بغداد: أعلن في العراق والكويت أن رئيس الوزراء الكويتي، الشيخ ناصر محمد الأحمد الصباح، سيزور العراق قريباً، وأن قضيتي العلاقات الثنائية والديون الكويتية على العراق ستكونان على رأس الأجندة التي ستبحث خلال تلك الزيارة.

وفي حال قيامه بتلك الزيارة، فإنها ستكون الأحدث ضمن سلسلة من الزيارات التي قام بها كبار المسؤولين العرب إلى بغداد، وكان آخرها زيارة رئيس الوزراء اللبناني، فؤاد السنيورة، وسبقها زيارة قام بها العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني. وتأتي الزيارة كذلك في وقت يعمل فيه العراق على ترسيخ علاقاته مع الدول المجاورة وباقي الدول العربية، التي وافق بعضها على إعادة فتح سفاراته في بغداد.

والأحد، وصل وزير المالية العراقي، بيان جبر صولاغ إلى الكويت، على رأس وفد لمتابعة ملفات العلاقات الثنائية بين البلدين والتعويضات العراقية للكويت نتيجة للغزو العراقي لها عام 1990. وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الاثنين أن صولاغ وجه دعوة رسمية من رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، إلى نظيره الكويتي.

وقالت الوكالة إن رئيس الوزراء الكويتي قبل الدعوة وأنه سيتم تحديد موعدها عبر القنوات الدبلوماسية.

وقال مساعد لرئيس الوزراء في تصريح لـCNN إنه كان يعرف بأن هذه الزيارة ستتم في وقت ما خلال الأسبوع المقبل، غير أنه لم يكن يدرك أنه تم تأجيل الزيارة إلى ما بعد شهر رمضان. وكان العراق قد طالب دول الخليج بإعفائه من ديون قدمتها له إبان حكم الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين.

ومؤخراً، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة شطب ديونها على العراق والمقدرة بنحو 7 مليارات دولار، وسبقتها في ذلك السعودية التي أعلنت شطب نحو 80 في المائة من ديونها على العراق والمقدرة بحوالي 15 مليار دولار.

ويحاول العراق خفض نسبة الأموال التي يجب أن يدفعها إلى صندوق التعويضات الدولي، والمخصصة للمتضررين من الغزو العراقي للكويت.

وكانت تقارير صحفية عربية قد أشارت إلى أن رئيس الوزراء الكويتي أجل زيارة مقررة إلى العراق.

وقالت صحيفة الحياة اللندنية الاثنين إن الحكومة العراقية أعلنت تأجيل زيارة كانت مقررة نهاية هذا الأسبوع لرئيس الوزراء الكويتي إلى بغداد، للبحث في الملفات العالقة بين البلدين، خصوصاً ملفي التعويضات وترسيم الحدود، على أن توضح سبب التأجيل في ما بعد.quot;

وأضافت أنه لم يعرف إذا كان تأجيل زيارة رئيس الوزراء الكويتي لبغداد مرتبط بنتائج زيارة صولاغ. غير أن مسؤولا ًعراقياً قال إن بغداد مستاءة للغاية من quot;أسلوب تعاطي الكويت مع ملف تعويضات حرب الخليج وإصرارها على رفض التنازل عما بقي منها، بالإضافة إلى منع العراق من استيراد طائرات مدنية جديدة على خلفية دعوى دولية أقامتها شركة الخطوط الجوية الكويتية.quot;

يذكر أن صحيفة السياسة الكويتية نسبت إلى مصدر رفيع المستوى في الحكومة الكويتية في وقت سابق أنها ستقدم طلباً لإسقاط القروض والديون المستحقة للكويت على العراق إلى مجلس الأمة في دور الانعقاد المقبل، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي في أعقاب ما قامت به السعودية والإمارات ودول عدة في المنطقة من إسقاط للديون العراقية.

وأوضح المصدر للصحيفة أن إسقاط الديون الكويتية على العراق والمقدرة بنحو 15 مليار دولار، قد يتم وفقاً للإجراءات الدستورية المتبعة وبعد العودة إلى مجلس الأمة، لكنه أكد على الرفض الحكومي القاطع للدخول في أي مساومات مع النواب حول القضية.