القيادي الاخواني سعد الكتاتني رئيس اللجنة التأسيسية لوضع الدستور |
نفى الطالب في عضوية الجمعية التأسيسية للدستور المصري الجديد تأثير جماعة الإخوان المسلمين على رأيه داخل اللجنة مؤكدًا في حوار مع quot;إيلافquot; أنه علم بقرار عضويته بالجمعية التأسيسية من خلال الإنترنت، وقال إنه غير ملتزم بمقترحات الإخوان بشأن الدستور الجديد.
أكد أحمد المركبي الطالب الوحيد في عضوية الجمعية التأسيسية للدستور أنه يحمل مطالب الطلاب المصريين والتي من أهمها مجانية التعليم ووضع حد لتوغل الرأسمال في العملية التعليمية، نافيا تأثير الإخوانفي رأيه داخل اللجنة.
وأعلنت مؤسسة الأزهر الخميس انسحابها من اللجنة التأسيسية لوضع الدستور المصري الجديد احتجاجا على عدم quot;تمثيله تمثيلا مناسباquot; فيها لتتفاقم بذلك الازمة التي تشهدها مصر منذ خمسة ايام حول الدستور.
وقال الأزهر إنه quot;يعلن اعتذاره عن عدم المشاركة في الجمعية التأسيسية لوضع مشروع الدستورquot;.
واوضح انه اتخذ هذا القرار quot;في ضوء ما ناقشه مجمع البحوث الاسلامية (الهيئة العليا في الازهر) في جلسته اليوم الخميس وتحفظه على عدم تمثيل الأزهر الشريف تمثيلا مناسبا ما يهمّش دوره في قضية وطنية محورية هي إعداد مشروع الدستورquot;.
والازهر هو ثاني مؤسسة كبيرة في مصر تعلن انسحابها من اللجنة التأسيسية لوضع الدستور بعد المحكمة الدستورية العليا التي اتخذت الموقف نفسه الاربعاء وبررت انسحابها ب quot;مطاعنquot; قد تنال من تشكيل اللجنة ومن الإجراءات التي اتبعت لاختيار اعضائها.
وبدأت اللجنة التأسيسية لوضع الدستور اعمالها الاربعاء وانتخبت القيادي الاخواني سعد الكتاتني رئيسا لها رغم تصاعد الازمة الناجمة عن هيمنة الاسلاميين عليها بإعلان المحكمة الدستورية العليا انسحابها منها بسبب quot;مطاعنquot; قد تنال من تشكيلها.
وعقدت اللجنة التأسيسية اول اجتماع لها في الموعد المجدد رغم انسحاب قرابة 25 من اعضائها الاصليين والاحتياطيين (من اجمالي 140 عضوا) يمثلون كل الاحزاب الليبرالية واليسارية اضافة الى شخصيات مستقلة احتجاجا على هيمنة الاغلبية البرلمانية على اللجنة التي ستكتب الدستور وعلى ضعف تمثيل المرأة والاقباط فيها اضافة الى استبعاد الخبراء الدستوريين المشهود لهم بالكفاءة منها.
وانتخبت اللجنة التأسيسية في اجتماعها الاول رئيس مجلس الشعب القيادي في حزب الحرية والعدالة (المنبثق من جماعة الاخوان المسلمين) سعد الكتاتني رئيسا لها. وتحدث العديد من اعضاء اللجنة من قيادات حزب الحرية والعدالة داعين الى عدم الخضوع لما اسموه quot;الابتزازquot; السياسي للمنسحبين ومواصلة اعمال اللجنة.
الطالب أحمد المركبي |
ونفى الطالب المركبي وجود صلة قرابة مع رئيس حزب الحرية والعدالة محمد مرسي، مؤكدًا في حواره لـquot;إيلافquot; أنه علم بقرار عضويته في الجمعية التأسيسية من خلال الإنترنت، وقال إنه غير ملتزم بمقترحات الإخوان بشأن الدستور الجديد.
ما حقيقة صلة القرابة بينك وبين محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة؟
- هذه حملة تشويش لأعضاء اللجنة بأكملها، فمجرد الإعلان عن اختياري تم تشويه صورتي، وكان المقصد التأكيد على سيطرة الإخوان على لجنة صياغة الدستور حتى أن الطالب المختار منهم أيضا وهذا كذب وافتراء، فالإعلام المصري لم يتغير ولكني أؤكد أنه لا توجد أي صلة قرابة بالدكتور مرسي أو غيره، و لا يوجد لي quot;خالquot; من الأساس.
