1:
المسلم الشيعي ثوري، ثوري جدا، الم يكن تاريخه عبارة عن ثورات واعتصامات واحتجاجات؟ ألم يطلق الدكتور علي شريعتي بيانه الشهير (كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء)، ألم ينقل التراث الشيعي عن بعض الائمة قوله: (القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة)؟ اليس الانسان الشيعي شخصية استشهادية من الطراز الاول؟
إذن هو خطر، خطر على الانظمة، وخطر على الحكومات، وخطر على الغرب، أنه يهدد الكرة الارضية كلها، يهددها بالحروب والدماء والثورات والانقلابات وكل ما يمت بصلة إلى القوة والعنف!
لابد من معالجة هذه المشكلة، كل العالم يجب أن يشارك في حل هذه المشكلة، فالشيعة في العالم يعني أن هناك جمرة خبيثة في قلب العالم، يعني أن هناك خطرا يهدد المعمورة من أقصاها إلى أقصاها.


2:
ما هو الحل؟

لا يمكن قتل الشيعة كلهم، هذه عملية خرافية، وفيما هجرَّناهم من أوطانهم يخلقون مشاكل اخرى، ربما أكثر خطرا، لا يمكن تهذيب عقائدهم، وتلطيف أحكامهم الشرعية، السجن والتشريد والملاحقة والتضييق ليس في صالح خطة كهذه، ربما تنفع لامد زمني قريب، أما لزمن بعيد فهو أمر مشكوك فيه.
ينبغي قتل قيمة الزمن لدى الانسان الشيعي، قتله في الصميم، ينبغي إغراقه بعالم الغيب، الغيب الفضفاض، الغيب المهوس بالرموز، والسحر، والاحلام، والامنيات المؤجلة، شده سحريا الى رموز نهائية، هي كل شي، فيها الخلاص والعلم والمعرفة والنجاة، بل الحياة برمتها، فلا حاجة للبحث في الكون، ولا حاجة لقراءة الواقع، ولا حاجة للخوف من الموت في أي حال من الاحوال، ينبغي تحويله الى انسان طقوسي من الدرجة الاولى، الطقوس هي المصير،هي الجوهر.


3:
كيف؟

ننطلق من ذات عقائدهم، من ذات طقوسهم، من ذات اهتماماتهم، من ذات تراثهم، من ذات أمانيهم واحلامهم!
هل يمكن أن نضع بعض الاسس لكثير من الحكومات والاحزاب والمنظمات والكتل والشخصيات التي ترى في الانسان الشيعي خطرا ثوريا؟
أولا: تشجيع الانسان الشيعي على الاحتفاء بتاريخه الطقوسي إلى أبعد الحدود، بدل أن يكون العزاء الحسيني عشرة ايام، لنشجع على جعله شهرين، وبدل أن يكون العزاء الشيعي على مقتل الامام الحسن يوما ليكن عشرة أيام.
ثانيا: التبرع لكل موكب عزاء بكل ما تحتاجه (سُفرة الحسين) خاصة التمن والدهن، ومن ثم تزويد كل موكب بالاف الزناجيل والاف القامات ومساحات كبيرة من القماش الابيض، وحضور المسؤول الحكومي أو الحزبي الكبير مشاهد العزاء ضروري في مثل هذه الحالة، بل يجب أن تعلق عطلة رسمية، ولا ننسى توزيع الاعلام بشكل واسع وطاغ.
ثالثا: بث الكرامات والمعاجز فيما يخص أهل البيت من خلال سيل هائل من الكتب الكبيرة والصغيرة والمتوسطة، على أن تكون هذه المعجزات والكرامات بحجم متقادم، وتحويلها الى مادة بحث وقراءة وتدارس في داخل الاروقة الشيعية.

رابعا: تكريم اصحاب العزاء وارباب الاحتفالات من مؤسسين ورواد وقراء ومشجعين، تكريمهم بالمال والجاه، ويكون الحال افضل فيما لو اضفينا عليهم شيء من الوجاهة عند السلطان، وأن يكون وساطة خير لبعض الشيعة.\
خامسا: التشجيع على زيارة المشي، المشي لأيام، زيارة الحسين عليه السلام، كذلك الامام الكاظم والرضا في ايران، وكل إمام من الائمة فيما كانت الظروف متوفرة، على أن يشارك مسؤول المشاة بشكل رمزي، ولا بأس أن تدمع عينه في الاثناء.
سادسا: كل وفاة امام عطلة رسمية، للشيعة فقط، عطلة رسمية للشيعة وحسب، وفي المناطق التي يكثر فيها الشيعة، وبالتالي ينعم الشيعي باكبر عد د ممكن من العطل الرسمية باسم مذهبه وتراثه.
سابعا: هناك حوارات تجري بين أرباب العزاءات والمقاتل والزيارات والاحتفاءات بان يكون من حق كل امام من الأئمة عليهم السلام عشرة ايام، عزاء، وقراءة، واحتفاء، المطلوب تشجيع الفكرة، بل الحث عليها، وتذكير الانسان الشيعي بان هذه العطل حق، وان التعطيل بسبب وفاة احد الأئمة يجلب الخير والبركات، ويحفظ البلاد والعباد من سخط العليم الجبار.
ثامنا: التشجيع بل بذل المال من أجل تأسيس المزيد من القنوات الفضائية المختصة بكرامات وافكار ومذهب اهل البيت، على ان تطغي المادة الطقسية على المواد المعروضة في هذه الفضائيات.
تاسعا: ترسيخ ثقافة الاستشهاد في الذات الشيعية، الاستشهاد قدر، ومن يتخلف عن الاستشهاد فهو لم يعرف عليا، ولا الحسين، ومن ثم تكريس هذه الثقافة عمليا، في مواجهة الامريكان في العراق، في تحرير فلسطين، في الدفاع عن المظلومين في افغانستان... دم... دم... فان القتل للشيعي عادة، وكرامته من الله الشهادة.
عاشرا: تعميم ثقافة بحار الانوار، بكل اجزائه، بكل احاديثه، بكل رواياته، الدفاع عن بحار الانوار علميا وروحيا، طبعه بحلة أنيقة، مذهبة، وباسعار رخيصة، وتوصية علمائية با قتناء الكتاب العظيم.


4:
بهذه الخطة نكون قد خلقنا انسانا شيعيا محنطا، لا يطالب بحقوقه المدنية لانّه انغمس في ممارسة حقوقه الطقوسية، الحقوق الطقوسية هي الحياة بالنسبة للانسان الشيعي، نكون قد حنطنا العقل، عقل هذا المسكين، فهو يفكر بالدم وليس بالارض، يفكر بالغيب وليس بالواقع، يحلم ولا يعمل، ومن المستحسن أن نختلق بين فترة واخرى مقبرة جماعية كي يرتاح الا نسان الشيعي، فهو يحزن فيما إذا لم يعثر على مقبرة جماعية شيعية جديدة، نكون قد سلبنا الزمن من فكره، الزمن تحول الى طقس.
لنحسب كم يوم يمشي الشيعي لزيارة العتبات المقدسة، ولنحسب كم يوم يعطل الانسان الشيعي في المواسم الشيعية، ولنحسب كم يصرف الشيعي من طاقات عقله في تغطية هذه المناسبات، ترى ما هي النتيجة؟
انسان شيعي معطل!
غدا نشيع مئات بل آلاف الشباب الشيعي دفاعا عن القيم والوطن والبلاد والعباد والدين والحدود والسدود...
كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء...