أسامة مهدي من لندن : في وقت وصل فيه زعيم الائتلاف العراقي الشيعي الموحد عبد العزيز الحكيم الى لندن ونائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الى واشنطن اليوم الاحد اكد الحزب الاسلامي العراقي السني انه لن يشارك في الحكومة المقبلة التي يجري الاستعداد لتعديل كبير على تشكيلتها ما لم يكن رقما حقيقا في القرار الأمني والسياسي .. بينما تأجل الى يوم غد الاثنين رفعالعلمين السوري والعراقي على مبنيي سفارتي البلدين في دمشق وبغداد الى غد .

فقد وصل الحكيم الى لندن اليوم بعد زيارة للولايات المتحدة استغرقت اسبوعا اجتمع خلالها مع الرئيس الاميركي جورج بوش وشخصيات مسؤولة اخرى وبحث معها التطورات الامنية والسياسية في العراق . ومن المنتظر ان يبدأ الحكيم نشاطاته في العاصمة البريطانية صباح غد الاثنين بلقاء مع الصحافيين ثم يجتمع الى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ومسؤولين بريطانيين اخرين ويلتقي ابناء الجالية العراقية مساء . وتتناول لقاءات الحكيم الاوضاع العراقية بمجملها وعلاقات العراق مع دول الجوار ومكافحة الارهاب .

كما وصل الهاشمي نائب رئيس الجمهورية الامين العام للحزب الاسلامي العراقي السني الى واشنطن اليوم لبحث الاوضاع التي تشهدها الساحة العراقية خصوصا والمنطقة عموما ويلتقي الرئيس بوش بعد غد الثلاثاء .

وقبل مغادرته بغداد قال الهاشمي أن الادارة الاميركية تبحث عن مخرج مشرف لها من العراق وليس من مصلحتها هذه الفوضى مشيرا الى ان جزءاً كبيرا من الفوضى في الوقت الحاضر و بؤر التوتر التي يشهدها العراق سببها نشاط المليشيات .

واكد ان نشاط هذه المليشيات لا ينحصر فقط في الحاق الاذى بالناس وبالمساجد فحسب و إنما أصبح مصدر خطر و أذى و تحدي لسلطة الدولة خصوصاً في عدد من المحافظات الجنوبية و التي يفترض ان لا يحصل فيها احتقان طائفي .مضيفاً أن quot;هناك ادعاءات باطلة تقول أن الكيانات السياسية لديها مليشيات ، فهذا كلام باطل ، لانه لو كانت لهذه الكيانات مليشيات لشهدنا حربا حقيقية quot;.

وأشار الى نظام المحاصصة فاعتبره السبب الرئيسي لدمار البلد وبشكل قلب التنوع المذهبي في العراق الى أزمة طائفية مؤكداً انه حان الوقت لإجراء تصحيح في مسار العملية السياسية و التي تخللها الكثير من الشوائب و العيوب وادت الى حكومة غير متماسكة ومجلس نواب مضطرب ودستور مختلف عليه .

شروط للحزب الاسلامي للمشاركة في حكومة مقبلة
قال الحزب الاسلامي العراقي السنة انه سيرفض الاشتراك في أي تشكيلة حكومية مقبلة ما لم يكن رقما حقيقيا في القرار الأمني والسياسي المستند على اتفاق يسبق تشكيل الحكومة القادمة ينص على إعادة التوازن الأمني والوطني والتوافق السياسي وتفكيك منظمات الإرهاب الإجرامية .

وقال المكتب السياسي للحزب في بيان اليوم ان الحكومة حولت الدولة العراقية إلى دولة لحزب تسندها ميليشيات وأجهزة طائفية . واضاف إن ما يحدث في بغداد من المحمودية إلى الصدر ومن الدورة إلى الحرية ومن المدائن إلى الشعب ومن الفضل إلى الكاظمية ومن بغداد الجديدة إلى الاعظمية يسقط دولا وحكومات ووزارات لو كان هناك شعور وطني بالمسئولية وكانت هناك دولة قانون ومؤسسات . ودعا المواطنين للدفاع عن أنفسهم ضد هجمات الإرهاب المنظم لفرق الموت الإرهابية من مليشيات وعصابات .. وفيما يلي نص البيان :

