أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: وجهت الإدارة العامة للأمن الوطني، التي يرأسها الشرقي اضريس، تعليمات إلى مختلف الولايات والدوائر بتنظيم حملات تمشيطية في مختلف النقط السوداء، وتكثيف الوجود الأمني في الأحياء والشوارع الكبرى، ونصب quot;السدود القضائيةquot; في مداخل المدن. وأفادت مصادر أمنية مطلعة أن هذه الحملة انطلقت، منذ 19 من الشهر الجاري وستستمر إلى غاية 5 يناير من السنة المقبلة، مشيرة إلى أن ترتيبات اتخذت بهدف إنجاح هذه العملية.

وذكرت المصادر أن هذا الإجراء يستهدف تجفيف منابع الإجرام والتطرف، عبر اعتقال المبحوث عنهم، سواء في قضايا تتعلق بالقتل والسرقة وترويج المخدرات وإصدار شيكات بدون رصيد والاغتصاب وغيرها، وحتى المشتبه في تورطهم في قضايا تتعلق بالإرهاب. وجاءت هذه الحملات، التي ارتفعت وتيرتها في الفترة الأخيرة، بعد أن تبين مجموعة ممن صدرت في حقهم أكثر من مذكرة بحث وطنية يتختبأون في عدد من النقط السوداء، كما أن بعض من صدرت في حقهم مذكرات بحث دولية يوجدون في المغرب.

وأوضحت المصادر أن الحملة الأخيرة قادت إلى إيقاف المئات من المتهمين المتورطين في قضايا مختلفة، منها الإرهاب، مرجحة أن يجري إطلاق حملات أخرى بعد 5 يناير المقبل. الأمن في المغرب تعتمد حاليا خطة quot;النافذة المكسورةquot; للتصدي لاستفحال الجريمة، ومحاولة تطويق هذا الصنف من الجرائم قبل أن يتحول إلى اعتداءات خطيرة.وقادت هذه الخطة إلى تقليص نسب الجريمة، كما أنها مكنت من اعتقال مجموعة من المبحوث عنهم، الذين صدرت في حقهم العشرات من مذكرات البحث، دون أن يسقطوا في قبضة رجال الأمن.

وتفيد معطيات إحصائية أن نسبة الجرائم المسجلة، خلال الثمانية الأشهر الأولى من السنة الجارية، انخفضت إلى 3.26 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، إذ أن عدد القضايا تراجع من 219.608 إلى 212.362. وأشارت إلى أن مدن مثل الدار البيضاء، الرباط، طنجة، مكناس، العيون، تطوان، تازة والجديدة، عرفت تقلصا طفيفا في نسب الإجرام، بينما عرفت مدن فاس ومراكش وأكادير ووجدة والقنيطرة وسطات وبني ملال ووارزازات وأسفي والحسيمة، ارتفاعا نسبيا في مؤشرات الجريمة.

وسبق للشرقي اضريص، مدير العام للأمن الوطني بالمغرب، أن وجه مذكرة وزعت على مختلف الدوائر الأمنية تؤكد على ضرورة تكثيف الحملات التمشيطية في مختلف النقط السوداء، خاصة بالمدن الكبرى، لاعتقال المبحوث عنهم وكذا اللصوص، بعد استفحال الجريمة بشكل مخيف في الآونة الأخيرة. وخلقت هذه الحملات جو من الاستنفار داخل مختلف الدوائر، كما أنها أدت إلى دخول رجال الأمن في مواجهات عنيفة مع المجرمين، ما دفع في أكثر من مناسبة إلى استعمال المسدسات وإطلاق الرصاص، بسبب رفض الهاربين تسليم أنفسهم، ما قاد إلى قتل مبحوث عنه، في حين نقل رجال أمن في حالات خطيرة إلى المستشفيات قصد تلقي العلاج.

وهكذا، توصلت عناصر الشرطة القضائية بخنيفرة إلى اعتقال سبعة أشخاص متورطين في ترويج المخدرات، في محافظة سيدي بوعياد. وتمكنت عناصر الشرطة، خلال هذه العملية، من حجز 66 كلغ من مادة الكيف، و9 كيلوغرامات من التبغ، و6 سيوف. وفي بني ملال، أوقفت مصالح الشرطة القضائية، خلال حملة قامت بها في الآونة الأخيرة، شملت مختلف النقط السوداء بالمدينة، 103 شخصا مبحوث عنهم لارتكابهم جنحا مختلفة سواء على المستوى المحلي أو الوطني.

وقد جرى توقيف هؤلاء الأشخاص لضلوعهم في عمليات سرقة أو سرقة موصوفة تحت التهديد بالسلاح الأبيض والسطو وإصدار شيكات بدون رصيد. ومكنت هذه الحملة أيضا، من توقيف 47 مروجا للمخدرات وحجز كيلوغرامين من مخدر الشيرا، و114 كيلوغراما من القنب الهندي، و11 كيلوغراما من السجائر المهربة. كما حجزت عناصر الأمن كمية كبيرة من المشروبات الكحولية المهربة.