أنصار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يحتفلون بعد أخبار عن تحسن في صحته

صنعاء: اعلن مصدر سعودي لوكالة الأنباء الفرنسية الجمعة ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يتلقى علاجا في احد مستشفيات الرياض اثر اصابته بانفجار في صنعاء لن يعود الى بلده.

وقال المصدر طالبا عدم ذكر اسمه ان quot;الرئيس صالح لن يعود الى اليمنquot;. واضاف quot;لم يتم تحديد مكان اقامته حتى الانquot; ملما الى احتمال مغادرته السعودية.

ونفى مسؤول يمني ما اعلنه المصدر السعودي، وقال نائب وزير الاعلام عبدو الجندي لفرانس برس ان quot;الرئيس صالح سيعود الى اليمن خلال الايام المقبلةquot; دون مزيد من التوضيحات.

من جهة اخرى، افاد شهود عيان ان اعداد انصار الرئيس اليمني كانت اقل من السابق خلال صلاة الجمعة في ميدان السبعين، بحيث اقتصر الحضور على داخل المسجد وليس خارجا كما كان يحدث سابقا.

في المقابل، شارك عشرات الالاف في الصلاة في ساحة التغيير في صنعاء وميدان الحرية في اب والبيضاء والحديدة وغيرها. وللمرة الاولى منذ 29 ايار/مايو الماضي عندما لقي حوال عشرين شخصا مصرعهم، ادى عشرات الالاف الصلاة في ساحة الحرية في تعز.

الى ذلك، قالت مصادر في المعارضة ان quot;اشتباكات دارت في شمال تعز في وقت متاخر ليل الخميس الجمعة بين الحرس الجمهوري ومسلحين من حراس الثورة ما اسفر عن اصابة اربعة اشخاص بجروحquot;. واتهمت المصادر quot;عناصر الحرس باطلاق النار باتجاه ساحة الحرية وعلى بعض القرى المحيطةquot;.

وتتضارب المعلومات حول صحة الرئيس اليمني الذي نقل الى الرياض السبت في الرابع من الشهر الحالي، غداة اصابته في انفجار استهدف المسجد في القصر الرئاسي. لكن مسؤولين يمنيين يؤكدون ان صالح سيعود الى صنعاء لممارسة مهامه فور تعافيه من الاصابة.

وفي غياب صالح، يواجه نائبه الفريق عبد ربه منصور هادي ضغوطا داخليا وخارجيا لتحقيق مطالب المتظاهرين بتاسيس مجلس انتقالي، الامر الذي من شانه ان يمنع عودة الرئيس اليمني الى السلطة. وقد التقى وفد من quot;شباب الثورةquot; منصور هادي الاربعاء.

ونقل عنه قوله انه quot;سيسعى الى ما اسماه التغيير العميق وبداية رسم صفحة جديدة لليمن بعد ترتيب الاوضاع الامنية والاقتصادية خلال مدة لا تتجاوز اسبوعين حدا اقصىquot;.

ودعوا حينها نائب الرئيس الى quot;توضيح موقفه من الثورة خلال الساعات الـ24 القادمة ومن مسألة مشاركته في المجلس الانتقالي من عدمهاquot;. وquot;شباب الثورةquot; هم المحرك الاساسي للحركة الاحتجاجية التي اندلعت ضد صالح الذي يحكم اليمن منذ 33 عاما.

ومن ابرز مهام المجلس الانتقالي بحسب quot;شباب الثورةquot;، تولي ادارة البلاد خلال فترة انتقالية لا تزيد عن تسعة اشهر يقوم خلالها المجلس بquot;تكليف شخصية وطنية لتشكيل حكومة كفاءاتquot; وquot;حل مجلسي النواب والشورىquot; اضافة الى تكليف لجنة لوضع دستور جديد والاستفتاء على هذا الدستور والتحضير لانتخابات برلمانية جديدة.

واعتبرت الولايات المتحدة الخميس ان اللقاء امر quot;مشجعquot;. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فكتوريا نولاند quot;نحن متشجعون لكون نائب الرئيس هادي قد بدأ يمد اليد للمعارضة وبدأ حواراquot; معها.

واضافت quot;كما تعلمون نعتقد انه لا يجوز اضاعة الوقت في تحديد المستقبل الديموقراطي الذي يستحقه اليمنquot;. وقد اصيب صالح بقذيفة سقطت على مسجد القصر الرئاسي خلال صلاة الجمعة بحسب الرواية الرسمية. كما اصيب مسؤولون اخرون بينهم رئيس الوزراء ولقي 11 شخصا مصرعهم في القصف الذي اتهمت به احدى القبائل.

لكن مكتب ستراتفور الاميركي للشؤون الاستخباراتية اعتبر ان سبب الانفجار قنبلة وليس قصفا بقذيفة هاون او مدفع مشيرا الى محاولة اغتيال دبرها على الارجح اشخاص من داخل نظامه. وبنى الخبراء الاميركيون استنتاجهم على تحليلهم لصور التقطت لمكان الانفجار من الداخل والخارج.

وكان الرئيس اليمني قد تعهد يوم الخميس بتجاوز الازمة التي تشهدها البلاد ليشير مجدداً الى انه لا ينوي التخلي عن منصبه في حين هاجم مسلحون مباني حكومية ونقطة تفتيش في أحدث موجة من الهجمات بالبلاد.

وأجهض صالح الذي اضطر للخضوع لجراحة في السعودية بعد هجوم على قصره الشهر الماضي ثلاث محاولات دبلوماسية قامت بها دول الخليج العربية لرحيله عن السلطة وانهاء ازمة سياسية تهدد بانزلاق البلاد في هوة حرب أهلية.

ونقلت وسائل اعلام رسمية عن صالح قوله لملك البحرين في اتصال هاتفي quot;اليمن قادر على تجاوز الازمة الراهنة وبما يحقق المصلحة الوطنية العليا للشعب اليمنيquot;. وذكرت وكالة انباء البحرين الخميس ان الملك حمد بن عيسى آل خليفة اتصل هاتفيا بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يعالج في الرياض بعد اصابته بجروح في اعتداء في الثالث من حزيران/يونيو في صنعاء.

وقالت الوكالة quot;جرى اتصال هاتفي بين الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل البلاد والرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية الشقيقة اطمئن جلالته خلاله على صحة الرئيس اليمنيquot;. واضافت ان ملك البحرين quot;تمنى له الشفاء العاجل والتوفيقquot;.

يشار الى ان عاهل البحرين هو الزعيم الاجنبي الثاني بعد العاهل السعودي الملك عبد الله الذي يتصل بصالح منذ محاولة الاغتيال التي تعرض لها في قصره بصنعاء في الثالث من حزيران/يونيو. ولم تصدر اية نشرة صحية للرئيس صالح (69 عاما) ولم تنشر اية صورة له لوضع حد للتكهنات المتعددة والمعلومات المتناقضة حول وضعه الصحي.