طلال سلامة من روما: يسارع فالتر فلتروني، زعيم المعارضة، في معالجة بعض الأمور الانتخابية المحلية العالقة، لا سيما في إقليمي quot;أبروتسوquot; وسط ايطاليا وquot;كامبانياquot; جنوب ايطاليا وعاصمته مدينة نابولي. من جهة، يحاول فلتروني، زعيم الحزب الديمقراطي اليساري، تعزيز ترشيح quot;كارلو كوستانتينيquot; حاكماً لإقليم أبروتسو، الذي تعرض لما يشابه الهزة الأرضية السياسية بعد اعتقال الحاكم السابق لهذا الإقليم، السيد quot;أوتافيانو ديل توركوquot;، في قضية رشوة ضخمة في قطاع الرعاية الصحية. لتفادي المضي قدماً الى شفير الهاوية، ويجد فلتروني نفسه مضطراً الى توضيح البنية الأخلاقية السياسية لحزبه، أمام الرأي العام.

فالديمقراطيين اليساريين لم يتورطوا قط، في تاريخ اليسار الإيطالي، بعدد من قضايا الرشوة والفساد المتصاعد يوماً تلو الآخر. في أي حال، يحاول حزب فلتروني، منذ الصيف الماضي، إبعاد السياسيين القدماء عن الانتخابات المحافظاتية والإقليمية واستقطاب الشخصيات الشبابية الحزبية، التي تتمتع بسجل عدلي نظيف، ضمن عملية إبداعية تطال قلب المفهوم اليساري المتجدد.

من جهة أخرى، بدأ زمام الأمور بمدينة نابولي يفلت من قبضة فلتروني. ومن المعروف أن نابولي مدينة تهيمن التيارات اليسارية عليها منذ زمن سحيق، كما مدينة بولونيا شمال شرق ايطاليا. إذ يواجه فلتروني هناك تحدياً من حاكم إقليم كامبانيا الحالي، أنتونيو باسولينو، الذي يخوض معركة قضائية تراه متهماً في قضية رشوة وفساد وإفراط في ممارسة النفوذ الإداري لتمرير مصالحه الشخصية.

وبرغم أن فلتروني يدعو هذا الحاكم الى الاستقالة من منصبه إلا أن الأخير يرفض هذا العرض ويتمسك بالمضي قدماً في إدارة إقليم مدينة نابولي لغاية آخر يوم من صلاحياته. ويشهد موقف باسولينو تضامناً من رئيسة بلدية نابولي ووزيرة الداخلية السابقة quot;روزا روسو ييرفولينوquot; التي تنتقد موقف فلتروني quot;المتجعرفquot;. لمراقبة مجرى الأمور عن كثب ينبغي على زعماء الأحزاب القيام بجولة ميدانية في مناطق نفوذهم من دون إعطاء تعليمات ونصائح quot;علياquot; من بُعد.

منطقياً، لا يستطيع فلتروني إلا الانصياع لنصائح من يعتبرهم، بصورة غير رسمية، خارج حزبه! فالاستفتاءات التي ترى حزبه يستأثر بأقل من 29 في المئة من الأصوات، في الانتخابات الأوروبية القادمة لتعيين برلمانيين إيطاليين جدد في البرلمان الأوروبي بستراسبورغ، غير مشجعة أبداً. لذلك، فان أي خلل في المحرك الانتخابي اليساري، المحافظاتي والإقليمي هنا، خطأ لن يغفره المتعاطفون مع التيارات اليسارية لفلتروني.