حذر الأمير تركي الفيصل واشنطن من مغبة استخدام الفيتو في مجلس الامن الدولي ضد طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية اذا ما أرادت تجنيب نفسها غضب العالم العربي والإضرار بالعلاقات الاميركية-السعودية، في وقت اعتبر الرئيس باراك اوباما أن المطلب الفلسطيني يعدّ quot;انحرافاquot; عن مسار السلام.


مطلب الفلسطينيين بالاعتراف بدولتهم يواجه معارضة أميركية

واشنطن: قال السفير السعودي السابق في الولايات المتحدة الامير تركي الفيصل إنه في حال استخدمت الإدارة الأميركية حق النقض ضد الطلب الذي يعتزم الفلسطينيون تقديمه للامم المتحدة للاعتراف بفلسطين الدولة الـ194 الكاملة العضوية في المنظمة الدولية، فان السعودية quot;لن يكون بمقدورها مواصلة تعاونها مع الولايات المتحدة بالطريقة نفسها التي دأبت عليها الامورquot;.

واضاف الدبلوماسي السعودي في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الاثنين ان استخدام الفيتو الاميركي ضد الطلب الفلسطيني سيؤدي الى تراجع نفوذ الولايات المتحدة كما سيؤدي الى quot;تقويض أمن اسرائيل وتعزيز النفوذ الايراني وزيادة مخاطر اندلاع حرب جديدةquot; في الشرق الاوسط.

واكد الامير تركي، الذي سبق له وان شغل ايضا منصب رئيس الاستخبارات السعودية، ان quot;العلاقة المميزة التي تربط بين السعودية والولايات المتحدة سينظر اليها بشكل متزايد من قبل السواد الاعظم من العرب والمسلمين، الذين يطالبون بالعدالة للشعب الفلسطيني، على أنها علاقة سامةquot;.

واضاف أن quot;المسؤولين السعوديين سيضطرون عندها الى تبني سياسة اقليمية اكثر استقلالية واكثر حزماquot;، مذكرا بالتدخل العسكري لبلاده في البحرين مؤخرا.

ويعتزم الفلسطينيون تقديم طلب انضمام فلسطين الى الامم المتحدة كدولة ذات عضوية كاملة في 20 ايلول/سبتمبر، لكنهم لم يعلنوا بعد ما اذا كانوا سيفعلون ذلك عبر مجلس الامن ام الجمعية العامة، وفي حال اختاروا سلوك طريق مجلس الامن الذي يتيح لهم الحصول على العضوية الكاملة فان مسعاهم سيصطدم بفيتو اميركي كما اكدت واشنطن.

واكد الامير تركي انه في حال عدلت الولايات المتحدة عن هذا الخيار وقررت الاعتراف بالدولة الفلسطينية فان من شأن هذه الخطوة تسريع عملية السلام المجمدة منذ اكثر من عام وذلك من خلال الانتقال الى quot;نموذج جديد للتفاوض من دولة الى دولةquot;.

واضاف quot;في اطار هكذا سيناريو، فان الخاسرين الوحيدين سيكونان سوريا وايران، الدولتين المنبوذتين اللتين تعملان بلا كلل ولا ملل، عن طريق دعم حماس وحزب الله، على تقويض عملية السلامquot;.

واكد الامير تركي ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي يواجه منذ منتصف آذار/مارس حركة احتجاجية غير مسبوقة يحاول قمعها بالقوة العسكرية هو نظام على وشك السقوط ما سيوفر quot;فرصة استراتيجية نادرة لإضعاف ايرانquot; التي ستجد عندها صعوبة اكبر في quot;زرع الشقاق في العالم العربيquot;. واضاف quot;ولكن هذه الفرصة ستهدر اذا تسببت اعمال ادارة اوباما في الامم المتحدة بانقسام عميق بين بلدانناquot;.

ومساء الاثنين، أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان سعي الفلسطينيين للحصول على الاعتراف بدولتهم في الامم المتحدة هو quot;انحرافquot; عن مسار السلام في الشرق الاوسط ولن يؤدي الى حل النزاع.

وقال اوباما امام مجموعة من الصحافيين الناطقين بالاسبانية إن المسعى الفلسطيني هو quot;انحراف عن المسار لن يحل المشكلة. هذه المسألة لن تحل الا اذا توصل الاسرائيليون والفلسطينيون الى اتفاقquot;.

واضاف الرئيس الاميركي ان quot;ما سيجري في نيويوك قد يجذب الكثير من انتباه الصحافة ولكنه لن يغير ما يجري على الارض طالما ان الاسرائيليين والفلسطينيين لم يجلسوا معاquot; حول طاولة المفاوضات مجددا. وتابع quot;هذا هو موقفنا وهو لم يتغيرquot;.

واكد الرئيس الاميركي ان quot;الفلسطينيين يعتبرون انه بحصولهم على اعتراف الامم المتحدة سيكون بوسعهم امتلاك وسائل للضغط. انهم يعتزمون، كما اعتقد، الذهاب الى الجمعية العامة. نحن ليس لدينا الا صوت واحد في الجمعية العامة، وبالطبع هناك الكثير من الدول المستعدة لدعم الفلسطينيين، تبعا لما سيكون عليه القرارquot;.

واضاف quot;هذا الامر مختلف جدا عن الذهاب الى مجلس الامن (...) لقد سبق لي وان قلت علانية انه اذا طرح (هذا الامر) على مجلس الامن فعندها سنعارضه بقوةquot;.

وتابع اوباما quot;في الجمعية العامة نفوذنا على هذه العملية أضعف بكثير. سنواصل التشاور مع جميع الاطراف المعنية كي يؤدي اي تحرك يجري في نيويورك الى اعادة اطلاق عجلة المفاوضاتquot;. واكد الرئيس الاميركي quot;نحن سندعم كل ما من شأنه ان يساعد على اطلاق مفاوضات مباشرة وسنعارض كل ما من شأنه ان يمنع حصولهاquot;.

الجمهوريون يهددون بقطع المساعدات عن الفلسطينيين

هدد نائب زعيم الاكثرية الجمهورية في مجلس النواب الاميركي اريك كانتور الاثنين بان المجلس قد يصوت على وقف المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة للفلسطينيين إن هم حصلوا من الامم المتحدة على اعتراف بدولتهم.

وقال كانتور خلال مؤتمر صحافي ان quot;موقف مجلس النواب هو اننا لا ندعم ولن ندعم، بأي شكل من اشكال المساعدة، كيانا يضم حماس والسلطة الفلسطينية، او جهدا للحصول على اعلان احادي الجانب للدولة الفلسطينية في الامم المتحدةquot;.

واضاف ان النواب الاميركيين quot;يدعمون اولئك الذين هم في الشرق الاوسط يدعمون السلامquot;، ولكن هؤلاء النواب يعارضون قيام دولة فلسطينية quot;من دون ضمانات حقيقية لامنquot; اسرائيل.

ويعتزم الفلسطينيون تقديم طلب الاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في الامم المتحدة في 20 ايلول/سبتمبر لكنهم لم يعلنوا ان كانوا سيفعلون ذلك عبر مجلس الامن ام الجمعية العامة. وان كان مجلس الامن يتيح الحصول على العضوية الكاملة الا ان ذلك سيواجه بفيتو اميركي. اما في الجمعية العامة فيمكن ان يحصل الفلسطينيون على وضع مراقب غير عضو مثل الفاتيكان، وهذا يتيح لهم الانضمام الى منظمات مثل اليونيسكو ومنظمة الفاو والمحكمة الجنائية الدولية.