لا أستغرب الصدمة التي حلت علينا برحيل د. نصر حامد أبو زيد، هذه من طباعنا الاصيلة فإذا لم نصدم فنحن بالتأكيد لم نعد عرباً!!
نبث أخبار رحيله على المحطات التلفزيونية ونستخدم أرشيفنا التلفزيوني فنعيد بث كل مقابلاته وكلامه وأفكاره.. ولكن مع الفارق أننا الآن ندقق بكلامه ونفكر بما طرحه!! والغريب أن المحطات التلفزيونية والصحف لم تعد خائفة من الحديث حول قضيته الجدلية التي على أثرها رحل عن مصر الى غربته القسرية في هولندا!!
لماذا لم يكثف الإعلام حملته الإعلامية حول أبو زيد عندما تم تكفيره وتفريقه عن زوجته!! هل كان سيحدث فرقا؟ نعم وبكل تأكيد.. ألم يستطع هذا الإعلام ذاته بأن يجذب المشاهدين حوله طيلة أيام المونديال!! ألم ينجح في أن يشحن المشاهدين كل وفريقه!! ألم يعد العدة لإستقبال المونديال!! والترويج لكل فريق ولكل لاعب وكم هدفاً سجل وكم قطعة لحم تناول وكم نفس تنفس أيام المونديال!! ألم ينجح هذا الإعلام ذاته أن يجعلنا نحفظ عن ظهر قلب أسماء اللاعبين بالرغم من عدم إنتمائهم الى القبيلة العربية!! أين كان هذا الإعلام عند تكفير أبو زيد؟ لماذا لم يهتم بعودته الى وطنه؟ لماذا نسيه في غربته القسرية ونسي أهمية فكره؟
إن غداً لناظره قريب.. سنرى إسم إبو زيد على أحد شوارع الدول العربية أو على ميدان أو سيقيم أي معرض كتاب قادم إحتفالية له!!
الآن نبحث عن كتبه وأبحاثه فهي اصبحت مهمة.. وحتى من قام بتكفيره نفى ذلك جملة وتفصيلا!! إذا كان الاستاذ عبد الصبور شاهين لم يكفره ولا يقبل مبدأ التكفير على حد قوله لماذا لم يقف في ذلك الوقت بوجه من كفره؟ لماذا لم يعلو صوته ويرفض التكفير آنذاك!!
الآن سترتفع مبيعات كتب أبو زيد ولا أستبعد أبداً أن تمتلئ واجهات دور النشر بكتبه وأن تتم ترجمتها الى جميع لغات العالم دون الخوف من مساءلة من جهة دينية أو سياسية فنحن من أكفأ الشعوب التي تقتات على جثث مواطنيها!!
نعم مواطن.. د. نصر حامد أبو زيد مواطن عادي.. مخلص لعمله الفكري والثقافي، فكل مواطن مخلص لعمله سيتعرض للمتاعب وهذا ما حدث معه على حد تعبيره، لانه مثقف ومفكر وباحث مخلص لعمله فقد تعرض للمتاعب!! فهو يعتبر أن الإخلاص للعمل نوع من المواطنة في ظل شعوب تفقتد للمواطنة الحقيقية وتعيش في مواطنة شكلية!!
quot;العقل والنقدquot; ينظر اليهما شذراً في القبيلة العربية..اجتهد ابو زيد واستخدم العقل في أبحاثه..كان بالإمكان أن يتراجع عما طرحه فيما بعد بحثاً لا خوفاً إذا كنا استخدمنا معه أسلوب موضوعي في مناقشة الأفكار.. ولكن بما أننا مقتنعون بأننا مسلمون وأننا كعرب أصل الإسلام ومع ذلك لا نعرف أي شئ عن الفكر الإسلامي خارج البلاد العربية فبالتأكيد سنلجم عقل أي باحث أو مفكر على حد تعبيره!!

[email protected]