شيكاغو: رجحت مصادر مقربة من الرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوباما، أن يقوم بإعلان اختيار بول فولكر، المدير السابق للمصرف الاحتياطي الفيدرالي، رئيساً للجنة الاستشارية الخاصة بإعادة إنعاش الوضع الاقتصادي، علماً أن فولكر سبق أن ترأس التحقيقات في فضيحة برنامج quot;النفط مقابل الغذاءquot; التابع للأمم المتحدة والخاص بالعراق.

ويأتي الحديث عن التوجه لاختيار فولكر بعد إعلان أوباما الثلاثاء عزمه مراجعة الميزانية الأميركية بهدف حذف الإنفاق الزائد، لتتضح بذلك الخطوط العريضة للإدارة المقبلة على الصعيدين السياسي والعسكري، بعد الحديث عن إعادة التوجه لإعادة تكليف وزير الدفاع الحالي، روبرت غيتس البقاء في منصبه.

ومن المنتظر أن يقوم الفريق الاقتصادي الذي سيختاره أوباما بوضع الخطط لإخراج الولايات المتحدة من الأزمة المالية الحالية، إلى جانب تحديد السبل الأفضل لإنفاق ما تبقى من مبلغ الـ700 مليار دولار التي أقرها الكونغرس في أكتوبر/تشرين الأول الماضي لدعم القطاعات الاقتصادية. وقد سبق للرئيس المنتخب أن قال بأنه يرغب بعدم رؤية إدارته وهي quot;تتعثرquot; في عملية تشكيل وتنظيم قد تطول، إنما يرغب برؤيتها وهي تعمل على أرض الواقع لدى تسلمها مهامها.

وكان مسؤولون مقربون من أوباما قد كشفوا الثلاثاء عن توقعات مفادها أن وزير الدفاع الأميركي الحالي، روبرت غيتس، قد يبقى في منصبه في الإدارة الجديدة. وأفاد المسؤولون أن غيتس قد يبقى في منصبه على الأقل خلال السنة الأولى من عمر الإدارة الجديدة، فيما كشف أحدهم بأن الإعلان عن هذا الأمر سيتم أوائل الأسبوع المقبل.

وقال مسؤول مقرب من الفريق الانتقالي إن الأمور تصب الآن في ذلك الاتجاه، أي في أن يكون روبرت غيتس عضواً في فريق الأمن القومي لأوباما، الذي يقول كثيرون إنه قد يضم إليه كذلك السيناتور هيلاري كلينتون بوصفها وزيرة للخارجية في الإدارة المقبلة. وأضاف مسؤول آخر إن بقاء غيتس في منصبه أمر مرجح للغاية، موضحاً أنه قد يستمر في منصب وزير الدفاع لأكثر من سنة، وليس كما أشار البعض ببقائه لمدة عام، وخصوصاً إذا تبين أنه وأوباما يعملان معاً بصورة جيدة.

وأوضحت تلك المصادر بأن أوباما مهتم ببعض الاستمرارية في وزارة الدفاع الأميركية quot;البنتاغونquot; وذلك لأنه سيستلم الحكم فيما تخوض البلاد حربين، واحدة في العراق والثانية في أفغانستان، وذلك إلى جانب الأزمة المالية العالمية. كذلك لم يخف الرئيس المنتخب اهتمامه بوجود آراء متباينة في إدارته.

يشار إلى أن روبرت غيتس لعب العديد من الأدوار فيما يخص الأمن القومي، في ظل الرؤساء الجمهوريين، بما ذلك عمله مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية CIA في عهد الرئيس جورج بوش الأب. وفي حال موافقة غيتس على ذلك، فإنه سينضم إلى فريق على مستوى عال من الأهمية في الأمن القومي، في حين تشير التوقعات إلى أنه سيضم الأدميرال المتقاعد جيم جونز وأنه سيتولى مهمة المستشار الأمني لأوباما.

وقال أحد المصادر إن المجال مفتوح لجونز إذا أراد ذلك. على أن اختيار غيتس لا يحظى بتأييد آخرين، إذ يقول البعض إن من شأن بقائه في منصبه وزيراً للدفاع أن يعيق عملية التغيير التي دعا إليها أوباما. من جهة ثانية، سحب عضو الفريق الانتقالي في جهاز الاستخبارات التابع لأوباما، برينان، اسمه من الترشيح كمدير لوكالة الاستخبارات المركزية.

وفي رسالة موجهة إلى أوباما، أوضح برينان عدداً من الانتقادات شديدة اللهجة التي ربطت عمله في الاستخبارات المركزية بانتهاكات أثناء عمليات الاستجواب في ظل إدارة الرئيس الأميركي منتهية ولايته، جورج بوش.