يبقى الحديث عن المصدر الذي ياتي منه هؤلاء الاتباع الذين يصطفون مع الطاغية يحتاج وبعد اربع مقالات خصصتها له، الى مزيد من الاستكشاف والاستقصاء، لمعرفة هذا المصدر وايضا لسبر اغوار هؤلاء الناس الذين يسخرون انفسهم طواعية لتنفيذ ابشع الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية، دفاعا عنه، بدءا من قتل المدنيين وذبح الاطفال واغتصاب النساء من اهلهم وابناء وبنات بلادهم، الى تعذيب وقتل الاسرى، ومهاجمة المستشفيات لاختطاف الجرحى، مما يؤكد منذ البداية ان ثمة حالة مرضية يعاني منها كثير من هؤلاء المنفذين لاوامر العته والاجرام، ولكن الحالة المرضية لا تكفي وحدها لتفسير هذا الاصطفاف مع نظام الدم والطغيان، كما لا تكفي حقيقة ان بعض هؤلاء الجنود التابعين لكتائب النظام يرتكبون جرائمهم تحت تأثير حبوب الهلوسة وحقن وعقاقير التخدير، لان لهذه الحبوب والحقن مدى معين للتاثير يفيق بعدها الانسان ويدرك ما فعل فيمانع ويرفض الاستمرار، علما بان اغلب هؤلاء المنفذين لجرائم الطاغية هم بعض من ضحاياه، جاءوا من اوساط عانت الفقر والبؤس والحرمان بسبب ظلم النظام لها وحجبه لترواث الوطن من الوصول اليها والى غيرها من هذه الفئات الشعبية في القرى والارياف التي يستخدم بنيها وقودا لمعاركه ومتطوعين لتنفيذ جرائمه، وبدلا من ان يكون الرد على ما سامهم من عذاب وهوان هو الانضمام للثائرين عليه،وهو الوضع الطبيعي لمن كان ينتمي لمنبتهم ومستواهم الاجتماعي، اسوة بامثلهم من ابناء الطبقات المحرومة ممن صنعوا الثورة، فانهم، ودون تدبر في اوضاعهم او نظر للمصير الذي ينتظرهم، يناصرونه ويصنعون من انفسهم سور الحماية الذي يصد هجمات الثوارعليه، وبذل الارواح في سبيله، فهل يصلح حقا ما سقناه سابقا عن بلادة الحس والجهل واخلاق الدهماء كما تقول كتب التراث، تفسيرا لهذا التفاني في خدمة الطاغية الى حد الموت دفاعا عنه، واذا كان هذا الاصطفاف مع الطاغية مفهوما في انظمة كثيرة اخرى، واجهت ثورة الشعوب كما في حالة حسني مبارك وبن علي وعلي عبد الله صالح وبشار الاسد، وقبل هؤلاء صدام العراق، لوجود بعض المزايا التي تبرر لفئات من غير الطبقة الحاكمة الانضمام له، اذ لكل هذه الانظمة هامشا صغيرا مضيئا وسط رقعة كبيرة من السواد، سواد القمع والفساد والظلم، ليس موجودا في النظام الليبي، الذي يمثل حالة خاصة حتى في انظمة القمع والطغيان، فان هناك لدى جل هذه الانظمة ان لم يكن كلها، اعترافا بالرأي الاخر واقرارا بامكانية ان يكون للمواطن رايا يختلف عن راي النظام او رئيس النظام، فحزب البعث الذي يتولى القيادة في سوريا كما كان الحال في عراق صدام، يتآلف مع احزاب تعترف له بحق القيادة لكنها تتبني فكرا مخالفا له، فهناك احزاب ذات اجندات مختلفة يعترف بها النظام، وهناك احزاب في مصر، وفي تونس وفي اليمن، تتبني منهجا معارضا بل هناك، كما في مصر، حراك سياسي يعادي الرئيس واسرته ويطالب بانتهاء حكمه كما هو الحال مع حركة كفاية التي تجاهر بعدائها للرئيس، ولكن النظام الليبي، لم يكن يتيح ترف الاختلاف، ولا علاج،كما تقول المقولات الفقهية التي تعتمدها اللجان الثورية دستورا لعملها، الا التصفية الجسدية لمن يجاهر باي فكر يخالف فكر النظرية الجماهيرية والكتاب الاخضر وسلطة المؤتمرات واللجان الشعبية، وهكذا ذهبت فرق الاغتيالات تقتل المعارضين لا في طرابلس وبنغازي، حيث اقيمت لهم المشانق واخترقت اجسامهم اطلاقات فرق الاعدام، ولكن في شوارع روما وباريس ولندن واثينا والقاهرة وبيروت وغيرها من مدن العالم، وفي حين حرم النظام الليبي فئات الشعب من الاستفادة من عوائد النفط، فان انظمة اخرى كانت، برغم الفساد تسعي لتحسين مستوى الخدمة والاداء بما توفر للمجتمع من ريع وايراد، ويكفي ان نقول ان انعدام الخدمات الطبية في ليبيا جعل الليبيين يلجأون لكل من تونس والاردن ومصر يلتمسون في مستشفياتها علاجا لا يجدونه في ليبيا البلد النفطي، وفي حين انعدم انعداما كاملا وجود اي منبر صحفي او اعلامي يخالف جوقة الاعلام الرسمي، فمن المعلوم ان في كل من مصر وليبيا وربما سوريا واليمن مجتمعا مدنيا يملك عددا من المنابر الصحفية، بعضها يتكلم بلسان احزاب المعارضة، بل وهناك محطات تلفزية خاصة تبث برامج تعارض الحكومة كما في مصر بينما يصل الحال في ليبيا الى ان الحاكم عندما يبشر شعبه بالانفتاح وانشاء صحف غير حكومية فهو يعهد بهذه المهمة لابنه ( ولا احد غيره) يتولى انشاء صحف تابعة له ومحطة للتلفاز ويطالب الناس بالخروج للشوارع فرحا وبهجة بهذه الفتوحات الجديدة في حرية القول والتعبير، ويسمي اعلام الابن اعلام الغد، لانه بمثل ما صادر اعلام الامس لصالحه، اراد ايضا ان يصادر اعلام الغد ويجعله حكرا للطاغية واسرته، واذا كانت انظمة القمع في مصر وتونس واليمن وسوريا وعراق صدام، قد اقفلت منابع الابداع، فانها تركت لبعض الموهوبين من ابناء المجتمع حق التعبير عن مواهبهم على الاقل في مجالات فنية وادبية ورياضية، فراينا نجوما كبارا في هذه المجالات تصدر اشعاعها من كل هذه البلدان، ما عدا ليبيا، فقد وصل الامر بالنظام الليبي ان يقفل النوافذ والابواب حتى امام الموهبين في مجالات الرياضة او الغناء او التمثيل، ويخصص ادارة في الامن الداخلي يسميها ادارة محاربة النجومية، لمنع ظهور اي انسان موهوب، اذ كان ممنوعا، وبامر الحكومة، ان يحقق الانسان تفوقا او نجاحا او يصنع لنفسه اسما في اي مجال من المجالات وكان الشعار المرفوع علنا امام العالم اجمع هو quot;لا نجومية في المجتمع الجماهيريquot;، وطبعا لن تسع هذه المساحة لكل ما احتواه السجل الاجرامي للنظام الليبي من اعمال تفوق في شدة قمعها وقهرها كل انظمة الطغيان الاخرى في المنطقة العربية، وهذه مجرد عينة لما يحدث في جماهيرية العقيد، اذكرها على سبيل المثال وليس الحصر، وفيها ما يكفي لان يجعل كل مواطن ليبي، يملك ثأرا شخصيا ضد هذا النظام الذي اغتصب حقه في الحياة الكريمة وحقه في المستوى المعيشي الراقي وحقه في التعبير عن نفسه وتحقيق ذاته، واقفل امام وجهه كل الفرص والافاق، ويجد فيها حافزا قويا للانظمام للثورة ضد الطاغية ساعة انفجارها، وهو ما فعلته الاكثرية من ابناء الشعب، باستثناء هذه الفئة الضالة التي تمكنت منها عوامل القهر والخوف والرعب علاوة على الجهل وبلادة الحس واخلاق الدهماء كما اسلفنا القول، فانحازت ضد مصالحها وانضمت رغم وجودها في شرائح المتضررين، الى جمعية المنتفعين من النظام وازلامه واجهزة قمعه وسلطته، ممن ياتي دفاعهم عن النظام دفاعا عن انفسهم وعن جرائمهم لانهم يشكلون جزءا عضويا من النظام، بعكس هؤلاء البؤساء ممن يجب ان يكونوا جزءا من الثورة ضد النظام لا معه.
وهنا لابد من القول، في مجال الاختلاف بين النظام الليبي وبين نظائره في الطغيان، انه نظام بزها جميعا في سنين الخبرة الطويلة التي اكتسبها في قمع المواطنين وقهرهم وكبث حريتهم، فقد قضى طاغية ليبيا في الحكم مدة تساوي ضعف مدة بن علي مثلا ومرة ونصف مدة مبارك وعبد الله صالح وثلاث مرة مدة بشار الاسد، واكتسب خلالها خبرة في تجنيد العبيد وشراء الرقيق من البشر، وهذه نقطة القوة الاولى، الثانية انه الدولة الريعية الوحيدة بين انظمة الطغيان، التي تملك كنوزا في باطن الارض، تمده بدخل يصل الى مليار دولار في الاسبوع الواحد، يستلمها في يده ويضعها في رصيده بحيث لا وجود لاي شريك له في صرفها ولا حسيب ولا رقيب بعده او قبله يساله كيف يقوم بانفاقها واين ولماذا وماذا يفعل بها، بل كان يصدر تعليماته للخزينة العامة ان تبحث عن سد مصاريف الدولة ونفقاتها من الضرائب والجمارك والجبايات الاخرى وان تفعل ما تفعله تونس او مصر او مالطا ممن لا دخل لها الا انتاج مواطنيها، مسميا ثروة النفط quot;المجنب quot; لانه يخاف على الشعب من ان يفسده الدلال وتقضى ثروة النفط على خشونة حياته وصلابة معدنه، وهو كنز لا يملكه الطغاة الذين تتم مقارنته بهم، ولا يستطيعون مثله شراء الذمم بمثل هذه الثروات الطائلة والموارد التي لا تنفد، نقطة القوة الثالثة، هي الاسراف في استخدام القوة، للترويع والارهاب وزرع عامل الخوف في القلوب، بمثل ما لم يفعله غيره من طغاة الوطن العربي، فلم نر مثلا مبارك او بن علي ينصب المشانق في الجامعات والاسواق ويغتال المعارضين في مقاهي روما، بمثل ما حدث في ليبيا، وفي حين قاومت تلك الانظمة المظاهرات بخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع قبل اللجوء الى الرصاص الحي، فان النظام الليبي كان الوحيد الذي اختزل هذه المراحل وذهب مباشرة ومنذ اول مظاهرة الى الرصاص الحي، وهو ما كان يفعله في ازمنة سابقة لاي شغب يحدث حتي لو لم تكن مناسبة سياسية وانما كروية رياضية، كما حدث في احدى المناسبات التي سقط فيها عشرات القتلى اثناء مباراة لكرة القدم.