خمسة أشهر من الهجمات المنظمة المخططة الهادفة إلى إفراغ مدينة الحرية من أهلنا من قبل عصابات المليشيات الإرهابية الإجرامية المنظمة المدعومة من قبل قوات الجيش والشرطة بدأت منذ شهر آب لهذا العام ولازالت مستمرة وأدت إلى تهجير أهلنا في الحرية الثانية والأولى و أخيراً أمس في الحرية الثالثة حيث بلغ عدد العوائل المهجرة أكثر من 300 عائلة و قتل أكثر من 100 وجرح أكثر من 200 وحرق أكثر من (5) مساجد وعدد كبير من البيوت والمحلات... كل ذلك لم يحرك للحكومة ساكنا: لا امنيا ولا سياسيا ولا إعلاميا ولا اجتماعيا لان أهلنا في الحرية إرهابيون يجب أن يهجروا ويقتلوا وتنسف بيوتهم وتحرق مساجدهم أما أهلنا في مناطق أخرى فيجب أن يعوضوا ويتم الدفاع عنهم سياسيا وامنيا واقتصاديا واجتماعيا وإعلامياً وان يزاروا وتقدم لهم التعازي لأنهم أبرياء...! .

إننا في الحزب الإسلامي العراقي نرفض كل أنواع العنف أو الإرهاب الموجه ضد السنه أو الشيعة أو ألأقليات الأخرى ... لكن لماذا تراعى مناطق دون مناطق يا رئيس الوزراء؟ ويا وزير الدفاع والداخلية؟ ماذا فعلتم ....؟! هل قدمتم العون للمظلومين والمقتولين حتى العظم؟ هل دفعتم جيشكم وشرطتكم لملاحقة عصابات الإرهاب والإجرام ألمليشياتي المنظم؟ لماذا تتعاملون بمعايير مزدوجة مع العراقيين؟؟ هل انتم وزراء ومسؤولين لحزب؟ أم وزراء ومسئولين في دولة؟؟؟ لقد حولتهم دولتكم إلى دولة لحزب تسندها ميليشيات وأجهزة طائفية .

إن ما يحدث في بغداد من المحمودية إلى الصدر ومن الدورة إلى الحرية ومن المدائن إلى الشعب ومن الفضل إلى الكاظمية ومن بغداد الجديدة إلى الاعظمية يسقط دولا وحكومات ووزارات لو كان هناك شعور وطني بالمسئولية .. وكانت هناك دولة قانون ومؤسسات ..

ان عجز القوات الأمريكية وفشلها في التصدي للملف الأمني أعطى ضوءا اخضر للعصابات المجرمة في المضي قدما في غيها .. إن الأمور وصلت إلى حد لا يطاق مطلقا ولابد من وضع حد لهذه المأساة التي خربت البلاد وقتلت العباد وهدمت المساجد والبيوت وهجرت الملايين من العراقيين إلى الداخل والخارج .. ثم يخرج علينا البعض ليقول إن الحكومة الوطنية حققت نتائج باهرة في الديمقراطية والقانون والعدل..(يحيا العدل الذي تسيل بموجبه الابطح دما)!.

إننا في الوقت الذي ندعو فيه الناس للدفاع عن أنفسهم ضد هجمات الإرهاب المنظم لفرق الموت الإرهابية من مليشيات أو غيرها فإننا.. نعلن أننا لن ندخل أي تشكيلة حكومية قادمة ما لم نكن رقما حقيقا في القرار الأمني والسياسي المستند على اتفاق يسبق تشكيل الحكومة القادمة ينص على إعادة التوازن الأمني والوطني والتوافق السياسي وتفكيك منظمات الإرهاب الإجرامية من مليشيات وغيرها من اجل حفظ وجه بغداد العراقي الغالي من دنس التطرف والطائفية وحفظ هوية العراق ووحدته والانتقال بالبلد من الاصطفاف الطائفي إلى الاصطفاف الوطني (ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً) .
المكتب السياسي
20 ذي القعدة 1427 هـ
10 / 12 / 2006 م

تأجيل رفع العلمين السوري والعراقي في دمشق وبغداد الى غد
من المنتظر ان يتم غدا الاثنين رفع العلم العراقي على مبنى رعاية المصالح العراقية في ابو رمانة بدلا من العلم الجزائري وكذلك سيتم في الوقت نفسه رفع العلم السوري على مبنى رعاية المصالح السورية في بغداد . وكان مقررا ان يتم رفع علمي الدولتين الجارتين في عاصميتهما اليوم لكنه تاجل لاسباب فنية الى يوم غد فيما سيتم تبادل السفراء في وقت لاحق .

وتاتي هذه الخطوة بعد ان اكد وليد المعلم وزير الخارجية السورية اثناء زيارته لبغداد في اواخر الشهر الماضي على استئناف العلاقات الكاملة بين البلدين على مستوى السفراء بعد قطيعة دامت ربع قرن . هذا وسيحضر رفع العلم العراقي في دمشق والسوري في بغداد عدد من المسؤولين الدبلوماسيين .