون quot;الله سوريا، بشار وبسquot;، بحسب ما افادت صحافية في وكالة فرانس برس.

وانتشر الجيش اللبناني بكثافة في المنطقة، وفصل بين التجمعين. ومن الشعارات التي اطلقها المتظاهرون المؤيدون للنظام السوري الذين حملوا صورًا للرئيس السوري بشار الأسد، quot;يا نصرالله (الامين العام لحزب الله حسن نصرالله) ويا حبيب بدنا نهدم تل ابيبquot;، وquot;نحنا سباعك يا بشارquot;، إضافة الى شتائم موجّهة الى الرئيسين الفرنسي نيكولا ساركوزي والاميركي باراك اوباما.

وبعد حوالي الساعة، تدخل الجيش اللبناني لتفريق التجمع السلمي ثم التظاهرة، خشية حصول مواجهات بين الفريقين. وتكررت منذ بدء حركة الاحتجاجات في سوريا في 15 آذار/مارس، التي تتخللها اعمال قمع وعنف تسببت بوقوع مئات القتلى، التظاهرات المؤيدة للنظام السوري والتجمعات quot;التضامنية مع الشعب السوريquot; في لبنان الذي ينقسم أبناؤه بدورهم بين مؤيدين لدمشق ومناهضين لها.

وانسحب الجيش السوري من لبنان في نيسان/ابريل 2005 بعد حوالي ثلاثين سنة من الوجود ونفوذ واسع مارسته دمشق في الحياة السياسية اللبنانية، وذلك اثر اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وتوجيه اصابع الاتهام في الجريمة الى النظام السوري. ونفت سوريا باستمرار تورطها في العملية.

ورغم هذا الانسحاب العسكري، فإن دور سوريا بقي قائمًا من خلال حلفائها في لبنان، وعلى رأسهم حزب الله. ويمتنع الاطراف اللبنانيون الاساسيون اجمالاً عن اتخاذ مواقف علنية حادة من التطورات السورية، وذلك خشية تأجيج ازمة داخلية مستعرة اصلا.