نقطة القوة الرابعة انه لم يكن نظاما تقليديا عاديا يؤمن بتناوب السلطة وتداول الحكم، وانما كان واضحا منذ البداية بانه النظام الابدي الذي جاء ليبقي رافعا شعار الفاتح ابدا، حاملا الحلول النهائية، ليس للمجتمع الليبي فقط وانما للبشرية جمعاء، الحل النهائي لاداة الحكم، وسقف العالم في الحرية هي السلطة الشعبية التي لا تعترف بوجود فرصة للتغيير او التبدل او التناوب، ومعنى ذلك انه نظام كان يعلم انه باق ودائم وهذا البقاء والدوام يقتضى ان يقطع دابر اية معارضة، ويقتلعها في مهدها، ولا يسمح بوجود بذرة صغيرة في الارض، ويقوم بعمليات مسح وتمشيط بدءا من المدارس الابتدائية، خاصة وان رئيس النظام يقول عن نفسه انه بدا تاسيس الخلايا الثورية منذ ايام المدرسة الابتدائية، فكيف اذن يمكنه ان يسمح بان تتخلق او تتكون مثل هذه الاجنة في رحم مراحل التعليم الاولية او رياض الاطفال، نقطة القوة الخامسة هي السلطة الفردية المطلقة، سلطة اشبه بالطلقة الحارقة الخارقة، لانه لا وجود لاي نظام او مجموعة او طبقة، فهي سلطة فردية، وهي سلطة مطلقة لا تخضع لادني درجة من المحاسبة، ففي تونس او مصر او سوريا او اليمن احزاب وبرلمانات ومجالس وزارية ومجالس ربما عشائرية وعسكرية اما في ليبيا فلا وجود لاي سلطة، غير سلطة القائد، فكلمته قانون، فوق القانون، وهو ما ينص عليه بيان سلطة الشعب وما يسمى توجيهات القائد، وجلسات المحاسبة فيما يسمى مؤتمر الشعب العام تبدا بمحاسبة اللجان عما فعلوه بتوجيهات القائد، وهكذا فهو هنا لا سلطة قبله ولا بعده ولا فوقه انه الاول والاخر والظاهر والباطن بعد الله سبحانه وتعالى. نقطة القوة السادسة،ان الخراب لم يلحق المؤسسات الدستورية فقط، بل المؤسسات الادارية والعسكرية فليس في ليبيا جيش بالمعنى المفهوم للجيش وانما تجمعات تتبع له في الحرس وكتائب الامن، كما لا وجود لبنية ادارية او مدنية بحيث كل شيء معلق بالقائد وكل مرجعية تعود اليه ولا عاصم الا هو ولا اعتماد في حياة الاعوان والازلام والخدم وخدم الخدم وازلام الازلام الا هو، بحيث يبقى الولاء حكرا له وعليه، بعد ان تم خلال اربعة عقود ونيف من التدمير، تجريف البنية الادارية والمدنية والعسكرية بل تجريف الاهداف والمباديء والولاءات الوطنية ليتم تعليبها واختزالها في شخص القائد،، النقطة السابعة، وهي نقطة تفوق كل النقاط الاخرى قوة، وتفوق الانظمة الاخرى جبروتا، تكمن في لا اخلاقية النظام الليبي، وهذه اللا اخلاقية تتجلى فيما صار معروفا عن التعليمات التي تتلقاها كتائب النظام عن الحرق والمحق والقتل والاغتصاب ورمي النار العشوائي على المنازل والعائلات والمستشفيات والمصانع والمخابز وهو ما تم توثيقه وتسجيله ووصل الى محكمة الجنايات الدولة كما يقول نائبها العام السيد اوكامبو، وهو نسق وسياق سار فيه النظام الليبي منذ البداية وليس امرا طارئا جاءت به ظروف الحرب ضد الشعب، لا بل ان هذه الحرب نفسها ليس الا جزءا من هذه الصيرورة الملازمة للنظام، والتي ولدت مع ميلاده، حيث عمد منذ البداية الى تحطيم