بعد خطف الـ48 ايرانيًا في سوريا، وقبلهم خطف اللبنانيين الـ11، تبدو التداعيات لكل هذا الفلتان الأمني كبيرة على المنطقة، ولم يعد المراقبون يستبعدون أي نار مشتعلة قد تنطلق من سوريا لتلامس كافة المناطق بما فيها اسرائيل والجوار.


بيروت: يرى النائب قاسم هاشم ( عضو كتلة التنمية والتحرير) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن اختطاف الـ48 ايرانيًا في سوريا هو أمر طبيعي، في ظل نوع من الفوضى والاوضاع غير المستقرة في أي بلد، أن يكون هنالك مثل تلك الحالات، بخاصة أنه اصبح واضحًا أن للأزمة في سوريا تداعيات على مجمل المنطقة، ونتيجة تداخل العلاقات الايرانية السورية، ستترك مثل تلك التداعيات الآثار السلبية، ليست المرة الاولى التي يتم فيها خطف ايرانيين في سوريا، منذ بداية الازمة، اذ سبق وتم اختطاف اكثر من ايراني من العاملين في سوريا على مستوى التقنيين أو المواطنين العاديين، والامر المستغرب هو أن يتم استثمار واستغلال أي قضية على هذا المستوى في اطار الزج في العلاقات، ومحاولة الاستفادة منها في اطار سياسي والكسب السياسي لمجموعة اصبحت واضحة التوجه، وبموقفها من العلاقات مع سوريا ومجمل الدول سواء كانت ايران أو غيرها، وهذا الامر ليس بالسهل، وطبعًا ما قيل حول الاسباب وحول هويات هؤلاء، قد يكون نوعاً من الخيال أو محاولة تغليب الرأي العام واستغلال هذه المساحة لاستثمارها بهذا الاتجاه، لا يعقل أن تكون هذه المجموعة على هذا المستوى الذي يدعيه الخاطفون، وتتعاطى بهذه الخفة، وبمساحة معروفة بتوترها في المنطقة التي تم خطفهم فيها.

عن تحذير ايران من النار المشتعلة من سوريا إلى اسرائيل، هل نحن بمواجهة حرب اقليمية في المنطقة؟ يجيب هاشم:quot; لا شك في أن التوترات اذا ما اضفناها الى المشهد السياسي في المنطقة، علينا أن نضع كل الاحتمالات والامور في واقعها، وكل الاحتمالات واردة، وما شاهدناه بالأمس في مصر خير دليل، بخاصة أن لسوريا موقعاً مهماً في اطار الصراع العربي، وطبيعي اذا ما سارت الامور بالاتجاه السلبي واستمرت على هذا النحو، قد تكون لها تداعيات لا نعرف الى ماذا تقود المنطقة.

إن مستقبل المنطقة وخارطتها السياسية والجغرافية يتوقفان على ما ستؤول اليه الازمة السورية الراهنة.

عن المخطوفين اللبنانيين الـ11 ومصيرهم بعدما كثر الكلام الاعلامي حولهم، يقول هاشم:quot; ليس هناك من لبناني مسؤولاً كان أو عاديًا، الا وهو معني بهؤلاء المخطوفين الـ11، هذه القضية أخذت الكثير من الجدل خصوصًا ويبدو أن هنالك نوعًا من التعقيد، ولم تعترف اي جهة حتى الآن واضحة ومعروفة بمسؤوليتها عنهم، ويبدو أن هناك مجموعة من العصابات تتحرك على كل المستويات، وهي متلفتة، أو أن الجهة المسؤولة والمرتبطة بالجيش السوري الحر، تتلطى وراء هؤلاء.

وما ظهر خلال الايام الاخيرة أمر مستغرب عندما يحدد من يدعي مسؤوليته الجهة التي سيفاوضها أو الشخصيات وضمن شروط الافادة، هذا دليل على أن ليس هناك من جهة قادرة على التفاوض مباشرة أو الوصول الى هؤلاء، وللإعلام مساحاته وظروفه التي تسمح له بالوصول الى أي كان.

عن التطورات في المنطقة والتوقع بأي تدخل غربي في سوريا، يرى هاشم أن الازمة في سوريا ليست سهلة، وستبقى ذيولهاوستترك ندبات وآثارًا لما اصاب سوريا وواقعها من خلل خلال هذه الفترة.

والسؤال اليوم كيف ستؤول الامور هناكوعلى أي مستوى، وما هي ابعاد هذه الازمة بخاصة أنها دخلت في اطار لعبة الامم ولم تعد في اطارها القطري أو بما يتعلق بالمجموعة العربية، تجاوزت الازمة ذلك الى الاطار الدولي واصبحت تدور حول الحرب الدولية والصراع الاممي على سوريا اليوم. وهناك اكثر من مؤثر في هذه الازمة، بخاصة مع وجود مصالح على المستويين الدولي والاقليمي، وهذا ما يزيدها تعقيدًا، ويجعلها قابلة للترددات ولوضعها في وضع التوترات الدولية وليس في اطارها المحلي الضيق.