نيويورك: قرار الجمعية العامة للامم المتحدة بالتصويت لصالح دولة فلسطين غير عضو في الامم المتحدة كان متوقعا، لكن لحظة الاعلان عن نتيجة التصويت عكست شعور الفلسطينيين بنشوة الانتصار في الحصول عليه.

ففي اول تعليق له بعد اعلان نتائج التصويت، اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان هذا القرار هو quot;انتصار للسلام والحرية والشرعية الدوليةquot;.

وقال عباس لوكالة فرانس برس انه quot;انتصار للسلام والحرية والشرعية الدولية والقانون الدوليquot;، مؤكدا quot;اشكر الشعب الفلسطيني واقدم له التهنئة بهذا الانجاز كما اشكر شعوب الامة العربية والاسلامية واحرار العالم الذين صوتوا لصالح فلسطينquot;.

واضاف quot;اعد شعبنا الفلسطيني باستمرار الكفاح الوطني حتى رفع علم فلسطين على مساجد وكنائس القدس الشريفquot;.

من جهته، قال عضو الوفد الفلسطيني محمد اشتيه لفرانس برس ان quot;ثقتنا كانت كبيرة بان النتيجة ستكون لصالحنا، لكن اللحظات التي سبقت التصويت كانت رهيبةquot;.

واضاف quot;كانت لحظات الحقيقة وكتابة التاريخ لدولة فلسطين ونحن الان سعداء جدا بهذه النتيجةquot;.

واكد quot;سنصل الى الهدف الاساسي وهو تحويل هذا القرار الى حقيقة على الارض وهذا بالتاكيد سيحصلquot;.

وفور اعلان نتيجة التصويت تعالت صيحات وهتافات quot;عاشت فلسطين عاش عباسquot; في قاعة الجمعية العامة للامم المتحدة فيما انهمرت دموع البعض فرحا بالنتيجة وتعانقوا وهم يصفقون بحرارة لهذه النتيجة ورفع العلم الفلسطيني.

اما عباس فقد بدت ثقته كبيرة بنتيجة التصويت لصالحه وحرص على الجلوس في المكان المخصص لفلسطين حتى الاعلان عن النتيجة.

وقد التف حوله اعضاء القيادة الفلسطينية الموجودون معه ووزيرا خارجية اندونيسيا مارتي ناتاليغاوا وتركيا احمد داود اوغلو الذي القى كلمة عبر فيها عن تعاطفه الكبير مع الفلسطينيين.

وقال داود اوغلو quot;لستم وحدكم نحن معكمquot;.

وما ان اعلن رئيس الجمعية العامة النتيجة حتى وقف الحضور في القاعة وهم يصفقون بحرارة وتحولت انظار جميع الحضور نحو عباس.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لفرانس برس ان quot;الفلسطينيين بعد هذه الخطوة سيكرسون الرئيس عباس زعيما تاريخيا لهم على غرار زعيمهم المؤسس ياسر عرفاتquot;.

كما احتفل الفلسطينيون مع اصدقائهم بالفوز.

واقامت رئاسة الجمعية العامة للامم المتحدة احتفالا بمناسبة حصول فلسطين على مكانة دولة غير عضو فيها، وكذلك اقام وزير خارجية تركيا احتفالا في مقر سفارة بلاده في نيويورك.

من جهته قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة لفرانس برس quot;اليوم هزم الاحتلال الاسرائيلي وانتصرت دولة فلسطين وشعب فلسطينquot;.

واضاف quot;نطلب من دول العالم وخاصة الولايات المتحدة ان تجبر اسرائيل على انهاء الاحتلالquot;.

واكد عريقات من جهته quot;بعد التصويت، تغيرت قواعد اللعبة السياسية وفلسطين اصبحت معترفا فيها من الامم المتحدةquot;، معتبرا ان quot;فلسطين وضعت اليوم على خارطة الجغرافيا وبين الدول والشعوبquot;.

ويشكل هذا الوضع الدولي الجديد الذي يصبح معه متاحا للفلسطينيين العضوية في منظمات الامم المتحدة والمعاهدات الدولية، نصرا دبلوماسيا كبيرا رغم انه يعرض السلطة الفلسطنية الى عقوبات مالية اميركية واسرائيلية.

من جهته قال عضو الوفد الفلسطيني مجدي الخالدي لفرانس برس quot;هذا تصويت ساحق لفلسطين للسلام والحرية والعدلquot;.

واشار الى ان تشيكيا هي الدولة الاوروبية الوحيدة التي صوتت ضد القرار، معتبرا ان quot;هذا يدل على اجماع اوروبي على دعم اقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقيةquot;.

واضاف ان quot;16 دولة اوروبية صوتت لصالح القرار وعشر دول امتنعت وهذا تطور كبير جدا في المواقف الاوروبية حيث ان كل شعوب اوروبا تدعمنا والان حكومات دولهم تدعمنا ايضاquot;.

وتابع الخالدي quot;لا يوجد دولة افريقية ضد القرار ولا يوجد دولة اسيوية ضد القرار وحتى استراليا لم تصوت ضد القرار اذن حوالي 95 بالمئة من الدول او اكثر وقفت معنا ولم تقف ضدناquot;.

ورأى ان quot;الدول التي امتنعت لم تصوت ضدنا وعرفيا يعتبر الامتناع تصويت لصالحناquot;.

ومن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين)، لم تصوت سوى الولايات المتحدة ضد القرار.

وقال الخالدي quot;هم ايضا صوتوا معنا باستثناء الولايات المتحدة (التي وقفت) ضد القرار (...) هذا يدل على ان الدول الاعضاء الدائمين في مجلس الامن مع دولة فلسطينية مستقلة ومع القرار هذا اجماع غير مسبوقquot;.

ورأى ان quot;تصويت 138 من اصل 147 دولة لصالحنا انجاز تاريخي واعتراف عالمي كبير بدولة فلسطينquot;، معتبرا ان quot;الذين صوتوا ضد القرار وقفوا ضد الاجماع الدولي وليس ضد فلسطينquot;.

واصبحت فلسطين الخميس دولة مراقبا في الامم المتحدة وذلك بعد عملية تصويت تاريخية في الجمعية العامة هلل اثرها الفلسطينيون في رام الله وغزة وعارضتها الولايات المتحدة واسرائيل اللتان حذرتا من تداعيات هذه الخطوة.