المنظومة الاخلاقية للمجتمع الليبي، وتمزيق نسيجه الاجتماعي، وتفكيك البنية التي تقوم عليها الاعمدة التي تشده الى بعضه بعضا، ليسهل عليه الاختراق واقامة قواعد لوجوده داخل المجتمع ووضع ايدولوجية بائسة من تاليف راس النظام تكون غطاء وبديلا، ويصبح الولاء لها بدلا من كل ما كان موجودا من ولاءات على مستوى العلاقات الانسانية الاجتماعية والعائلية، معززا هذا كله بجعل مؤسسة الفساد هي التي تدير البلاد والعباد وتستقط حتالة البشر لمباشر المؤسسات بدعم ومؤازرة واشراف المؤسسات الامنية المتعددة وما تجيده وتتفنن في استخدامه من مستويات من الاداء القمعي، واكثر هذه المؤسسات رعبا وشرا مؤسسة اللجان الثورية وما اعتمدته من اساليب همجية لزرع الخوف وما مارسته من سياسات ممنهجة للعنف والارهاب وما قامت به من برامج لغسل عقول الشباب في المعسكرات الثورية الشبابية والطلابية وغسل عقول الاطفال في المدارس الابتدائية ورياض الاطفال او في مخيمات ومعسكرات تقام لهذا الغرض مثل براعم واشبال الفاتح، والسعي دائما لجعل هذه المناهج والبرامج تتمحور حول راس النظام وخلق شخصية مؤلهة لهذا الكائن البشري الممسوخ فيما يسمى بالاجنبي Cult-figure واستخدام ترسانة من اغاني الاطفال التي تستهدف غرس حب الزعيم في عقول هؤلاء البراعم مثل اغنية quot; بابا معمر يا غاليquot;
هذه هي نقاط القوة التي تفوق بها النظام الليبي على غيره من الانظمة بحيث يجعل هؤلاء الاتباع ينسون همجيته وقسوته واذلاله لهم وحرمانهم من ثروتهم وكرامتهم وحريتهم، فياتون حتى في وقت الفرز و الثورة التي تخوضها قطاعات كثيرة من الشعب ضده، يختارون الاختيار الخاطيء الذي يناقض مصالحهم ومصالح الشرائح التي ينتمون اليها ويصطفون معه بل ويبذلون حياتهم دفاعا عنه، ولا ادري ما هي الصدمة التي ينتظرونها للعودة الى وعيهم او عودة هذا الوعي اليهم، واغلب الظن انهم يصطفون مع النظام ويدافعون عنه بوهم انهم يحسبونه منتصرا، فقد راوه دائما مهيمنا كبيرا يسد الافق شرقا وغربا وشمالا وجنوبا حتى لا يكاد يترك ثقبا في السماء ياتي منه الهواء او يتسلل منه النور، فنبت في ادهانهم انه نظام لا يهزم ولا ينكسر وان رئيسه لا ينتهي ولا يموت، وبهذه القناعة ينخرطون في خدمته، ويمنون انفسهم بانهم سينالون المكافاة اذا كتبت لهم النجاة عند حلول يوم النصر العظيم، ولكن الصدمة التي تنتظرهم، ولعلها بدات تتسلل الى عقول وقلوب بعضهم، ان العكس هو الصحيح، وان المعركة التي يخوضونها معركة خاسرة، وان هزيمة النظام قريبة جدا، وان النصر حليف الثوار باذن الله، وان النظام الى زوال ورئيسه في طريقه الى الهروب وان لم يهرب فسيتم القبض عليه للمثول امام المحاكم ونيل القصاص العادل الذي يستحقه، فماذا تراهم فاعلون؟ اليس الافضل لهم النجاة بانفسهم منذ الان؟ والهروب فورا من معسكر الطاغية واستباق وقت الهزيمة قبل فوات الاوان ؟ حيث لن يبقى امامهم اي سبيل للنجاة، اليس ذلك اجدى وانفع لهم؟ ام تراهم سيظلون في غيهم يعمهون؟
[email protected]
www.ahmedfagih.com