لا ادري ما هو مصير طيب الذكر السيد محمد سعيد الصحاف وزير اعلام صدام الذي كان يدعي الانتصارات المزلزلة على العلوج، وطردهم مدحورين الى ما وراء البحار، بينما كانت بنادق العلوج تلامس ظهره، والجنود العلوج يحيطون به، ويصطادونه مثل الفأر، كما اصطادوا، بعد ايام من هروبه داخل جحر من الجحور، سيده الرئيس المشنوق صدام حسين، رحمه الله، الفرق بين صحاف العراق وصحاف ليبيا السيد يوسف شاكر ان البنادق التي تستعد لكي تحاصره هذه المرة في طرابلس، ليست بنادق العلوج وانما بنادق ثوار البلاد من ابناء ليبيا الحرة، راجيا ان يكون مصيره مثل مصير سلفه الصحاف الذي عاملوه بازدراء واحتقار فلم يقبضوا عليه ولم يحاسبوه مثل بقية زعماء النظام، لانه في النهاية ليس الا فقاعة مملوءة بالهواء، يثير ضجيجا فارغا ويطلق مع موجات الاثير مجموعة من الاكاذيب الفاقعة المفضوحة التي تثير الضحك اكثر مما تضيف شيئا الى معركة اسياده في معسكر الطاغية، المهم ان صحاف النظام الليبي خصني بوصلة ردح في القناة الفضائية الرسمية الليبية اي اذاعة الجماهيرية العظمي كما يسميها النظام، او قناة القنفوذ كما يسميها المتفرجون، ولان السيد شاكير ليس في جعبته، ولا في ذهنه الفارغ، ولا حصيلته الثقافية والعلمية، الا مجموعة من الشتائم والمفردات البذيئة التي استخدمها مع ابطال الثورة الليبية من قبلي، فانه لم يزد على ان خصني ولمسافة نصف ساعة، بعدد من هذه الشتائم والمفردات القميئة التي استحي من انعته بها، رغم انها تليق به ويليق بها اكثر من اي انسان اخر في الوجود، ورغم انه تكلم عما انشره في هذه الصفحة وغيرها من مقالات انتقاد للنظام فان حديثه لم يتناول اية مقالة بالرد والمناقشة، ولم يقم بتفنيد او تكذيب اية معلومة اوردتها فيما اكتبه، كل ما كان يقوله هو اوصاف ونعوت من مخزونه القميء الحقير، وطبعا عرج قليلا على تقييم ما اكتبه من ادب، وشارك الرجل الخشبي الجالس بجواره، واسمه نشنوش او شيء من هذا القبيل، فاسهم بتعليق تافه على ما كنت قد قدمته من برامج مرئية ومسموعة، دون ان يثير ذلك غضبي او ادعي بان فيما قالاه اجتراء على حق من حقوقي بل العكس هو الصحيح، لانني اره حقا لكل انسان في العالم ان يقرا ادبا فلا يستسيغه، او يشاهد برنامجا فلا يعجبه، ويعبر عن رايه فيما قرا او رأى، وحقه في ان يقول انه لا يستسيغ ادب هذا الاديب او افكار هذا الكاتب او ما احتواه هذا البرنامج من مادة، او ما ظهر عليه من صيغة اوشكل لا يراه متوافقا مع ذائقته، فاهلا بالسيد شاكر الذي لا يستسيغ ما اكتبه من ادب او زميله الخشبي الذي لا يستسيغ ما كنت اكتبه للاذاعة المرئية او المسموعة من برامج، ولكن المؤسف هو المستوى المتدني للغة التي يستعملانها واكثر من ذلك المستوى المتدني الذي وصله الاعلام الرسمي الليبي، اعلام الافلاس والكذب والبذاءة والسقوط الانساني، لان هذا الاسلوب الذي استخدمه معي السيد شاكير، صحاف الجماهيرية العظمي، هو نفسه الاسلوب الذي يستخدمه مذيعون ومذيعات في اكثر من ست عشرة قناة فضائية تتبع الاعلام الرسمي، و لم يعد هذا الاسلوب قاصرا على المذيعين والمذيعات بل انتشر كالوباء بين كل مقدمي البرامج بما في ذلك نوع