وصل المطلوب السعودي أنس النشوان لسوريا وانضم للجماعات المسلحة هناك، و قال أتباع "الدولة الإسلامية في العراق والشام" إنه بايع الدولة ما يعني عملياً انشقاقه عن تنظيم القاعدة الذي يقاتل "داعش" في مناطق متنازع عليها بينهما في سوريا.
الرياض: انشق المطلوب السعودي أنس النشوان عن تنظيم القاعدة لينضم إلى "الدولة الإسلامية في العراق والشام". واستقر المقام بالنشوان، المعروف في أوساط القاعدة بكنية أبو مالك التميمي، بعد رحلة امتدت لأكثر من ثلاث سنوات ونصف في جبال أفغانستان.
أنس النشوان سعودي هرب في نهاية العام 2010 من المملكة باتجاه أفغانستان بعد رحلة مرت بتركيا وإيران، وبعد هروبه بأشهر قليلة أصدرت الحكومة السعودية قائمة تضم 47 مطلوباً كان هو الثالث في لائحتها.
والنشوان خريج كلية الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في العاصمة السعودية الرياض، وكان يكمل دراسته العليا قبل هروبه، وكان مرشحاً لتولي منصب قضائي أيضا.
وعرف عن النشوان قبل هروبه أنه كان أحد "الدعاة" الناشطين في أوساط الشباب السعودي، إذ يحضر دائما في الفعاليات التي تنظمها الجهات الدعوية ويلقي الكثير من القصص حول الشباب الذي يراهم بأنهم تائهون ومساكين، فيما يغدق المديح على من أسماهم الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.
ضربة للقاعدة
ويأتي انضمام النشوان للدولة المسماة اختصاراً بـ"داعش" ليشكل ضربة معنوية قوية تجاه تنظيم القاعدة وممثلها على الأرض السورية جبهة النصرة، إذ يتقاتل الفريقان على الأولويات في ما يخص الصراع مع النظام السوري أو حكم الأراضي المحررة وإقامة الدولة.
وفي حين ظهر النشوان في شريط فيديو بثه أنصار "داعش" يظهر فيه النشوان وهو يشيد بما سماه إنجازات المجاهدين إلا أنه أيضاً حث على رص الصفوف ووحدة الكلمة على كلمة التوحيد، ولم يظهر حتى الساعة تقرير مؤكد منه أو بيان من "داعش" يؤكد هذه الأنباء.
وظهر النشوان في الفيديو الذي يبدو أن كل مقاطعه سجلت في أفغانستان بحسب الصور وشكل ملابسه والموضوعات التي تناولها، في حين أنتجت الشريط مؤسسة مجهولة اسمها الخندق ليس لها تاريخ مع القاعدة مثل مؤسسة السحاب أو مؤسسة الملاحم، ولا تملك ارتباطاً مع "داعش" مثل مؤسسة البتار للانتاج الإعلامي.
والدليل... العلم!
الفيديو وضع في خلفيته علم "داعش" ولم يوضع علم النصرة، ورغم هذه الإشارة المهمة إلا أنها ليست دليلاً قاطعا على هذا الإعلان الذي طار به مؤيدوه.
وفي حال تأكدت هذه الأنباء فإن النشوان سيكون أشهر "الدعاة" السعوديين الذي ينضمون لـ"داعش"، ذلك بأن أغلب من يسمونهم في الأوساط الجهادية بـ"الشرعيين" غالبيتهم يؤيدون ويدعمون جبهة النصرة، وبعضهم التحق بها قريباً وصار مسؤولاً معلناً فيها مثل عبدالله المحيسني الذي حاول بدايةً الإصلاح بين الفصيلين، لكنه فشل ثم انحاز إلى النصرة ودخل في صراع مرير مع أنصار "داعش".
وعُرف النشوان حين كان أحد أشهر الناشطين في مجال "دعوة" الشباب في المخيمات والمراكز التي تقيمها بعض الجهات وبخاصة الجمعيات الخيرية والمراكز الحكومية، وهرب حين علم بافتضاح أمره لدى الجهات الأمنية في المملكة، ومن أفغانستان بدأت رحلة جديدة من القتال مع القوات الأميركية والحكومية الباكستانية.
دليل المجاهدين
ونشر النشوان كتاباً إلكترونيا بعنوان (دليل المجاهدين إلى أهم أحكام المرتد عن الدين)، وهو كتاب يتناول كل ما يخص المرتدين بعد أن عرفهم وفق وصفه، وناقش أحوالهم وأبناءهم وزوجاتهم وأموالهم وكل مايخصهم وتسلسل الحكم عليهم من الهزل إلى قطع الرأس مروراً بالاستتابة.
ورغم أن الكتاب الذي حصلت "إيلاف" على نسخة لم يؤرخ ولكنه يبدو قد تم انجازه بعد أحداث ما يعرف بالربيع العربي واحتدام الصراع المسلح في سوريا، إذ وضع المؤلف في مقدمه بشرى للمؤمنين بزوال حكم الطواغيت على حد وصفه، وأهدافا لكل من أسماهم بالمرابطين والمجاهدين على الثغور في أفغانستان وسوريا والعراق وجزيرة العرب ونيجيريا ومالي وبيت المقدس والصومال والجزائر.
ويقر النشوان في جزء من كتابه ابن تيمية على "أن المرتد يقتل بكل حال ولا يضرب عليه جزية ولا تعقد له ذمة ؛ بخلاف الكافر الأصلي - ومنها أن المرتد يقتل وإن كان عاجزا عن القتال"، ويقول في موضوع آخر " يقتل المرتد بالسيف ؛لأنه آلة القتل والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة)، ولا يحرق المرتد بالنار لقوله عليه الصلاة والسلام: (من بدل دينه فاقتلوه ولا تعذبوا بعذاب الله) ؛ ولإنكار ابن عباس رضي الله عنهما على علي رضي الله عنه تحريقه للمرتدين بالنار ، ولكن يقال إنه يجوز قتل المرتد بكل آلة يحصل بها إزهاق روحه ، شريطة أن تكون الآلة والطريقة غير ممنوعة في الشرع ، فلو قُتِلَ المرتد بالأسلحة الآلية الحديثة كالمسدس ،و الرشاشات الآلية ،وما شابهها جاز ذلك ".
والمرتد بحسب تعريف النشوان هو "هو ما يناقض الإيمان من قول، أو عمل، أو اعتقاد، أو شك، أو استهزاء أو جحود، وليس محصورا في الاستحلال، أوفي الجحود، وما شابه ذلك من العقائد الباطلة، فقول الكفر، وفعل الكفر، كفر وردة سواء صدر عن قصد القلب أم لا".
التعليقات