محمد حميدة من القاهرة: قالت دراسة حديثة عن معهد انتربرايز الاميركي ان الرئيس مبارك يعمل على ادامة نظامه السائد بكافة الطرق، شأنه في ذلك شأن معظم الحكام الكبار سنا مشيرة الى انه مستمر في تامين بقاء نظامه وانتقال السلطة بسلاسة لنجله جمال رئيس لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم.

واشارت الدراسة التي اجراها quot;جيفري ازارفاquot; زميل المعهد ان النظام المصري بقيادة الرئيس مبارك يلعب لعبة تمرير السلطة بذكاء شديد باللعب على وتر كراهية الشعب المصري لاسرائيل من خلال اذكاء المشاعر العدائية للشعب بخطابات رسمية عدائية ، وضرب quot; ازارفا quot; عدة امثلة لتأكيد مزاعمه بدعوة اعضاء برلمانيين من الحزب الوطني العام الماضي quot;بسحق اتفاقية كامب ديفيد بالاقدام quot; ردا على الحفريات الاسرائيلية بالقرب من المسجد الاقصى في القدس ، مشيرين الى ان quot;الحرب مع اسرائيل لا تزال جارية ولم تنته quot; في اعقاب الحرب الاسرائيلية اللبنانية في 2006 ، وكان الرئيس مبارك قد حذر من فرض اي خريطة على المنطقة .

وادعت الدراسة ان النظام المصري يستخدم منذ فترة طويلة قضية الصراع العربي - الاسرائيلي للتنفيس عن الاستياء الشعبي، وفي محاولة من جانبه لتحويل انتباه الشعب عن اوجه القصور الداخلية ، وطالما استخدم النظام الخطاب المعادي لتاجيج مشاعر الغضب الشعبية ضد اميركا واسرائيل.

وقالت الدراسة ان الشمس تغرب عن حكم النظام ويقترب الرئيس مبارك من انتهاء فترة ولايته . والافتراضات التي طالما عقدت على مصر بأنها مرتكز للسلام والاستقرار يمكن أن تثبت خطأ. . داخليا المشاكل الاقتصادية متزايدة . وخارجيا تضاؤل نفوذ مصر . و لم يفعل النظام شيئا يذكر لاخراج البلد من حالة الشلل. وبدلا من ذلك مشغول بتصميم رقصة الخلافة التي ادت الى تعميق الركود في البلد مواصلا اجراءاته القمعية ، ففى يوم 23 يوليو الماضي اعتقلت قوات الأمن 14 من نشطاء الفيس بوك احتشد وا على شاطئ للاحتفال بالمناسبة على طريقتهم الخاصة بغناء اغاني وطنية وتلويح الاعلام .. ولكن القي قبض عليهم بتهمة محاولة quot;اسقاطquot; النظام ، ومثل هذه الاساليب ليست امرا شائعا لكن التحول الى دهم الناشطين الذين تتركز اسلحتهم فى لوحات المفاتيح والكاميرات الرقمية يؤكد ان القاهرة تتراجع عن خطواتها المتواضعة التي سجلتها في اتجاه التحول الديمقراطي. والقاهرة ما ان اعتبرت ارض تجارب لاجندة حرية ادارة بوش ، وبدأت فى التخلي عن اجندة الاصلاح. وما ان فتح الرئيس مبارك باب الترشح على منصب الرئاسة بموجب التعديلات الدستورية حتى سجن وصيفه ايمن نور في انتخابات 2005 بتهمة تزوير توكيلات .

واوضحت الدراسة ان الرئيس مبارك لم يكن دائما سيئا على طول الخط ، ففي التسعينات استمر في محاربة الاسلاميين المتطرفين. لكن مع الوقت طالت الاجراءات النقاد لنظامه والذين وقفوا امامه في الانتخابات وكذلك من تكهنوا اوضاعه الصحية ومن حرموا المساعدات الاميركية . ومع الضغوط والمطالب والدعوات الاميركية لمصر والدول العربية بضرورة الاصلاح وارساء الديمقراطية وهو ما اكده بوش في خطابه الشهير عام 2005 quot; اعلن مبارك بعدها بشهر واحد فتح باب التنافس فى الانتخابات الرئاسية ولكن بإعادة انتخاب مبارك و نجاح الاسلاميين لاحقا في الانتخابات البرلمانيه أعطى النظام ذريعة للتراجع عن الاصلاح وبعث برسالة واضحة الى اميركا بان دور مصر لا غنى عنه في مكافحة تنظيم القاعدة . وبلعت ادارة الرئيس جورج بوش الطعم وتراجعت عن دعواتها .

والان ادارة الرئيس جورج بوش قاربت على مغادرة البيت الابيض ، والنظام المصري يعطي ظهره للولايات المتحدة ويرفض دعوات واشنطن واصفا اياها بانها quot;تدخل غير مقبولquot; في الشؤون المصرية . واذا كان بوش تخلى عن مشروع الديمقراطية يفسر تراجع مبارك الا ان ذلك كان على حساب وضع قادم يدعو اكثر للتشاؤم . فجمال مبارك المصرفي السابق ارتفع من وجهة النظر السياسية بسرعة الصاروخ من مبتدئ الى واحد من اقوى المسؤولين في الحزب الحاكم. وبالرغم ان والده يقود دفة الامور لصالحه ، الا ان وصول جمال للسلطة غير مضمون.