أسامة مهدي من لندن: أعلنت المفوضية العليا للاجئين عن وصول حوالي 400 مسيحياً عراقياً هارباً من مدينة الموصل الشمالية الى سوريا وإنها تقوم بتقديم المساعدات لهم... فيما عبر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن قلقه البالغ إزاء الإنتهاكات التى يتعرض لها المسيحيون العراقيون والتى أدت الى نزوح الآلاف منهم عن ديارهم فى مدينة الموصل.

وأضافت المفوضية أن مئات العراقيين المسيحيين الذين فروا من الموصل قد وصلوا إلى سوريا التي تأوي حاليا نحو 1.2 مليون لاجئ عراقي. وقالت quot;لورين جولquot; ممثلة المفوضية في سوريا في بيان صحافي quot;إن عددًا كبيرًا من مسيحيي الموصل قد إستهدفوا مؤخرًا وأصبحوا غير آمنين هناك ونحن على إستعداد لتقديم المساعدة لهؤلاء الذين يحاولون اللجوء إلى الدول المجاورةquot;. وأكدت قائلة quot;أننا ممتنون لإستمرار سوريا في الترحيب باللاجئينquot;. وأشارت إلى أن ألاف المسيحيين قد تركوا الموصل في الأسابيع الأخيرة ويقيم الكثير منهم في قرى في محافظة نينوى (عاصمتها الموصل) وعبر نحو 400 منهم إلى سوريا.

وأوضحت المفوضية أنها بدأت في تسجيل المسيحيين القادمين حيث يوجد فريق تابع لها في منطقة قامشلي السورية القريبة من الحدود العراقية. وأشارت المفوضية إلى أن العديد من اللاجئين أعربوا عن أملهم في العودة إلى ديارهم سريعاً

وتعرض المسيحيون في مدينة الموصل خلال الأسابيع الأخيرة إلى حملة قتل وتهجير هربت على أثرها حوالي 2500 عائلة إلى اطراف المدينة ومحافظات أخرى. وقد أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن قلقه البالغ إزاء الإنتهاكات التى يتعرض لها المسيحيون العراقيون والتى أدت الى نزوح الآلاف منهم عن ديارهم فى مدينة الموصل

وإستنكر موسى في بيان وزعته الجامعة العربية أمس بشدة الجرائم التى إرتكبت بحق العائلات المسيحية العراقية... متمنياً أن تؤدى الإجراءات التى إتخذتها الحكومة العراقية مؤخرًا الى الوقف الفوري لتلك الإنتهاكات وعودة النازحين الى ديارهم وضبط الوضع الأمني فس مدينة الموصل.

وقال إن الأمانة العامة للجامعة العربية تجرى إتصالاتها في هذا الشأن مع مختلف الجهات العراقية المعنية.. كما تقوم بعثة الجامعة العربية فى العراق بمتابعة هذ الأمر مع البطريركية المسيحية فى بغداد ومع مختلف المسؤولين العراقيين.


وأضاف أن إرتكاب مثل هذه الجرائم البشعة ضد المسيحيين العراقيين أمر لايمكن السكوت عنه خاصة وأن مسيحيي العراق مكون أساسي من مكونات الشعب العراقي والتي كان لها الإسهام الكبير فى تاريخ العراق وميراثه الثقافي والإنساني. وناشد القوى السياسية والدينية فى العراق على إختلاف توجهاتها توحيد كلمتها والتحرك السريع من أجل تأكيد وحدة الشعب العراقي في إطار التنوع وبما يحفظ حقوق جميع أقلياته فى العيش الآمن والمشاركة الفعالة فى بناء العراق الجديد.


وأكد موسى أن توفير الحماية لمسيحيي العراق ولجميع أبناء الشعب العراقى بصرف النظر عن إنتمائهم لأي مذهب أو طائفة هو الضمانة لقيام العراق الجديد الذى ننشده جميعا والقائم على أساس المساواة فى المواطنة وإحترام الحقوق السياسية والمدنية لجميع أبنائه وبمايحفظ للعراق وحدته ويضمن أمنه وإستقراره.

وخلال إستقباله لزعماء الطائفة المسيحية أمس الأول أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أنه ستتم معاقبة كل من تسبب في تهجير المسيحيين من ديارهم ومحاسبة الجهات التي وقفت وراء الجماعات المسلحة التي نفذت هذه الجريمة. وأشار الى أن ما تعرض له المسيحيون في الموصل هو جزء من مخطط سياسي داعياً المسيحيين الى الحذر من محاولة البعض إستغلالهم ومطالبة جميع مكونات المجتمع العراقي بإحباط هذا المخطط المشبوه. وأكد أنه وجّه بتوسيع مشاركة المسيحيين في الأجهزة الأمنية لتوفير الأمن في المناطق التي يتواجدون فيها، مشدداً على أن الحكومة ستوفر جميع أشكال الدعم للمسيحيين وأن مغادرتهم العراق ستشكل إساءة بالغة للشعب العراقي.