طلال سلامة من روما: تبقى المعايير الأخلاقية، أي تلك المتعلقة بالابتعاد عن الرشوة والفساد للاقتراب من روح التضامن، محور اهتمام فالتر فلتروني، زعيم المعارضة الممثلة اليوم بالحزب الديمقراطي اليساري. ويتمسك فلتروني بالدفاع عن عشرات الآلاف من مسؤولين ومديرين داخل حزبه دون أن يلقي ثقلاً على دروس برلسكوني الأخلاقية الاستفزازية. مع ذلك، فانه يبدو عصبياً أمام النتائج الانتخابية الأخيرة في إقليم quot;أبروتسوquot; وسط ايطاليا أين مني بهزيمة غير متوقعة. حتى أن quot;أوتافيانو ديل توركوquot;، الحاكم اليساري السابق لهذا الإقليم، الذي أجبر على التنحي من منصبه من جراء ضلوعه بقضايا رشاوى فلكية في قطاع الرعاية الصحية هناك، أعرب عن استعداده للعمل في صفوف ائتلاف برلسكوني. في هذا الصدد، نجد في موقف quot;انياتسيو لا روساquot;، وزير الدفاع المنتمي الى حزب الاتحاد الوطني اليميني، برودة حيال انفتاح هذا الحاكم السابق.
في الوقت الحاضر، لا يجد فلتروني طريقة إلا دعوة القضاة الى المضي قدماً في تحرياتهم التي طالت أوساط سياسية رفيعة المستوى في الحزب الديمقراطي اليساري. ويبدو أن زعيم المعارضة يتجه الى عملية غربلة كبيرة داخل حزبه لطرد كل من غرق في مسائل قضائية لا نهاية قريبة لها. في خضم العاصفة القضائية التي ضربت حزب فلتروني، لا يبقى على الأخير إلا حلين هما مساعدة الحزب في تحديه المستقبلي أم الغرق في ماضي ايطاليا المليء بالفساد السياسي، قبل الموت.
غريب أمر حزب فلتروني الذي ولد في الربيع الماضي لمحاربة الفساد في الأنسجة السياسية، أولاً وأخيراً. إذ هاهو يواجه يومياً قضايا يقف ورائها قضاة ثقيلي المعيار لملاحقة هذا السياسي أم ذاك، في حزب فلتروني. وكأننا أمام quot;طاسةquot; ضاعت في قاع المجهول.
كخطوة تفاعلية أولى أمام هذه الأحداث السوداوية، يطلب فلتروني من إدارة حزبه إعطائه صلاحيات استثنائية لمواجهة الوضع القائم. كما أن التجديد الدوري لمسؤولي الحزب حجر الأساس لإنعاش الحزب. وعملية تسييس الأجيال الناشئة هي أول ما ينظر إليه فلتروني. على صعيد العلاقات الداخلية، يريد فلتروني من الجميع روح تضامن واحدة لتفادي ما حصل في حزب رومانو برودي، رئيس الوزراء السابق، الذي تعرض محركه الأيديولوجي للشلل نتيجة اختلاف وجهات النظر الإدارية.
التعليقات