حدثان بارزان في الصين وباكستان سلطت وسائل الإعلام الأضواء عليهما قبل ساعات، الأول هو الاحتفال بعيد quot; الموتي quot; والمعروف بعيد quot; الصفاء والنقاء quot; أو عيد quot; كنس القبور quot;، حيث أقيمت طقوس تقديم القرابين لحكيم الصين العظيم quot; كونفوشيوس quot; (551 ق. م- 479 ق. م)، في مدينة تشيفو بمقاطعة شاندونج شرقي الصبن (مسقط رأسه)، حضرها ثلاثة آلاف من كبار الضيوف وممثلون عن أحفاد كونفوشيوس وسط عزف موسيقي مهيب.
بدأت طقوس تقديم القرابين في عام (478 ق.م)، بعد سنة من وفاة كونفوشيوس، وتقام في الربيع والخريف من كل عام منذ عهد أسرة quot; هان quot; الشرقية (25 ndash; 220)، وتوقفت هذه الطقوس في الصين قبل خمسين عاما ثم عادت لتمارس من جديد في احتفال كبير منذ العام 2008.
الحدث الثاني : تفجيران انتحاريان في ضريح الصوفي (أحمد سلطان) في ولاية البنجاب بباكستان، حيث أعلنت طالبان مسئوليتها عن الهجوم الذي أسفر عن 41 قتيلا و70 جريحا.
قبل هذا الحادث بأيام اعتدت بعض الجماعات السلفية في مصر علي أضرحة وقبور يتبرك العامة بها في بعض محافظات الدلتا، وهددت هذه الجماعات في منشورات وعبر وسائل الإعلام بهدم مساجد الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة والسيدة عائشة، علي اعتبار ان من يصلون في هذه المساجد يقعون في الشرك بالله.
ورغم تجريم مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر quot; شرعا وعرفا وقانونا quot; هذه الاعتداءات والتهديدات، فإن المشهد الإعلامي العالمي تفنن في المقارنة بين الصينيين الذين يكنسون القبور ويحتفلون بالموتي، وبين طالبان والسلفيين الذين يقتلون quot; الأحياء quot; وينتقمون من الموتي!
المقارنة أعادت التذكير بهدم تمثالي quot; بوذا quot; المحفورين في جبال (باميان) في أفغانستان قبل سنوات، وحديثا هدم كنيسة في قرية صول بأطفيح إحدي مراكز محافظة الجيزة في مصر، لما فيهما من تهديد خطير لقيم الحضارة الإنسانية وجرح المشاعر الدينية للبوذيين في الصين والهند واليابان وغيرها، فضلا عن المسيحيين في مصر والعالم.
لكن الرسالة الأهم من هذه المقارنة هي أن الإرهاب الدولي متمركز في أفغانستان وباكستان علي وجه التحديد، وأن هدم الأصنام في عقول طالبان والأوثان في صدورهم هو ما يجب فعله الآن علي وجه السرعة، فالحرب القادمة هي quot; حرب العقول quot; وهي ليست حربا ضد الإسلام وإنما ضد الأصولية الإسلامية والفكر الديني المتطرف.
البارونة quot; سعيدة حسين وارثي quot; عضو مجلس اللوردات ورئيس حزب المحافظين في بريطانيا، تنحدر من الجزء الباكستاني في اقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان، هي أول وزيرة مسلمة في جكومة quot; ديفيد كاميرون quot; رئيس الوزراء البريطاني، في سابقة هي الأولي من نوعها في تاريخ المملكة المتحدة.
quot; وارثي quot; سعت للتواصل المباشر مع سكان مدينة (لوتن) ذات الجالية المسلمة الكبيرة، فتم ضربها بالبيض في رأسها من قبل مجموعة من الملتحين الباكستانيين الذين نعتوها بألقاب مشينة أمام الكاميرا وقالوا أنها : لا تمثل المسلمين لأنها بلا نقاب ولا تقر في بيتها!
لم تيأس البارونة من الدفاع عن مصالح ذوي القربي وصورتهم أمام الرأي العام، رغم اهانتها المسجلة بالصوت والصورة علي مواقع الأنترنت، فقد أثارت ضجة كبيرة مؤخرا بسبب تحذيرها من أن الشعب البريطاني أصبح معتادا علي الاساءة الي المسلمين، وهو حال معظم الأوروبيين اليوم شعوبا وحكاما، ومن يتابع تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني كاميرون، لابد وأن يتأكد من أن هناك تحولا رسميا في النظرة إلى التعددية الثقافية التي ميزت أوروبا قرونا، وقد يتساءل في داخله قلقا وخوفا علي هذه quot; التعددية quot; الثقافية والدينية والعرقية، قائلا : هل يطوي المجتمع الأوروبي صفحة من تاريخه ؟

[email protected]