يريد النظام السوري دخول القابون بأي ثمن، فقصف الحي بالغازات السامة، تمامًا كما قصف زملكا، لكن المعارضة صامدة في الحيين الدمشقيين، تصد كل محاولات التقدم. كما يشرف مطار منغ العسكري في حلب على السقوط بيد الثوار.


بيروت: ما زال حي القابون الدمشقي هدفًا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، يريده بأي ثمن، حتى لو استدعى ذلك ضربه بالغازات السامة. وهذا ما حصل أمس واليوم، إذ قالت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوات النظام قصفت حيي القابون وبرزة في دمشق بغازات سامة، ما أدى إلى إصابات كثيرة بين السكان. وترافق ذلك مع قصف نظامي كثيف للأحياء التي يسيطر عليها الجيش الحر في العاصمة.
وبثت الهيئة العامة للثورة مقاطع فيديو لحالات اختناق بسبب القصف حي القابون بقذائف هاون تحمل مواد سامة.

قتال دمشقي عنيف
كان الناشطون أكدوا في وقت سابق أن جيش النظام قصف بلدة زملكا بريف دمشق بالغازات السامة، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والمصابين، وسط محاولات من قوات النظام، التي تساندها عناصر من حزب الله، لاقتحام زملكا، لكنها جوبهت بمقاومة شرسة من الجيش السوري الحر. وصد مقاتلو الجيش الحر هجومًا كبيرًا لقوات النظام، كانت تحاول فتح الطريق الدولي السريع الذي يسيطر الثوار على مدخله إلى العاصمة في حي القابون، وكبدوها خسائر كبيرة. كما استهدف الجيش الحر للمرة الأولى الفوج 14 في القطيفة بقذائف الهاون.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية أن الجيش الحر يحاول السيطرة على حاجز طعمة، بعد سقوط الأبنية المجاورة له. وحاجز طعمة أحد أهم حواجز النظام على المتحلق الجنوبي، الذي يفصل بين عربين والقابون وزملكا. إلى ذلك، تواصل القصف على الزبداني وعربين وعدد من بلدات ريف دمشق. كما شنت قوات النظام مداهمات واسعة في ركن الدين والميدان، بينما كثف طيران النظام غاراته على بلدات خان الشيح والأحمدية والدير سلمان بالغوطة الشرقية، وعلى مدينة المليحة. كما بث المركز الإعلامي التابع للهيئة العامة للثورة صورًا تبين قيام الجيش الحر بضرب معاقل قوات النظام وعناصر حزب الله في بلدة شبعا، على طريق مطار دمشق الدولي. وقال ناشطون أن الجيش الحر سيطر على بعض المباني التي كان يتمركز فيها لواء أبو الفضل العباس.

منغ على وشك السقوط
في حلب، اشتباكات متقطعة بين كتائب الثوار وقوات النظام السوري في محيط السجن المركزي وفي حي الأشرفية. وكانت قوات النظام قصفت أمس بلدة معرة الأرتيق بصواريخ سكود، بينما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش الحر في حيي الأشرفية والراشدين. وقصف الطيران الحربي محيط مطار منغ العسكري بريف حلب، حيث الاشتباكات متواصلة بين فلول قوات النظام داخل المطار وقوات الثوار التي وصلت إلى مراحل متقدمة فيه. وأكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن جيش المهاجرين والأنصار في حلب فجر مبنى القيادة داخل مطار منغ العسكري، عقب سيطرة المعارضة على جميع مداخله وبواباته، بواسطة عربة مدرعة محملة بأكثر من أربعة أطنان من المتفجرات، استخدمت لنسف المبنى بكامله. وبث ناشطون صورًا لجنود جيش النظام وهم يفرون من مبنى القيادة إلى أنفاق داخل المطار. وبدأ الجيش الحر فجر اليوم الثلثاء عملية عسكرية للاستيلاء على المبنى الأخير في المطار، حيث يتحصن عشرات من ضباط النظام وجنوده.
وفي ريف حمص، قال ناشطون أن معارك عنيفة اندلعت بين الجيش الحر وقوات النظام في أطراف مدينة الرستن. وبث ناشطون صورًا للمعارك هناك، وقالوا أن الجيش الحر استطاع تدمير أربع دبابات داخل كتيبة الهندسة والسيطرة خلال الأيام الماضية على سبعة حواجز أخرى لقوات النظام في أطراف المدينة، وقتل ما يزيد على سبعين جنديًا من الجيش النظامي. كما أشاروا إلى أن قوات النظام تحاول اقتحام مدينتي القريتين وتلكلخ بريف حمص، فقصفتهما الطائرات الحربية تمهيدا لاقتحامهما، لكن الجيش الحر صد الهجوم. وقد حذر ناشطون من تكرار سيناريو القصير في هاتين المدينتين.