لندن: وجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انتقادات حادة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لتدخله في شؤون بلاده وإلى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي لاصداره فتاوى للجهاد في سوريا والرئيس الصري محمد مرسي لاعلانه قطع علاقات بلاده مع سوريا.

وقال المالكي في كلمة له خلال الاحتفال بيوم الشهيد في بغداد اليوم ان العراق وبالرغم من تحقيق استقراره وتجاوز الكثير من الصعوبات فأنه ما زال امامه الكثير من التحديات والخراب الذي يتطلب توحدا وعملا مشتركا لمواجهته. وهاجم الانظمة الدكتاتورية من دون تسميتها وقال ان الطغاة يخافون من الحرية والنقد فيقمعونهما ويحكمون بالاعدام عل كل من يخالفهم الراي او ينتمي لاحزاب معارضة.

وحذر من أن المنطقة تتعرض لعاصفة من الارهاب والاضطراب وقال ان بلاده وجهت نداءات لدول هذه المنطقة من أجل التعاون لمواجهة الارهاب في العراق قبل أن يعبر اليها. وهاجم المالكي التدخل التركي في بلاده ومهاجمة رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان للاوضاع العراقية وقال إن الشعب التركي قد انتفض ضد سياسات التدخل في شؤون الاخرين التي ينتهجها أردوغان.

وأكد أن العراق يسعى لعلاقات صداقة مع تركيا وإيران والسعودية ودول الخليج لكنه يرفض التبعية والتدخل في شؤونه الداخلية. وتساءل عن السبب الذي يدعو الاخرين لتصوير التظاهرات في العراق على انها انتفاضة وفي تركيا على انها عمليات تخريب للصوص ومجرمين في اشارة إلى أردوغان.

وهاجم المالكي المجتمع الدولي واتهمه بتسييس مواقفه تجاه قضايا حقوق الإنسان والازدواجية تجها موضوع الحريات في العالم وخصوصا في العالم العربي، فيما انتقد بشدة رجال الدين في العالم العربي على تحفيذهم الشباب على quot;الجهادquot; في سوريا والعراق، وطالبهم بإصدار الفتاوى للجهاد ضد إسرائيل.

وفي اشارة إلى فتوى القرضاوي للجهاد في سوريا اشار المالكي إلى أنّ بعض المرجعيات التي كان يعتقد بانها محترمة فاذا بها تظهر وهي هابطة لتصدر فتاوى للجهاد في العراق ومناطق اخرى في اشارة إلى سوريا وتساءل قائلا quot;لماذا لاتصدرون فتاوى للجهاد ضد اسرائيل وتقطعوا العلاقات معهاquot; في اشارة إلى مصر التي اعلن رئيسها محمد مرسي السبتالماضي قطع علاقات بلاده مع سوريا.

وخاطب المالكي دول المنطقة قائلا quot;تعالوا نتعاون لمواجهة الارهاب والقتل في عاصفة تضرب الجميعquot; واشار إلى أنّه لا احد يدرك إلى اين تمضي ومتى واين ستتوقف هذه العاصفة الخطرة.

وشدد على انه ليس في العراق اي سجين راي او سياسي ولكن هناك سجناء متهمين باعمال ارهابية وقال ان بعضهم يحكم بالاعدام لان هذا شرع الاسلام فمن يقتل يقتل لحماية الاخرين من تعرضهم للقتل. واشار إلى أنّه سيجتمع اليوم مع وفد اوروبي برئاسة كاترين اشتون منسقة السياسة الاوروبية التي وصلت إلى بغداد في زيارة غير علنة لبحث قضايا الحكم بالاعدام في العراق داعيا إلى تفهم حقيقة ان العراق بلد مسلم ودينه يقضي بقتل القاتل لحماية الاخرين من اجرامه.

ودعا المالكي الشركاء السياسيين في بلده إلى وضع يدهم بيده لتجنيب العراق خطر العودة إلى الحرب الطائفية التي قال ان احدا لن ينجو منها وإلى مواجه خطر الارهاب الذي قال ان القاعدة والبعثيين والتكفيريين ينفذونه. وانتقد عدم عرض مشروع قانون تجريم حزب البعث على مجلس النواب العراقي لحد الان للتصويت عليه. وقال ان هناك quot;حيتان وأفاعيquot; عادت إلى العملية السياسية وتعمل على إعادة حزب البعث إلى السلطة من خلال ممارسات عديدة وقال انه عاد فعلا حت مسميات وعناوين اخرى.