أحجمت ايران عن قبول مسودة خطة أعدتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لتقليل مخزون طهران من الوقود النووي الذي يخشى الغرب من استخدامه في انتاج أسلحة نووية وقالت بدلا من ذلك انها تريد شراء وقود نووي من الخارج.

واشنطن:قبلت القوى الأخرى وهي الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا مسودة الخطة التي أعدتها الوكالة الدولية. وايران بتقديمها اقتراحا منافسا تتبع على ما يبدو استراتيجية جربتها بشكل جيد لكسب الوقت لتجنب تشديد العقوبات الدولية يجري التهديد به. وبدا العرض الايراني المضاد للوهلة الاولى لا يقدم للغرب شيئا يُذكر. ولن يقتصر العرض على عدم خفض مخزون اليورانيوم المُخَصب الذي يثير قلق المجتمع الدولي وانما يتطلب أيضا رفع العقوبات المفروضة على ايران منذ عام 2006 للسماح لها بشراء مثل هذه المواد النووية الحساسة.

ونقل التلفزيون الايراني الرسمي يوم الجمعة عن عضو كبير في وفد المفاوضات الايراني الذي حضر اجتماع فيينا في 21 اكتوبر تشرين الاول الجاري قوله quot;ايران مهتمة بشراء وقود لمفاعل طهران للأبحاث في إطار اقتراح واضح.quot; واضاف quot;نحن ننتظر رد الطرف الآخر البناء والذي يسهم في بناء الثقة.quot; ونقل عن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر أثناء زيارة للبنان قوله quot;من خلال المؤشرات التي نحصل عليها فان الأمور ليست إيجابية تماما.quot; ولم تعلن تفاصيل مُحددة عن الاقتراح المضاد الذي قدمته ايران وقالت واشنطن انها لا تزال في انتظار رد إيراني رسمي. ولكن ليس واضحا كيف سيكون السماح لإيران بشراء وقود نووي مناسبا لأهداف القوى الكبرى.

وقال دبلوماسيون غربيون ان خطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي لم تعلن أيضا تتطلب ات ترسل طهران 1.2 طن من مخزونها المعروف من اليورانيوم منخفض التخصيب وكميته 1.5 طن الى روسيا وفرنسا بحلول نهاية العام الحالي. وسيجري تخصيب اليورانيوم في روسيا وفرنسا الى مستوى أعلى ولكن على نحو سيجعل من الصعب استخدامه في انتاج رؤوس حربية وسيعاد لايران لتستخدمه في مفاعل في طهران ينتج نظائر مشعة للأغراض الطبية. وسيختبر الاتفاق نوايا ايران المعلنة باستخدام اليورانيوم المخصب في أغراض سلمية فقط.

وسيتيح أيضا وقتا للمحادثات الاوسع حول الهدف النهائي للقوى العالمية المتمثل في أن تهدئ ايران المخاوف من أن لديها برنامجا سريا لانتاج أسلحة نووية بالحد من تخصيب اليورانيوم مقابل مزايا تجارية وتكنولوجية. وقال دبلوماسيون ان الولايات المتحدة وفرنسا أكدتا الموافقة على مسودة اتفاق الوكالة الدولية في مذكرات أرسلتها الدولتان للوكالة وأكدت روسيا أيضا موافقتها يوم الجمعة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الجمعة quot;نوافق على تلك المقترحات ونتطلع الى موافقة كل المشاركين الاخرين في المفاوضات وليس ايران فقط لتأكيد استعدادهم لتنفيذ الخطة المقترحة.quot;

وكان محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد توصل الى مسودة الاتفاق بعد ثلاثة أيام من المباحثات في فيينا مع وفود الدول الأربع وأمهلهم حتى يوم الجمعة للحصول على موافقة من عواصمهم. وسيقلل الاتفاق من مخزون ايران من اليورانيوم المنخفض التخصيب الذي قد ينتج مادة انشطارية تكفي لانتاج قنبلة نووية اذا جرت تنقيته الى نسبة 90 في المئة. وبالنسبة لايران فان الاتفاق سيزود مفاعلا طبيا ستنفد مخزوناته في غضون عام تقريبا. وألمح مبعوث ايران بعد انتهاء المحادثات في فيينا الى أن حكومته قد تسعى لادخال تعديلات على الخطة التي تقترحها الوكالة الدولية.

وقبل فترة قصيرة من اعلان التلفزيون لتصريحات المفاوض الايراني قال دبلوماسي كبير من دولة نامية لها علاقات جيدة مع الايرانيين لرويترز quot;لدي احساس بأن ايران ستطلب مزيدا من الوقت لاتخاذ قرار وتطلب ادخال تغييرات... quot;اعتقد أنهم سيفضلون تقسيم شحنات اليورانيوم المنخفض التخصيب التي سيرسلونها للخارج بدلا من ارسال الجزء الاكبر منها دفعة واحدة. لا يرغبون في أن يفقدوا قدرا كبيرا من أوراق التفاوض بينما ينتظرون مفاوضات على القضايا الاستراتيجية الاكبر في الملف النووي.quot;

ورفضت ايران مرارا نداءات من الامم المتحدة والوكالة الدولية لوقف تخصيب اليورانيوم أو منح مفتشي الامم المتحدة قدرة على الوصول غير المقيد للتحقق من أنها لا تسعى لانتاج أسلحة نووية. وستضغط القوى العالمية الست على ايران في هذه المسائل في محادثات أخرى على مستوى كبار المسؤولين في وزارة الخارجية والمقرر أن تجرى قريبا.وقال كوشنر quot;اذا ظلت هذه المؤشرات سلبية ولم يتم التوصل الى توافق على مستوى الخبراء... فان هذا سينعكس سلبيا على استمرار الاتصالات السياسية على مستوى اجتماع 5 زائد 1 في جنيف