هل تركيا هي بمنأى عن ربيع ثائر على غرار الربيع العربي؟

هذا امر يبقى عائداً الى حكمة وعقلانية الحكومة والدولة التركية.

لست ادري لماذا سُميتْ ثورات المنطقة بالربيع؟. قد يكون السبب ان الربيع يفجر كل الينابيع والطاقات لتزدان الدنيا بالورود والرياحين بعد خريف وشتاء قاسيين.
ام ان السبب هو البرق والرعد والعواصف الربيعية والتي تأتي فجأة وعلى حين غرة في يوم كان مشمساً ودافئاً حتى لحظة تجمع الغيوم و لمعان البرق؟.

السيد رجب طيب اردوغان رئيس الحكومة التركية قدم نصائحا هامة الى حكام الدول التي داهمها الربيع وبشكل خاص مبارك والاسد يحضهم فيها بالامتثال الى ارادة شعوبهم وعدم اللجوء الى العنف وسفك الدماء والتي تؤدي بالنتيجة الى فقدان الشرعية ويدخلون في عداد المجرمين والقتلة مطلوبين للعدالة حتى على المستوى الدولي.

الكرد في تركيا سيطالبون بحق تقرير المصير في حال فشل التوصل الى حل عادل للقضية الكردية. لو خرج الكرد في المدن الكردية وعلى رأسها دياربكر و quot;وانquot; وو..... وكذلك في المدن التركية الكبيرة مثل استانبول وازميرر واضنة وغيرها، سوف تبلغ اعداد المتظاهرين في يوم واحد اضعاف كل المتظاهرين الذين خرجوا في كل من تونس ومصر وليبيا وسوريا مجتمعة خلال شهركامل.

هذه ليست مبالغة، بل حقيقة وكذلك تواضع في الرقم.

اذا كان هناك من يشك في ذلك عليه العودة الى قراءة ماورد في الجرائد التركية التي صدرت في اعياد النوروزهذا العام والاعوام السابقة ويتأكد من خروج عدة ملايين من الكرد للاحتفال فقط في ذلك اليوم.
كذلك نجد ان النجاح الكردي الساحق في الانتخابات التي جرت قبل اسبوعين هو برهان ملموس لمس اليد لا يمكن دحضده.

هل ستُقدمْ الدولة التركية على استخدام العنف وسفك الدماء وقتل الآلاف من الكرد المطالبين بحق تقرير المصير؟. بكلام آخرهل سترتكب الدولة التركية نفس الافعال التي نهتْ الآخرين عنها وحذرتهم من عواقبها الوخيمة؟.
دونما شك سيجد السيد اردوغان كثيرين ممن سيسدون اليه نفس النصائح التي قدمها هو بالذات لطواغيت المنطقة. بأي وجه سيخاطب السيد اردوغان العالم حينئذ؟.

الكثيرمن قوى المعارضة السورية وضعت كل البيض في السلة التركية دون ان يضعوا في الحسبان ان تلك السلة هي سريعة العطب امام انتفاضة أي كردية.

ولكن لابد من قول الحقيقة، حيث ان تركيا ليست دكتاتورية كما ان السيد اردوغان ليس حاكماً فرداً وانما يأتي الى السلطة عن طريق انتخابات حرة يشهد عليها الجميع.

قبل ان تتكاثف الغيوم الكردية في السماء التركية في هذه الايام المشمسة وتتحول الى عواصف رعدية يأمل الجميع ان يستغل السيد اردوغان الفرصة التاريخية بعد فوزه الكبير في الانتخابات الاخيرة للوصول الى حل القضية الكردية والتي تشكل عقبة كأداء في دخول تركيا الى نادي الدول الكبرى في العالم.

حل القضية الكردية في تركيا يعني في نفس الوقت حل قضية اربعين مليون كردي يعيشون في المنطقة.


طبيب كردي سوري