واشنطن: قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إن الحل القائم على أساس الدولتين يتعرض لخطر الانهيار بسبب الجدار والاستيطان في الأراضي الفلسطينية، محذرا من أن الوقت آخذ بالنفاذ وأن فرص التوصل إلى حل تتلاشى مع استمرار أعمال البناء في الجدار والمستوطنات.

وأوضح فياض في خطاب شامل ألقاه في العاصمة الأميركية واشنطن الأحد خلال الاحتفال السنوي الثالث لمجموعة العمل الأميركية من أجل فلسطين، أن المستوطنات تنتشر بسرعة داخل الأراضي الفلسطينية كما أن عدد الحواجز العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية ارتفع منذ مؤتمر أنابوليس للسلام الذي رعته الولايات المتحدة العام الماضي إلى أكثر من 630 حاجزا.

وطالب فياض بضرورة العمل لإعادة الاعتبار والمصداقية لمفهوم حل كي لا يكون مصير أنابوليس كمصير اتفاقية أوسلو التي جمدت لأنها فقدت وزنها ومصداقيتها بسرعة، حسب تعبيره. غير أن فياض أعرب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى السلام من خلال المفاوضات قائلا:quot;علينا أن نتعامل مع بعضنا بكرامة وكرجال دولة وليس كسياسيين، ويجب أن نفكر في الأجيال القادمة بدلا من حصر تفكيرنا في الانتخابات القادمةquot;. وشدد فياض على أن الفلسطينيين قدموا تنازلات كبيرة عام 1988 تمثلت بالتخلي عن المطالبة بـ78 بالمئة من أرضهم ووطنهم التاريخي، داعيا الإسرائيليين إلى ضرورة احترام تلك الاعتبارات.

وأضاف رئيس الوزراء الفلسطينيquot; لا كرامة فيما يتعرض له الفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء. فأين الكرامة لأم جندي إسرائيلي يقوم بتأخير امرأة فلسطينية حامل على حاجز يحاصر مدينة نابلس ويتسبب في إجهاضها، أو عندما تخاف عائلة إسرائيلية على حياة أولادها وهم ذاهبون للمدارس. أيضا أين الفخر عندما يقوم خامس أكبر جيش وقوة عسكرية في العالم بقهر شعب بلا جيش وبلا دولة. وأين الاعتزاز بالديموقراطية عندما يسمح شعب لنفسه أن يكون رهينةً لمجموعة من المستوطنين المتطرفين الذين يضعون تطرفهم ومصالحهم فوق مصلحة الأغلبيةquot;.

رايس وفياض في مؤتمر لغرفة التجارة الأميركية

ومن المقرر أن يلقي فياض كلمة الثلاثاء في مؤتمر لغرفة التجارة الأميركية تحضره وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليسا رايس وعدد من رجال الأعمال الأميركيين والفلسطينيين. وكان زياد العسلي رئيس فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين قد ذكر في افتتاح الحفل السنوي الثالث أن حجم المساعدات الأميركية إلى الفلسطينيين قد وصل إلى نحو ملياري دولار أميركي منذ عام 1993، مشيرا إلى مساعدات إضافية للعام المقبل تصل إلى نحو 300 مليون دولار.

وتم خلال الحفل الذي أقيم في فندق ريتز كارلتون في واشنطن تكريم عدد من الأميركيين الفلسطينيين ممن تركوا بصمات في الحياة السياسة والعلمية والفنية في الولايات المتحدة، منهم المحامي جورج سالم والدكتور عدنان مجلي والفنان سيمون شاهين.