تحدثت إيلاف الى الوزير اللبناني السابق بشارة مرهج عن المداخلات التي تجري في المجلس النيابي لنيل الحكومة الثقة فأكد ان قوى 14 آذار تعيد سيناريو 2005 لإسقاط رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورغم كل مداخلاتها سوف تحصل الحكومة في النهاية على الثقة وتنطلق في أعمالها.


بيروت: يؤكد الوزير السابق بشارة مرهج لإيلاف أن جلسات الثقة أثبتت على ما فيها من حدة وتوتر أن البرلمان هو الإطار الحقيقي لتبادل الأفكار وتوجيه النقد وبلورة المواقف، في إطار ديمقراطي، حيث يتبارى ممثلو الشعب في طرح الأفكار واتخاذ المواقف العملية التي تفضي إلى خدمة الاستقرار والحفاظعلى النظام الديمقراطي وتطويرهفي البلاد.

ولدى سؤاله كيف تنظر الى تصويب قوى 14 آذار/مارس الهجوم على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي؟ يجيب:quot; 14 آذار/مارس مسكونة باللحظة التي قامت بها بالهجوم على الرئيس الاسبق للحكومة اللبنانية عمر كرامي في العام 2005، في جو مشحون عاطفيًا وسياسيًا، أدى الى تقديمه الاستقالة، لذلك يسعى اركان 14 آذار/مارس، في تركيز الهجوم على الرئيس نجيب ميقاتي لحمله على الاستقالة.

ويضيف:quot; سيناريو 2005 يتكرر اليوم على الرغم من التغييرات الجوهرية التي حصلت.

وردًا على سؤال لماذا كانت المحكمة الدولية نجمة جلسات الثقة؟ يجيب:quot; لان 14 آذار/مارس أرادت ان تكون المحكمة الدولية نجمة جلسات الثقة، وهذا الموضوع اساسي ويهم البلاد واهلها، ولكن هناك مواضيع اخرى تهمهم، ومن ضمنها العدالة في كل الميادين، وليس في ميدان المحكمة الدولية وحدها، لان اللبناني يتعرض لشتى انواع الاستغلال، يمارسون عليه الاحتكار في البلاد، بما يؤدي الى هضم حقوقه، والانتقاص من كرامته، وهذه الممارسات شهدناها في كل القطاعات، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والامنية، فالناس يريدون الاستقرار والعدالة والنمو، ولذلك من يركز على ناحية واحدة، لا يفي الموضوع حقه.

ولدى سؤاله بان المعارضة الجديدة ترى في جلسة الثقة اليوم وغدًا بابًا للدخول في إسقاط حكومة ميقاتي هل تصل الى ذلك؟ يجيب:quot; حلم 14 آذار/مارس إضعاف الرئيس ميقاتي، وتجييش الرأي العام ضد الحكومة بما يؤدي الى تفاعلات سياسية، تفضي الى تقديم الرئيس ميقاتي استقالته، ولكن يبدو ان هذا الاخير متنبِّه للخطة، ويواجهها بصبر وأناة وقلب كبير.

عن نسبة الاصوات التي ستنالها الحكومة للثقة، يقول مرهج:quot; ستنال الحكومة الاصوات التي تمكّنها من نيل الثقة والانطلاق في اعمالها وتنفيذ البيان الوزاري، وهذا ما يحتاجه اللبنانيون في هذه اللحظة السياسية، التي ينتظرون فيها من الحكومة التأكد من سير العدالة وإصلاح القضاء، والأجهزة الامنية، وتصحيح الوضع الاقتصادي وتأمين خدمات للناس الذينما زالوا ضحية القمع والاحتكار والإهمال تمارسه القوى المتنفذة سواء داخل المؤسسات الحكومية، او على مستوى القطاع الخاص.

بالنسبة إلى التوقعات حول تحركات المعارضة المستقبلية في وجه ميقاتي وهل تقوم بالإطاحة بحكومته يقول مرهج:quot; المعارضة محكومة بالمواقف المسبقة التي اتخذتها، كان عليها ان تنتظر عمل هذه الاخيرة، وتنتقد مواقفها اذا رأت ضرورة لذلك، لكن بعد المقارنة بين مطالعات الحكومة في البيان الوزاري ووقائع العمل على الارض، ولكن المعارضة استعجلت في إسقاط الحكومة وأخطأت في هذا السبيل، لان الرأي العام غير مقتنع ان هذه الحكومة عاجزة عن العمل في وقت لم تبدأ فيه بهذا العمل، بموجب الثقة التي ستنالها في المجلس النيابي.

عن القرار الظني يقول مرهج هذا الاخير مرّ بطريقة عادية من قبل اللبنانيين لانهم استمعوا اليه مرارًا وتكرارًا عبر الصحف والمجلات الاجنبية، ومواقف المسؤولين، الذين اعلنوا مضمون هذا القرار منذ زمن بعيد، لذلك القرار الظني لم يكن له هذا الوقع، ولم يشكل مفاجأة لأحد وبالتالي تحول الى حدث عادي من ضمن الاحداث التي تعيشها المنطقة ولبنان بصورة خاصة، لذلك لا اعتقد أن هذا القرار سيشكل نقطة تحول او حسم في تطوّر الحياة اللبنانية السياسية، واذا استطاعت الحكومة ان تستوعب الامور وان تلتزم بروح العدالة، وتقوم بالخدمات المطلوبة منها على صعيد مؤسسات الحكم فاعتقد ان الاستقرار النمو سيكونان صونًا لهذا البلد، رغم كل التقدير لقوى المعارضة من قدرتها على التحرك، ولكن اهم شيء في هذا القبيل انه لا يلقى الصدى الحقيقي لدى الناس في مختلف المناطق، هذه هي الثغرة الاساسية التي تعيشها المعارضة، في انها تعوِّل على مواقفها السياسية وتعتقد انها مواقف عامة في حين ان الواقع لا يقول ذلك.