فيينا: فشل مجلس المحافظين بعد ظهر الجمعة في التوصل إلى صيغة توافقية بشأن تحديد موقف نهائي حول مسألة تقديم المساعدات التقنية النووية إلى سورية خلال الاجتماع التشاوري، الذي كان مخصصاً لاستعراض تقريري المدير العام للوكالة الذرية إلى مجلس الأمن ومجلس حكام الوكالة، عن موقع quot;الكبرquot; السوري وتطورات البرنامج النووي الإيراني.

وأكد مصدر دبلوماسي عربي مسؤول أن الخلاف خلال الاجتماع المخصص للاستماع إلى شرح تقني مفصل من نائب المدير العام لشؤون الضمانات الفنلندي أولي أينونين الذي ترأس وفد الخبراء خلال زيارتهم إلى سورية، تمحور حول مضمون تقريري البرادعي، بالإضافة إلى تقييم طبيعية المسائل المتعلقة بالمساعدات الفنية التي وافقت عليها الوكالة في السابق بشأن بناء مفاعل نووي جديد في سورية، حيث أجمع مندوبو الدول العربية، وفي طليعتهم مندوب سورية إبراهيم عثمان، على رفض quot;تسييس القضايا التقنية واستخدامها كأداة للضغط quot; ضد دمشق.

وبعد انتهاء الاجتماع التشاوري، قال مندوب سوريا إبراهيم عثمان quot;في الواقع، لقد خصص هذا الاجتماع لتوجيه اتهامات غير منطقية عبر القول إنه اجتماع فني، ولكنه تبيّن لنا أنه اجتماع سياسي مبطن وبامتيازquot;. ورغم ذلك أكد مندوب سورية أن بلاده quot;ستواصل التعاون مع الوكالة الذرية لأنها منظمة دولية متخصصة في تكريس استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية ونقل التكنولوجيا النووية إلى البلدان النامية، وسورية دولة عضو في الوكالة، وهي ملتزمة بجميع المبادئ والأحكام الواردة في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية واتفاق الضمانات الشاملة، وليس اتفاق الضمانات الإضافية الذي لم توقع سوريه عليه بعدquot;.

وقال عثمان، وهو مدير عام الهيئة السورية للطاقة الذرية إن دمشق quot;لن تقبل لأحد وبأي شكل من الأشكال بتهديد أمنها القوميquot;. واشار إلى أن الجهات السورية المختصة تعكف على دراسة مضمون تقرير البرادعي بشكل معمق ومن مختلف الجوانب الفنية والسياسية، وأكد أنه سيقوم بالرد عليه بالتفصيل خلال الاجتماع العادي المقبل لمجلس المحافظين المقرر انعقاده يومي 27 و28 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.

ونفي عثمان أن يكون أي من مندوبي الدول الأعضاء في مجلس المحافظين الذين تناوبوا على الكلام خلال اجتماع اللجنة الثلاثية قد طالب بوقف المساعدات النووية الفنية المخصصة لسورية بموجب برنامج التعاون التقني.

وأكد عثمان تعاون سورية سيكون لمصلحة الوكالة ولمصلحة جميع الأمم لأنه يقوم على أساس الوضوح والشفافية، على حد تعبيره.

ووجه رئيس الهيئة النووية السورية رسالة مشتركة إلى الوكالة الذرية بشكل عام ومجلس المحافظين بشكل خاص، دعاهما إلى ضرورة التزام quot;التجرد والنزاهة والوقوف عند مسافة واحدة مع جميع الدول الأعضاءquot; وquot;مطالبة كافة الدول التي تملك ترسانات من الأسلحة النووية أن تبادر إلى تخفيض أسلحتها النووية، وكذلك مطالبة إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ووضع جميع منشآتها النووية التي تشكل خطراً وتهديداً على الأمن والسلم في الشرق الأوسط، تحت رقابة الوكالةquot; الذرية.