بان كي مون في بيروت ولقاء منتظر مع حزب الله
بيروت: بدأ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة محادثاته في لبنان مشددا على اهمية انجاز المحكمة ذات الطابع الدولي في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والاستمرار في تنفيذ القرار 1701 الذي وضع حدا للعمليات الحربية بين اسرائيل وحزب الله. واجتمع بان مع رئيس مجلس النواب نبيه بري احد قادة المعارضة التي لا تعترف بشرعية حكومة فؤاد السنيورة التي يدعمها الغرب وابرز الدول العربية.

كي مون والوزير خالد قباني
وقال الامين العام للامم المتحدة للصحافيين بعد اللقاء quot;شجعته (بري) على مواصلة الحوار لا سيما بينه وبين النائب سعد الحريري (زعيم الاكثرية النيابية المناهضة لسوريا) لان الحوار هو الطريق الوحيد لحل الازمةquot;. واكد المسؤول الدولي انه شدد خلال الاجتماع quot;على اهمية تطبيق قرار مجلس الامن (1701)quot;. وقال quot;توافقنا على اهمية دور اليونيفيل (قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان) في الجنوبquot;. واضاف quot;تناقشنا في مسألة المحكمة الدولية وشددت على التزامي باقرار المحكمة وعلى التوافق حول هذا الموضوعquot;.

وبعد بري اجتمع بان بالنائب سعد الحريري ويلتقي بعد ذلك رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. ومن ابرز الشخصيات التي سيجتمع اليها كذلك الوزير المستقيل محمد فنيش بصفته ممثلا لحزب الله. وكان بان اعرب للسنيورة عن دعمه خلال القمة العربية التي انعقدت الاربعاء والخميس في الرياض.

وبرفقة رئيس القسم القانوني في الامم المتحدة لويس ميشال يعقد بان بعد ذلك اجتماعا مع وزير العدل شارل رزق للبحث في سبل مواصلة المضي قدما في الاتفاق بين لبنان والامم المتحدة بشأن انشاء المحكمة ذات الطابع الدولي التي ستحاكم المتهمين باغتيال رفيق الحريري في شباط/فبراير عام 2005.

وتأتي زيارة بان فيما لبنان لا يزال غارقا منذ تشرين الثاني/نوفمبر في ازمة سياسية ودستورية لا سابق لها منذ انتهاء الحرب اللبنانية (1975-1990) والتي تجري على خلفية الصراع بين الموالاة المناهضة لدمشق والمعارضة حليفتها على المحكمة ذات الطابع الدولي وعلى تشكيل حكومة وحدة وطنية. فالمعارضة تريد اجراء تعديلات على النظام الاساسي للمحكمة بما يحول دون quot;تسييسهاquot; فيما ترفض الموالاة تعديلات تؤدي الى افراغها من محتواها. كما ترفض الموالاة اعطاء المعارضة quot;الثلث المعطلquot; في الحكومة الذي يسمح لها بالتحكم بالقرارات المصيرية وبمصير الحكومة.

ونجمت هذه الازمة عن استقالة ستة وزراء مقربين من سوريا بعد ايام على تبني حكومة السنيورة مشروعا اعد بالتشاور بين الحكومة والامم المتحدة لانشاء المحكمة ذات الطابع الدولي. وتتهم الاكثرية المعارضة بانها فجرت الازمة بتحريض من سوريا التي اشار تقرير مرحلي للجنة التحقيق الدولية الى ضلوع مسؤولين امنيين فيها بعملية الاغتيال، وهو ما تنفيه دمشق.

وكان بان وفور وصوله مساء الخميس الى بيروت دعا الى متابعة الحوار لحل الازمة اللبنانية. وقد بذلت جامعة الدول العربية والمملكة العربية السعودية جهودا كبيرة لحل الازمة من دون ان تثمر حتى الان. واعرب الامين العام للامم المتحدة لدى وصوله الى العاصمة اللبنانية عن امله quot;في استمرار جهود الوسطاء اللبنانيين والعربquot;. وقال في مطار بيروت الدولي quot;سيخسر الجميع اذا ما حصل تصعيد. فالحوار والتسويات هي الوسائل الوحيدة لانقاذ الوحدة الوطنيةquot;. وسيزور بان كي مون السبت المقر العام لليونيفيل في الناقورة في جنوب لبنان قرب الحدود مع اسرائيل.

وقد نشرت اليونيفيل في جنوب لبنان اكثر من 12 الف جندي من 29 بلدا، بموجب قرار مجلس الامن الرقم 1701 الذي انهى الاعمال الحربية بين اسرائيل وحزب الله (12 تموز/يوليو-14 آب/اغسطس 2006). وتشكل بيروت المحطة الاخيرة في جولة بان في الشرق الاوسط وهي الاولى له منذ تسلمه مهماته في كانون الثاني/يناير.