طلال سلامة من روما: لم يتقبل العديد من ناخبي الحزب الديمقراطي اليساري وداع فلتروني السياسي. بنظرهم، فان هذا الوداع أتى باكراً بنبرة مستسلمة دمرت مسيرة دامت سنة ونصف السنة. وبرغم من أولى الاستفتاءات التي تشير الى أن أكثر من 70 في المئة من ناخبي هذا الحزب يتعاطف مع quot;داريو فرانشسكينيquot;، السكرتير العام الجديد إلا أن هذه النتائج لن تكون ثابتة وإيجابية دوماً. صحيح أن فرانشسكيني، ذو الخبرات الحزبية المتعددة، قادر على إعادة بعض الهاربين من الحزب الى صفوفه لكن توجد عوامل عديدة سترميه في حلبة الصراع كي ترى مدى صلابته. في أي حال، فان المهمة التي تنتظر فرانشسكيني صعبة!

وباتت الاستفتاءات الداخلية الحزبية، عقب كل جولة انتخابية، ضرورية لقياس حرارة الحزب. على سبيل المثال، فان 13 في المئة من المتعاطفين معه أعرب عن ثقته الكاملة بالسكرتير الجديد في ضوء الهزيمة الانتخابية بجزيرة سردينيا. في يحين يعرب 58 في المئة منهم أن ثقته بفرانشسكيني quot;كافيةquot;. هكذا نرى أن أكثر من 70 في المئة من جمهور الحزب الديموقراطي اليساري يراهن على فرانشسكيني مما يعطي الأخير المناخ الجيد لبدأ أعماله وأنشطته. ويبدو أن فرانشسكيني يريد تحديث جميع القوى الحزبية العاملة معه، حتى تلك الإعلامية اليسارية. مع ذلك، ينبغي عليه الأخذ بالاعتبار أن 30 في المئة من ناخبي الحزب خصوماً داخليين لا يثقون به مطلقاً. لذلك، ينبغي على فرانشسكيني رأب هذا الشرخ الداخلي كونه الطريق الوحيدة لتوحيد بنى أكبر حزب معارضة هنا. ما يعني أن الطريق أمامه ستكون صعودية في حال أقنع المشككين به بأن جهوده الميدانية ليس مجرد كلام إنما أفعال.

علينا ألا نستبعد أن ينجح فرانشسكيني في مهمة أخفق بها فلتروني quot;المعتزلquot;. في الماضي، كان فرانشسكيني ينتمي الى حزب عريق هنا هو حزب الديموقراطية المسيحية التابع لرجل هيمن على رئاسة الوزراء سبع مرات متتالية، يدعى quot;جوليو أندريوتيquot; التي أجرت معه quot;ايلافquot; للآن مقابلتين هاتفتين شيقتين تعكس مدى ثقل هذا الرجل السياسي الذي يعلم بكل شاردة وواردة تقع هنا.