إتفاق بين مصر وفتح وحماس على رفض ربط التهدئة بصفقة شاليت
القاهرة تنفي إنسحاب وفدها من محادثات إتفاقية الكويز مع إسرائيل

نبيل شرف الدين من القاهرة: نفت القاهرة انسحاب وفدها التجاري من المشاورات الدورية التي تتم بين الجانبين المصري والإسرائيلي تنفيذاً لاتفاقية quot; الكويز quot; وقالت على لسان المتحدث باسم الخارجية المصرية إن الوفد سوف يقدم تقريراً للنظر في نتائج المشاورات التي أجراها ثم يعود مرة أخرى إلى إسرائيل. غير أن القاهرة لم تنكر امتعاضها من التراجع الإسرائيلي في إنجاز اتفاق التهدئة في قطاع غزة، واستحداث شرط لربطها بصفقة مبادلة الجندي جلعاد شاليت بسجناء فلسطينيين .

وقال مصدر دبلوماسي مصري إن بلاده أبلغت إسرائيل رفضها ربط التهدئة بصفقة شاليت باعتبار أن المسألتين متوازيتان، وعبر عن الأسف بقوله إن المفاوضات التي ترعاها مصر تواجه مناورات تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة بعد أن انتهت من مواجهة المناورات الانتخابية، ولفت إلى أن الرئيس حسني مبارك بعث رسالة بهذا الصدد إلى كل من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الحكومة أولمرت .

وبعد ساعات من مصادقة الحكومة الإسرائيلية على ربط اتفاقي التهدئة وإطلاق سراح الجندي شاليت، قال مسؤول مصري إن الحوار الوطني الفلسطيني تم تأجيله إلى فترة وجيزة لإجراء المزيد من المشاورات .

وأعرب المصدر المصري عن استياء بلاده من قرار إسرائيل معتبراً انه يعني انهيار مصداقيتها لدى مصر، كما اتهم المسؤولين الإسرائيليين بأنهم يفتقدون إلى الشجاعة اللازمة لاتخاذ قرار بالافراج عن أسرى فلسطينيين مطلوب اطلاق سراحهم ويفضلون اتخاذ قراراتهم على أساس حساباتهم الداخلية المعقدة، وشدد على انه وعلى الرغم من القرار الإسرائيلي بتأجيل الاتفاق حول التهدئة إلى حين الانتهاء من صفقة لتبادل الأسرى يتم بموجبها اطلاق شاليت، فإن الموعد المحدد لمؤتمر اعادة اعمار غزة قائم كما هو يوم الثاني من آذار (مارس) المقبل .

بنود اتفاق التهدئة

أما على الجانب الإسرائيلي فقد نقل موقع صحيفة quot;يديعوت أحرونوتquot; عن مصادر إسرائيلية قولها quot;إن الصفقة المتوقعة تشمل في المرحلة الأولى توسيع فتح المعابر، وليس فتحها بصورة منتظمة، وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين من بين قائمة حماس وتشمل 450 اسماً .

وفي المرحلة الثانية سيتم إطلاق 550 سجينا في إطار ما وصفته المصادر الإسرائيلية ببادرة حسن نية تجاه الرئيس المصري حسني مبارك.

أما في المرحلة الثالثة فتستعيد إسرائيل شاليت ويتم فتح المعابر بين إسرائيل والقطاع بصورة كاملة ومنتظمة ويتم إطلاق سراح 400 سجين فلسطيني، أغلبهم من النساء والمسنين والقصر، وسيتم خلال الصفقة كلها إطلاق سراح ما بين 1200 إلى 1400 سجين وتشمل الصفقة، حسب المصادر، شروطا أخرى أبرزها تعهد حماس بوقف تهريب الأسلحة ووقفا كاملا لإطلاق النار. وفي مرحلة لاحقة سيتم فتح معبر رفح على غرار الاتفاق الذي تم توقيعه بهذا الخصوص عام 2005 .

وفي القاهرة أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي ان مؤتمر المصالحة الفلسطينية الذي كان مقررا عقده في 22 فبراير الحالي تأجل لفترة وجيزة، مؤكداً ان القاهرة تتوقع الا يستمر الإرجاء طويلا. وقال إن المنطق وراء قرار مصر بتأجيل بداية أعمال المصالحة هو أهمية توفير المناخ الملائم وأهمية ان تعقد المصالحة على خلفية من الهدوء وليس على خلفية استمرار العمليات العسكرية .
وقال الدبلوماسي المصري إن الحوار المزمع يتضمن ستة محاور هي إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية، تشكيل حكومة وفاق وطني، إعادة بناء الأجهزة الأمنية، التحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية تحضير المصالحة الشاملة، وجهود إعادة الإعمار.

وشدد على أهمية انتهاء اللجان الفنية المنبثقة من اجتماع الحوار في القاهرة لبحث هذه الموضوعات من عملها قبل المؤتمر الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة في الثاني من شهر مارس المقبل حتى يتسنى تأمين دعم دولي لنتائج الحوار وأهمها تشكيل حكومة وفاق وطني بمشاركة حماس، وقال إن هذه فرصة مناسبة لتأمين هذا الدعم بمشاركة وزراء الخارجية والمال في نحو 80 دولة.

وتسعى مصر إلى التوصل لاتفاق حول خطة تدعو الى تهدئة بين إسرائيل وحركة حماس مدتها ثمانية عشر شهرا، واتفاق لتبادل الأسرى وتخفيف الحصار المفروض على القطاع غزة، وبمقتضى هذه الخطة توقف إسرائيل هجماتها وتوقف حماس اطلاق الصواريخ عبر الحدود .

ويقول دبلوماسيون أوروبيون في القاهرة quot;إن هناك تفاهمات بين القاهرة وتل أبيب حول مسألتين؛ الأولى اقتراح يتضمن آليات لوقف التهريب، عبر الاستعانة بتكنولوجيا على طول محور فيلادلفي تعمل على إيقاف المهربين في رفح، وتدمير الأنفاق بالاشتراك مع خبراء أوروبيين، أما الأمر الثاني فيتعلق بقضية إطلاق جلعاد شاليت، الجندي الإسرائيلي المختطف لدى نشطاء فلسطينيين في قطاع غزةquot; .