ولكن أنت لك صلة بحزب الحرية والعدالة؟
- أنا عضو في حزب الحرية والعدالة، ولكن لم أدخل اللجنة بصفتي عضوا في الحزب بل مرشح من قبل اتحاد طلاب جامعة المنصورة، بدليل أنني حصلت على أصوات من أعضاء مجلسي الشعب والشورى تفوق أعداد نواب الحرية والعدالة.
ولكن الاتجاه كان ينصب حول اختيار طالب إخواني؟
- هناك أسماء عديدة إخوانية كانت مرشحة من قبل اتحادات طلابها، كما كان هناك معي اثنان آخران مرشحان من جامعة المنصورة، ولكن تم اختياري، على الرغم من وجود العشرات من الطلاب المرشحين من الإخوان منهم أعضاء مؤسسون للحزب، وهناك طلاب من خارج الحزب مستقلون.
هل حدث معك اتصال من قبل الإخوان للتنسيق حول اختيارك؟
- لم يحدث نهائيا، فلقد فوجئت بقرار اختياري عبر الإنترنت أثناء وجودي في المدينة الجامعية، ويشهد على ذلك زملائي، ولو كان هناك تنسيق لعلم والدي، كما أنني تقدمت بأوراق ترشيحي مثل غيري في الجامعة، حتى تم الاتفاق على اختيار ثلاثة طلاب لتمثيل الجامعة.
ما تصوراتك لوضع التعليم في الدستور الجديد؟
- الأمر لن يكون مقصورا على رؤيتي فقط، بل لابد من اللجوء إلى تصورات الجامعات المصرية واتحادات طلابها، ونحن بصدد جمع مقترحاتهم، ولكن هناك مبادئ متفق عليها من أهمها مجانية التعليم، حيث إن المجانية التي كانت مكفولة بدستور (71) غير مفعلة، كذلك حرية الإبداع التكنولوجي، والبحث العلمي، وكذلك إعادة صياغة قانون الجامعات، ورسالة الطلبة للجنة هي رفض التدخل الخارجي، والعمل على استقلال حقيقي لعملها.
وماذا عن وضع الجامعات الخاصة في الدستور الجديد ؟
- وضع الجامعات الخاصة شائك، حيث إن قيامها كان على المصلحة والربح المادي، والدستور الجديد لابد أن يحسم سلبيات التعليم قبل الجامعي وبعده، ووضع ضوابط للتعليم الخاص، ودور الدولة في النهوض بمحو الأمية في مصر.
ما أهم نقاط الجدل أو الخلاف التي تتوقعها بين أعضاء الجمعية التأسيسية ؟
- الخلافات بدأت منذ البداية، وهو مؤشر على حدوث صدام في الآراء حول بعض النقاط، وعلى رأسها :اختصاصات رئيس الجمهورية، وكون الأفضل لمصر النظام البرلماني أم المختلط، وإن كان الاتجاه العام التوافق حول النظام المختلط، ولكن رغم هذا التوافق فقد تشهد اللجنة جدلا حول سلطات الرئيس ورئيس الوزراء، وإن كنت أفضل شخصيا النظام البرلماني، حيث إنه مطبق في العديد من الدول، ويضمن اختيار حكومة من رحم البرلمان الذي جاء بإرادة الشعب، ولكن من عيوبه أنه يتطلب أحزابا قوية لديها تواجد في الشارع.
هل ستلتزم بمقترحات حزب الحرية والعدالة بشأن الدستور؟
- أنا ممثل عن الطلاب والجامعات، ولست ممثلا عن حزب الحرية والعدالة، فالحزب له نوابه داخل اللجنة، وأنا غير ملزم بما يقولونه من مقترحات، ولكني ملتزم بمقترحات الطلاب والجامعات
كيف ترى الانسحابات المتكررة من الجمعية التأسيسية؟
- لابد أن نلتزم بالديمقراطية، فالشعب اختار البرلمان، واختار الإسلاميين فمهما حدث جدل على ذلك علينا احترام رأي الصندوق، وهذا ما حدث نفسه في اختيارات الجمعية التأسيسية، فكان يفضل من المنسحبين الطواعية لإرادة الأغلبية، ولكن الخلاف سياسي، وعلى الجميع الانتظار لخروج الدستور الذي لن يكون عليه جدل، وما يحدث الآن يراد منه إحداث أزمة سياسية، حيث حدث ذلك عند اختيار تشكيل اللجان الفرعية في البرلمان.
التعليقات