موسكو: أفادت مصادر إيرانية وتركية أن الرئيس التركي عبد الله غل الذي وصل إلى طهران أمس الثلاثاء، نقل رسالة من الرئيس الأميركي أوباما إلى الرئيس الإيراني أحمدي نجاد. ومن الواضح حتى إذا لم يتم تأكيد هذه المعلومات أن واشنطن قبلت اقتراحًا تركيًا لتنظيم الحوار الأميركي - الإيراني برعاية تركية.

وقد عرض رئيس الوزراء التركي إردوغان على الولايات المتحدة في العام الماضي المساعدة في إجراء محادثات مع إيران. وفي يوم الأحد الماضي أكد وزير الخارجية التركي استعداد بلده للتوسط بين الأميركيين والإيرانيين. وفي معلومات نشرتها وسائل إعلام تركية وإيرانية، إن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أكدت موافقة الجانب الأميركي على أن تقوم تركيا بدور الوساطة. وفي نفس المعلومات إن كلينتون سلمت الرئيس التركي رسالة الرئيس أوباما لينقلها إلى أحمدي نجاد.

وفي ظن المحلل الإستراتيجي الروسي سيرغي ديميدينكو فإن عبد الله غل نقل اقتراحات أميركية إلى إيران. وهيأت طهران للوسيط التركي فرصة لنقل رسالة الرئيس الأميركي باستضافة قمة لمنظمة التعاون الاقتصادي، وهي منظمة غريبة لم تقم بأي عمل منذ أن أسستها تركيا وإيران وباكستان في عام 1985. وفي عام 1992 انضمت إليها أفغانستان وعدد من جمهوريات آسيا الوسطى السوفيتية سابقا.

ويقول المحلل إن قمة منظمة التعاون الاقتصادي لا تساوي ثمن الكيروسين الذي استهلكته طائرة عبد الله غل أثناء رحلتها من أنقرة إلى طهران، ولكنها أتاحت للرئيس التركي نقل اقتراحات أميركية إلى القيادة الإيرانية. ويرى المحلل السياسي يفغيني ساتانوفسكي أن النخبة الحاكمة التركية لا تريد أن تكون تركيا مجرد جناح لحلف شمال الأطلسي ينتظر قبول العضوية في الاتحاد الأوروبي، بل تريد أن تحتل تركيا مكانة أوسع من المكانة التي احتلتها في القرن العشرين.

ويضيف المحلل أن أنقرة تنظر إلى موسكو وبروكسل وطهران بأنها أطراف هامشية لتركيا. والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل تقبل إيران، وهي دولة إقليمية طموحة أخرى، رؤية كهذه، علما بأن تركيا تعتبر حليفا إستراتيجيا لإسرائيل في حين تتمسك إيران بفكرة تدمير الدولة العبرية بمساعدة quot;حماسquot; وquot;حزب اللهquot;؟