من شيوخ الدين، الذين لجأ اليهم النظام بعد ان انفض من حوله اصحاب البرامج الدينية القدامي، واجتاحت الشاشة الصغيرة وجوه جديدة من طالبي الشهرة والباحثين عن فرصة للظهور لم تواتهم الا مع الفراغ الذي جاء بعد ان انفضت الكوادر الاعلامية والدينية من حول النظام، وهم ايضا ورغم ما يدعون حفظه من ايات القران واحاديث النبي الكريم، ينخرطون في مهرجان الكذب والتزييف والنفاق واطلاق الاكاذيب الى حد تفسير الايات القرانية بعكس معناها، فهم من جاء ببدعة الخروج على ولي الامر، كان اتباع حاكم ظالم وطاغية ارتكب كل الجرائم ضد شعبه، واجب ديني تحتمه شريعة القران وسنة نبيه محمد بن عبد الله، وكان تراثنا الديني لم يعرف قاعدة اختطها اول الخلفاء الراشدين سيدنا ابوبكر الصديق تقول:
quot;اطيعوني ما اطعت الله فيكم، فان عصيته فلا طاعة لي عليكم quot;
ولا ادري ما هو اكثر عصيانا وكفرا واجراما من سفك الدم البري، وهو دم المواطنين الذين يحمل هذا الحاكم امانة رعايتهم وحفظ كرامتهم وصون اعراضهم واموالهم، فيكون حاميها ليس فقط حراميها ولكن قاتلها ومنتهك اعراضها ومهدم مدنها وميتم اطفالها، ثم ياتي شيخ مارق ذاعر يطالب بطاعة هذا الحاكم.
وفي حصة الردح التي خصني بها، عرج السيد شاكير عن ذكر مواقف شاهدها عندما راني ادخل مطعما مع اصدقائي او اجلس في مقهى دون ان يكون لذكر هذه الجلسات علاقة بموضوع الحلقة او الرد على كتاباتي، ربما للتاكيد بان بيننا لقاءات او معرفة ما، وهي حقيقة لا انكرها فقد صحبت السيد شاكر في اكثر من جلسة وخضت معه اكثر من حديث وكنت التقي به في القاهرة وفي طرابلس بعد عودته من غربته الامريكية ولعلني كنت اكبر فيه كونه كان احد المعارضين للنظام ورغم عدوله عن هذه المعارضة فقد كنت اجد له العذر لانني اعرف ان بعض الناس كلوا من طول الطريق فقد خرجوا على النظام واختاروا الحياة في الخارج يطاردهم اعضاء العصابات التي يرسلها النظام لقتلهم وفي ذهنهم ان الامر سياخذ من حياتهم عاما اوعامين اوثلا ثة اعوام فاذا به يطول الى عقد وعقدين وثلاثة بل اربعة عقود، وفعلا وجد بعضهم طريقا للعودة تاركا حمل راية المعارضة لجيل اكثر شبابا واكثر صحة وقدرة على منازلة النظام، وكان هذا حال صديقي على ابوزيد الذي اختار ان يعيش حياة المتقاعد من العمل السياسي يدير حانوتا في لندن ولكن يد الحقد والبطش لحقت به رغم تقاعده، وارسلوا له قاتلا قام بقتله فور عودته من صلاة الفجر ليباشر فتح متجره،رضوان الله عليه.
ولكنني لم اكن ابدا اتصور ان هذا المعارض القديم الذي تحتفظ له المكتبة بكتاب هجاء عن القذافي يحمل عنوان عقد العقيد القذافي في ميزان التحليل النفسي، يصل به الامر الى ان يصبح بوقا من ابواق الدعاية للنظام وباكثر الاساليب دناءة وسقوطا وفجاجة.
ولا اكتب هذا الكلام ردا على ما جاء من بذاءات في الحصة التي خصصها لي ولكن مجرد اشارة الى انه لن يضيرني اطلاقا بمثل هذا الكلام القبيح بل هو يضعني في جيرة اشرف بها هي جيرة اولئك الابطال الذين يستهدفهم كل ليلة بشتائمه و الذين يقودون ثورة من اشرف وانبل الثورات في العالم هي ثورة 17 فبراير التي انطلقت من اجل انجاز غد افضل واجمل لليبيانا الحبيبة.