وكالات، القاهرة، دمشق: قالت مصادر سورية إن القوات السورية داهمت منازل في مدينة حماة لليوم الثاني وذلك بعد ساعات من إعلان المحامي العام للمحافظة في تسجيل مصور بث في موقع يوتيوب استقالته احتجاجا على القمع الدموي للمظاهرات في الشوارع.
وقال سكان في حماة إن قوات الأمن ومسلحين موالين للحكومة ممن يعرفون بالشبيحة داهموا منازل خلال الليل في منطقتي الصابونية والمرابط بعد أن ألقي جنود تعززهم الدبابات القبض على عشرات من الأشخاص في حيين آخرين بالمدينة في الليلة السابقة. وقال ناشط محلي لوكالة رويترز في اتصال هاتفي quot;الليلة هناك المزيد من المداهمات العشوائية على عكس ما فعل الجيش الثلاثاء عندما دخل منازل معينة للبحث عن قائمة بنشطاء مشتبه بهمquot;. وشنت القوات السورية عملية عسكرية استمرت 10 أيام في حماة في بداية أغسطس/آب وألقت القبض على مئات الأشخاص.
محامي عام حماة يستقيل
وقد أعلن المحامي العام في مدينة حماة عدنان البكور استقالته من منصبه احتجاجا على القمع وقال quot;تم قتل السجناء في السجن المركزي بحماة يوم الأحد والبالغ عددهم 72 سجينا من المتظاهرين السلميين والناشطين السياسيين ودفنهم بمقابر جماعية بجانب قرية الخالدية قرب الأمن المركزي بحماةquot;.
وقال البكور إن هناك مقابر جماعية في الحدائق العامة دفن فيها نحو 420 جثة أو أكثر وإنه قد طلب منه أن يقدم تقريرا يفيد بأنهم قتلوا على أيدي عصابات مسلحة. وأوضح البكور أن من بين أسباب استقالته أيضا قيام الجيش بهدم بيوت بأكملها وبقاء الجثث تحت أنقاضها. ومن غير المعلوم متى تم تصوير هذا الفيديو الذي بث على شبكة الانترنت يوم الأربعاء.
وقالت مصادر في مدينة حماة لـquot;ايلافquot; أن السلطات السورية قامت باعتقال عائلة البكور.
في هذه الأثناء، قال محافظ حماة أنس الناعم إن المحامي البكور أجبر من قبل خاطفيه على تقديم معلومات كاذبة، لكن سرعان ما نفى البكور تلك المعلومات مؤكداً أنه سيكشف عن المزيد من المعلومات حول تعامل السلطات مع التظاهرات في بلاده حال خروجه من سوريا.
ونشرت صفحة quot;شبكة حماةquot; على موقع فايسبوك شريطا مصورا ثانيا نفي فيه بكور رواية تعرضه للاختطاف وقال انه داخل سورية وبحماية من سماهم بالثوار ويشير فيه الى ان تاريخ التسجيل هو 31 اغسطس/آب وانه سيدلي بتصريحات على الهواء فور خروجه من سورية.
إعتقال المعارض مصطفى رستم
ومن جانبه أوضح المعارض السوري سمير سطوف لـquot;ايلافquot; أنquot;مخابرات القوى الجوية داهمت منزل المعارض مصطفى رستم في مدينة سلمية بمحافظة حماة واقتادته عنوة إلى مقرها المنشأ حديثاً في سلمية، إلى جانب أربعة فروع أمنية أخرى تطارد الناشطين، وتقوم بعمليات دهم يومي، وترويع للسكان quot;.
وأكد سطوف أن quot;مصطفى رستم عضو القيادتين القومية والقطرية السابق، يبلغ من العمر75 سنة، أمضى منها أكثر من 23 سنة في سجن المزة إثر انقلاب حافظ الأسد على الحزب عام 1970مع رفاقه دون سؤال، أو تهمة، أو محاكمة، والذين رفضوا المساومة على مبادئهم ومواقفهم أثناء الاعتقال وبعده، فعاقبهم النظام بالمنع من السفر، كما هو حال مصطفى رستم المحروم من جواز السفر ومن أي راتب، أو تقاعد quot;.
ويعتبر مصطفى رستم من أبرز رموز العمل الوطني في سورية، والذي كان شديد الوضوح في موقفه منذ اندلاع انتفاضة الشعب، متقدّماً بافتراحاته العلنية لمنع الانهيار الذي يدفع إليه النظام بممارساته.
روانكه: اختفاء ناشطين من رأس العين
هذا وأعلنت منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي في سوريا روانكه في بيان تلقت quot;ايلافquot; نسخة عنه، عن اختفاء الناشطين جمال والي شيخ محمد وشيروان وليد احمد. والناشطان من المتعاونين مع روانكه.
ورأت روانكه quot;بأن النظام الحاكم في سوريا لا يراعي أي حق من حقوق الإنسانquot;، وناشدت quot;جميع فعاليات المجتمع المدني، ومنظمات حقوق الإنسان في سوريا، بالضغط على النظام للكشف عن مصير الناشطينquot;.
وأكدت quot;لقد ازدادت مخاوفنا بعد ورود أنباء عن تعرض المعتقلين في أقبية الأجهزة الأمنية للنظام القمعي في مدينة قامشلو لتعذيب وحشي، مما يدعو إلى القلق الشديد على حياتهم، وخاصة بعد تداول وكالات الأنباء من أن 72 معتقلا في مدينة حماه قد أزهقت أرواحهم تحت التعذيب الشديد، وهذا ما يرقى إلى جرائم إبادة جماعية تستدعي تحرك المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية لإحالة جرائم هذا النظام إلى محكمة الجرائم الدوليةquot;.
قتلى رمضان
تأتي هذه الانباء في وقت اعلن فيه المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره بريطانيا، الاربعاء ان شهر رمضان شهد مقتل 473 شخصا في سوريا. واوضح المرصد ان عدد القتلى المدنيين بلغ خلال رمضان 360 شخصا، في حين قتل 113 عنصرا من افراد الامن والجيش.
واضاف المرصد ان من ضمن القتلى المدنيين 25 شخصا تقل اعمارهم عن 18 سنة، و 14 امرأة، و28 آخرين ماتوا في المعتقلات تحت التعذيب، ومعظمهم في محافظة حمص، حيث تقوم قوات الحكومة بحملات عسكرية جديدة الاربعاء.
يشار الى ان الاحتجاجات التي عمت سورية ضد حكم الرئيس السوري بشار الاسد منذ منتصف مارس/ آذار اسفرت حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 2200 شخص. وقال المرصد ان قوات الامن السورية اعادت جثث 13 شخصا الى اسرهم، وان خمسة من هؤلاء كانوا احياء عندما اقتيدوا الى الاعتقال خلال الشهر الحالي.
التعليقات